سياسات عنصرية بإمتياز
حمادة فراعنة
يطلب نتنياهو من مواطني " دولة إسرائيل " العرب الفلسطينيين الرحيل طواعية عن بلدهم وعن شعبهم وعن مناطق توالدهم ومعيشتهم ، في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ، إذا كانت إسرائيل وسياستها وعنصرية حكومتها وتشريعات برلمانها ، لا تعجبهم !! .
نتنياهو يطالب خُمس سكان " دولة إسرائيل " بالرحيل إلى الخارج ، والإنفصال عن تاريخهم المتوارث عن أبائهم وأجدادهم ، وأن يعيشوا لاجئين خارج بلادهم ، إذا لم تعجبهم سياسة حكومة المستوطنين التوسعية التي يقودها مع يعلون وليبرمان وبنيت وسائر المتطرفين ، وإجراءاتها في معالجة الإحتجاجات الشعبية التي فجرها مقتل شاب في كفركنا على يد الشرطة ، إذ كان المطلوب من عائلة خير الدين حمدان ، ومن الواجب أن يقودوا مظاهرات التأييد لأفعال الشرطة الإسرائيلية ، ولقرار وزير الداخلية ، وسياسات حكومة نتنياهو التي أدت إلى مقتل إبنهم ، لأنه تجاوز حدوده ورفع صوته إحتجاجاً على سلوك الشرطة الإسرائيلية ، إذ كان على الفتى أن يُسلم أنه دون حقوق اليهود ، وأقل منهم درجات في المواطنة ، وعليه أن لا يرفع صوته ، ولا يُبدي أي مظهر من مظاهر الإحتجاج ، ولأنه فعل غير ذلك ، فهو يتحمل مسؤولية مقتله وموته ، ومن مخصصاته التأمينية وتعويضات نهاية المعاش ، عليه أن يدفع ثمن الطلقات التي دخلت جسده ، وخسّر إسرائيل ثمنها !! .
حكومة نتنياهو تتصرف بعنصرية مع مواطني " دولة إسرائيل " من العرب الفلسطينيين ، بخلاف ما تتعامل به مع اليهود من مواطني " دولة إسرائيل " فهي تقتل العربي لأنه يحتج ، وإذا لم تعجبه إجراءات وسياسات الحكومة فعليه أن يرحل عن الأرض التي عاش فيها وعليها كإمتداد لعائلته وأسرته وإنحدر من أبويه وأجداده قبل أن تولد هذه الدولة ، وقبل أن يصل نتنياهو نفسه وعائلته إلى الأرض التي كانت تسمى قبل أيار 1948 " فلسطين " ويصر شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش على أنها ستبقى فلسطين ، وفيها وعليها ما يستحق الحياة ، وأُضيفُ له أن فيها ما يستحق التضحية .
نتنياهو يطلب رحيل ما تبقى من الفلسطينيين في أرض الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، إلى خارج بلادهم ووطنهم ، ويأمر بنسف بيوت الشباب الذين دفعهم اليأس المصحوب بالوعي وبالوطنية وبالتضحية ، وبالأمل نحو المستقبل ، ورغم إدراكهم المسبق أنهم مقبلون على التصفية الجسدية والموت ، ولكن دافعهم القوي ، لدهس جنود ومستوطنين ، حجم المعاناة والقهر الذي زرعه الإحتلال والإستعمار والإستيطان الإسرائيلي اليهودي على أرض فلسطين العربية الإسلامية المسيحية ، فالقهر هو الذي دفعهم وليس عدائهم لليهود ، لأنهم يهود .
ما يفعله نتنياهو نحو إحتجاجات الفلسطينيين في مناطق 48 وفي مناطق 67 ، هل يفعله مع اليهود ، طالما أن الطرفين يتجاوز القوانين ويفعل ما يسبب الأذى للأخر ؟ لماذا يُعاقب العربي الفلسطيني على فعلته سواء كان من مواطني مناطق 48 أو مناطق 67 ، ولا يُعاقب اليهودي الإسرائيلي على أفعاله المشينة العنصرية ، من تدمير وحرق وإنتهاكات وقتل ، حينما يكون الضحية عربي فلسطيني ، والفاعل يهودي إسرائيلي ؟؟ .
إنه الإجراء والقانون والسلوك والقرار والتوجه الصادر والنابع من مرجعية سياسة التمييز العنصري ، وتنفيذاً لبرنامج المشروع الإستعماري الصهيوني اليهودي الإسرائيلي المعادي للفلسطيني وللعربي وللمسلم والمسيحي ، هذا هو حصيلة التقييم والرؤية لمظاهر مشهد الصراع بين المشروعين المتعارضين المتناقضين المتصارعين :
1- بين المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، الذي يتوسل التوصل إلى حل واقعي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، يقوم على أساس إما تقاسم الأرض وفق قرار الأمم المتحدة 181 ، بإقامة الدولتين ، أو تقاسم السلطة بين الشعبين ، عبر إقامة دولة واحدة ديمقراطية متعددة الديانات لليهود كما هي للمسلمين والمسيحيين ، وقوميتين عبرية وعربية ، تفرز نتائجها صناديق الإقتراع .
2- وبين المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني اليهودي ، الرافض للأخر والقائم على العنصرية والتمييز وتدمير مقومات الحياة والحضور ورفض الشراكة لكل ما هو غير يهودي وغير صهيوني .
[email protected]
حمادة فراعنة
يطلب نتنياهو من مواطني " دولة إسرائيل " العرب الفلسطينيين الرحيل طواعية عن بلدهم وعن شعبهم وعن مناطق توالدهم ومعيشتهم ، في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ، إذا كانت إسرائيل وسياستها وعنصرية حكومتها وتشريعات برلمانها ، لا تعجبهم !! .
نتنياهو يطالب خُمس سكان " دولة إسرائيل " بالرحيل إلى الخارج ، والإنفصال عن تاريخهم المتوارث عن أبائهم وأجدادهم ، وأن يعيشوا لاجئين خارج بلادهم ، إذا لم تعجبهم سياسة حكومة المستوطنين التوسعية التي يقودها مع يعلون وليبرمان وبنيت وسائر المتطرفين ، وإجراءاتها في معالجة الإحتجاجات الشعبية التي فجرها مقتل شاب في كفركنا على يد الشرطة ، إذ كان المطلوب من عائلة خير الدين حمدان ، ومن الواجب أن يقودوا مظاهرات التأييد لأفعال الشرطة الإسرائيلية ، ولقرار وزير الداخلية ، وسياسات حكومة نتنياهو التي أدت إلى مقتل إبنهم ، لأنه تجاوز حدوده ورفع صوته إحتجاجاً على سلوك الشرطة الإسرائيلية ، إذ كان على الفتى أن يُسلم أنه دون حقوق اليهود ، وأقل منهم درجات في المواطنة ، وعليه أن لا يرفع صوته ، ولا يُبدي أي مظهر من مظاهر الإحتجاج ، ولأنه فعل غير ذلك ، فهو يتحمل مسؤولية مقتله وموته ، ومن مخصصاته التأمينية وتعويضات نهاية المعاش ، عليه أن يدفع ثمن الطلقات التي دخلت جسده ، وخسّر إسرائيل ثمنها !! .
حكومة نتنياهو تتصرف بعنصرية مع مواطني " دولة إسرائيل " من العرب الفلسطينيين ، بخلاف ما تتعامل به مع اليهود من مواطني " دولة إسرائيل " فهي تقتل العربي لأنه يحتج ، وإذا لم تعجبه إجراءات وسياسات الحكومة فعليه أن يرحل عن الأرض التي عاش فيها وعليها كإمتداد لعائلته وأسرته وإنحدر من أبويه وأجداده قبل أن تولد هذه الدولة ، وقبل أن يصل نتنياهو نفسه وعائلته إلى الأرض التي كانت تسمى قبل أيار 1948 " فلسطين " ويصر شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش على أنها ستبقى فلسطين ، وفيها وعليها ما يستحق الحياة ، وأُضيفُ له أن فيها ما يستحق التضحية .
نتنياهو يطلب رحيل ما تبقى من الفلسطينيين في أرض الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، إلى خارج بلادهم ووطنهم ، ويأمر بنسف بيوت الشباب الذين دفعهم اليأس المصحوب بالوعي وبالوطنية وبالتضحية ، وبالأمل نحو المستقبل ، ورغم إدراكهم المسبق أنهم مقبلون على التصفية الجسدية والموت ، ولكن دافعهم القوي ، لدهس جنود ومستوطنين ، حجم المعاناة والقهر الذي زرعه الإحتلال والإستعمار والإستيطان الإسرائيلي اليهودي على أرض فلسطين العربية الإسلامية المسيحية ، فالقهر هو الذي دفعهم وليس عدائهم لليهود ، لأنهم يهود .
ما يفعله نتنياهو نحو إحتجاجات الفلسطينيين في مناطق 48 وفي مناطق 67 ، هل يفعله مع اليهود ، طالما أن الطرفين يتجاوز القوانين ويفعل ما يسبب الأذى للأخر ؟ لماذا يُعاقب العربي الفلسطيني على فعلته سواء كان من مواطني مناطق 48 أو مناطق 67 ، ولا يُعاقب اليهودي الإسرائيلي على أفعاله المشينة العنصرية ، من تدمير وحرق وإنتهاكات وقتل ، حينما يكون الضحية عربي فلسطيني ، والفاعل يهودي إسرائيلي ؟؟ .
إنه الإجراء والقانون والسلوك والقرار والتوجه الصادر والنابع من مرجعية سياسة التمييز العنصري ، وتنفيذاً لبرنامج المشروع الإستعماري الصهيوني اليهودي الإسرائيلي المعادي للفلسطيني وللعربي وللمسلم والمسيحي ، هذا هو حصيلة التقييم والرؤية لمظاهر مشهد الصراع بين المشروعين المتعارضين المتناقضين المتصارعين :
1- بين المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، الذي يتوسل التوصل إلى حل واقعي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، يقوم على أساس إما تقاسم الأرض وفق قرار الأمم المتحدة 181 ، بإقامة الدولتين ، أو تقاسم السلطة بين الشعبين ، عبر إقامة دولة واحدة ديمقراطية متعددة الديانات لليهود كما هي للمسلمين والمسيحيين ، وقوميتين عبرية وعربية ، تفرز نتائجها صناديق الإقتراع .
2- وبين المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني اليهودي ، الرافض للأخر والقائم على العنصرية والتمييز وتدمير مقومات الحياة والحضور ورفض الشراكة لكل ما هو غير يهودي وغير صهيوني .
[email protected]