الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين بين هجرة الشعب وهجرة المسئولين عن الشعب بقلم:سفيان الشنباري

تاريخ النشر : 2014-11-23
فلسطين بين هجرة الشعب وهجرة المسئولين عن الشعب بقلم:سفيان الشنباري
الشعب الفلسطيني سلبت أرضه وهجر منها قسرا وجبرا بفعل الحروب والهجمات الصهيونية على مر السنين , الأمر الذي جعله يعيش أسوء حالاته من تشرد ودمار وحروب وضياع للأرض والشعب وتشتته وتقسيمه .
منذ أن جاءت الهجرات الصهيونية الأولى عام 1882 م إلى ارض فلسطين والشعب يعاني ويرحل من أرضه إلى ارض ليست له ويعيش ويلات الغربة وقهر الزمان وذل البلدان الذي رحل إليها ويشتاق دوما إلى حنين الوطن الغائب الحاضر في قلوبهم على مر العقود .
ازدادت المرارة والحسرة عام 1948م الذي أعلن الكيان الصهيوني دولته المزعومة على ارض فلسطين ومن هذا التاريخ أعلنت نكبتنا وتشرد شعبنا وتهالكت مقدراتنا وتزعزعت مواردنا واغتصبت معالمنا .
فتكاثفت الهجمات وازدادت الحروب فمن حرب 1948 الذي أصبح شعبنا شعبُ لاجئ إلى خارج وطنه وصولا إلى حرب 1967 م عام النكسة والهزيمة والاحتلال الكامل لفلسطين والقدس الشريف باحتلال الضفة وقطاع غزة ولم ينتهي الأمر إلى هذا الحد بل احتلت إسرائيل أراضي عربيه مجاورة .
كانت لهذه الحرب سبب في نزوح وهجرة عدد كبير من أبناء شعبنا الفلسطيني وتكررت المأساة من جديد وقُضيا على الحلم الذي راود الفلسطينيين بالعودة إلى الديار التي هجر منها سابقا.
فالهجرة لم تتوقف إلى هذا الحد بل تواصلت بفعل الحروب التي شنتها إسرائيل على فلسطين ومنها قطاع غزة الذي واجه حروب عدة كحرب 2008-2009 وحرب 2012م وصولاً إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي بدأت في 7-7-2014م والتي جاءت في ظل أوضاع اقتصادية و إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل خلال العقود الأخيرة وذلك بعد حصار ظالم و خانق مستمر لأكثر من 8 سنوات , كما أنها أتت و قطاع غزة مازال يعاني من أثار الحروب الأولى التي لم تندمل ولم تتحسن معالمها حتى اللحظة.
فكان للحرب الأخيرة الأثر السيئ في نفوس الفلسطينيين بإعادة مرارة الرحيل والهجرة والتي لم تسلم نفوسهم ولم تلتئم جراحهم من الهجرات السابقة والتي مازالت معلقة في أذهانهم إلى هذا اليوم جاءت كوابيس أخرى تطارد أحلامهم وتعرقل طموحاتهم بمشكلات وأزمات جديدة تحل عليهم برحيلهم مجددا من ديارهم إلى أماكن أكثر أمنا وأكثر حماية وخاصة المناطق التي على امتداد الشريط الحدودي والمحاذي للكيان الصهيوني , حيث بلغ عدد النازحين عن بيوتهم 400 ألف مواطن نزحوا إلى مدارس الاونروا و الحكومة و الأماكن العامة و الكنائس و التي لا تتوفر فيها أبسط شروط الحياة خلال فترة الحرب.
شهدت هذه الحرب أعتا الجرائم الصهيونية وأكثرها قسوة و عنف ومنهجية في إذكاء القتل والدماء على أجساد أطفال غزة الذين كان لهم نصيب الأسد من الهجمات الغادرة والقاتلة , والتي طالت واستهدفت البشر و الحجر والشجر وحرقت الأخضر واليابس دون تمييز موقعه عدد كبير من الشهداء والجرحى وصل إلى 14 ألف شهيد وجريح خلال هذه الحرب و دمرت آلة الحرب مدن في قطاع غزة وحارات أُبيدت بالكامل وعائلات اٌرتكب بحقها مجازر تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان التي وصل إلى حد قتل عائلات بأكملها دون رحمة أو شفقة فكان الهدف هو القتل والدمار والإمعان في التمثيل بالقطاع الصامد وزيادة معاناة هذا الشعب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وكافي مناحي الحياة, حيث استمرت هذه الحرب 51 يوم وانتهت في 26-8-2014م

خلفت هذه الحرب دمار وخراب واسع النطاق أدى إلى تدمير البنية التحتية لقطاع الخدمات العامة و تدمير العديد من شبكات الصرف الصحي و شبكات الطرق و خطوط و محولات الكهرباء و شبكات الاتصالات الأرضية و الهوائية وآبار المياه وتدمير مباني المؤسسات العامة و الحكومية والمنازل السكنية والجمعيات والممتلكات الخاصة والمنشآت الاقتصادية (محال تجارية وشركات ومصانع و مخازن) و الأراضي الزراعية , وميناء الصيادين و المراكب و مركبات المواطنين الخاصة و صالة معبر رفح الخارجية والداخلية ، حتى أنها وصلت إلى المؤسسات الصحية و المستشفيات و المؤسسات التعليمية و الإعلامية و الرياضية و المساجد و المقابر و الكنائس وتحول قطاع غزة وشوارعه إلى أكوام من الدمار والركام ,
قطاع غزة الآن مدمر وأصحاب المباني التي دمرت بلا مأوي ولا مسكن يفرشون الأرض ويلتحفون السماء وخاصة أننا في أجواء الشتاء والبرد القارص والعواصف والهواء التي تنهش من لحم أطفالنا في العراء فلم يعد لحلمهم مكان في هذا الزمان سوى حلم إعادة البناء والاعمار والعودة إلى الديار التي دمرت وهجروا منها.
تفاءل الغزيون خيرا بمؤتمر إعادة اعمار غزة الذي حدث في مصر إلا أن هذا التفاؤل قد تضائل في ظل عدم تنفيذ أي من بنود هذا المؤتمر والذي زاد من سخط الناس وهم متلهفين للإعمار بشكل أو بأخر .
فحكومة الوفاق التي من شأنها أن تدير عملية إعادة الاعمار لم تأخذ فرصتها الكاملة بسبب العراقيل التي تواجهها باختلاف أراء القيادة في غزة مع القيادة في رام الله , فغزة كما نعلم هي بيد حماس وهي تضع شروط على أي اتفاق يبرم مع حكومة رام الله وهذا من شأنه أن يطيل ويزيد معاناة الشعب ففي المرحلة الحالية نطالب من كافة أصحاب القرار , هذا ليس وقت المحاصصة ففسحوا المجال لترطيب الأجواء والمناخ وان تسرعوا في تدشين ما دمر و خرب في هذه الحرب , فالناس لا تطلب سوى الحياة الكريمة .
وعلى أصحاب القرار في غزة ورام لله العمل الدؤوب من اجل تذويب الخلافات بتضافر و تقوية الإرادات وجعل الشعب بأن لا يعيش في حالة سائلة دون فهم أو استيعاب لأن ما يجرى ينذر بالاضطرابات والمفاجآت
فالشعب الغزي غريباً الآن في داخل أرضه بهجرة المسئولين عنه وتركه يعاني ويلات الحياة بلا أفق ينظر إليها
فكان حلم الشعب في السابق عودة إلى الديار فما بالكم الآن الشعب خارج الديار مازال مهجر ومشتت والشعب في داخل الديار أصبح مهدد بالهجرة والضياع والاندثار .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف