الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حمل صورته وهو مضرب ولم يحمل نعش أبيه ..عبد الجابر فقها بقلم فؤاد الخفش

تاريخ النشر : 2014-11-23
حمل صورته وهو مضرب ولم يحمل نعش أبيه ..عبد الجابر فقها بقلم فؤاد الخفش
*حمل صورته وهو مضرب ولم يحمل نعش أبيه .. عبد الجابر فقها*

*بقلم: فؤاد الخفش*

توقفت كثيرا عند صورة الحاج مصطفى فقهاء (رحمه الله) يحمل صورة ولده البكر وفلذة كبده المضرب عن الطعام النائب عبد الجابر وسط شوارع رام الله، يعلن عن تضامنه التام مع نجله الذي يصارع السجان في معركة النصر فيها محسوم لأصحاب الإرادات.

مؤلمة حتى الوجع هذه الصورة لشيخ تجاوز الثمانين يحمل أعباء الدهر على كاهليه، هانت عليه كل مصائب الدنيا ووقف أمام صمود نجله الاسطوري تملأ قلبه مخاوف أن يموت دون حريته، عيونه اغرورقت بالدموع وقلبه يحمل الحزن الشديد وأمله بالله كبير أن تنتهي هذه المعركة بنصر مبين.

المؤلم أكثر ألا يشارك الابن البكر حب أبيه الأول والأكثر قربا منه في وداعه والوقوف على رأسه وقت مماته وإنزاله القبر والدعاء له، كم هو مؤلم هذا المشهد وهذا الحال الذي يعيشه أحرار فلسطين دون غيرهم مصفدة أياديهم في أغلال اعدائهم يموتون مع كل خبر ألف ميتة وميتة.

أكاد أجزم أن الجميع علم بالخبر دون أن يصل الأمر حتى كتابة هذا المقال لنجله الأسير في سجن مجدو عبد الجابر، فاليوم السبت عطلة اليهود ولا اتصالات في هذا السجن ولا أخبار تصل، وهذا هو حال الرجال تحت الاحتلال يموت أباؤهم ولا يعلمون وإن علموا فيكون ذلك من باب الصدفة.

أعلم حال الأسير وقت استقباله هذا الخبر وأعلم رد فعله ومدى الألم الذي يشعر به، فأنا من عشت معهم في مثل هذه الحالات وأعلم كيف تتبدل الوجوه وتتأثر القلوب.

فمن ماتت أمه أو أبيه وهو معتقل يعو د الجرح الذي لم يندمل بالنزف، أما الأسير الذي له والدة مريضة أو والد كبير فإن إنقباضة بالقلب تصيبه فتتسرب الأوهام، ويتيخل نفسه في ذات المصاب فتبكي عيونه ويشيع أبيه في مخيلته دون أن يكون أصلا قد مات.

هذا هو حال الرجال في بلادي تحت قبضة السجان، وحالهم ليس بأفضل بعد تحررهم فعبد الجابر فقهاء سيبدأ رحله تحرره بزيارة قبر أبيه والبكاء على ضريحه والاعتذار منه بتمتمات لا يفهما إلا أصحاب القلوب الرقيقة ومن يعرف معنى موت الأب وابنه سجين.

سيتألم أكثر وأكثر أبو مصطفى حين يشاهد صور والده الأخيرة بالمسيرات المساندة للأسرى، وسيبكي حين يرى والده يحمل صوره في المسيرات، وسيتذكر أنه لم يشارك في حمل نعشه وهو أقل ما يمكن أن يفعله انسان مع أبيه المسجى.

أبو مصطفى سيتوافد جميع أحبابك للمشاركة في تشيع جثمان والدك وسيتسارعوا لحمل ذلك النعش وكأنهم يريدوا أن يسدوا مكانك، دعوا له بالرحمة ولك بالفرج العاجل والصبر والسلوان.

أبو مصطفى حسبك أن والدك من أهل الفجر لم يقطعه في أي وقت، جلست معه في ذات مرة في بيتك وسالته وقال لي: "حتى وقت البرد الشديد ونزول الثلج كنت أخرج للمسجد ومعي أحفادي نشق الخطى نحو المسجد".

تقبل الله هذا الرجل الطيب وفرج الله كربك أخي عبد الجابر ولك الله أيها الرجل، فمن سجن لسجن سار خلفك والدك الذي أحسن تربيتك يا صاحب الخلق الطيب والقلب الكبير، وهناك عند الله ستجتمع معه في جنات ونعيم وسيبدل الله ألمك فرحا وسرورا ورفعة وتمكينا، وأعظم الله أجركم وفرج كربكم وفك أسركم وعوضكم خيرا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف