الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخضر من هو؟ إعداد: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-11-22
الخضر من هو؟ إعداد: حسين أحمد سليم
الخضر من هو؟

بحث مختصر من إعداد: حسين أحمد سليم

تعدّدت أسماء و ألقاب و صفات الخضر التّكريميّة و التّقديسيّة له و التّحبّبيّة به, عبر الحقب الزّمنيّة السّالفة بين النّاس وفق إنتماءاتهم الدّينيّة للرّسالات السّماويّة المقدّسة, الموسويّة و العيسويّة و المحمّديّة...
الخضر, هو آليا أو تاليا أو إيليّا بن ملكان بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح, آليا النَبي أو إلياهو كما يُسمّيه اليهود الموسويّون, أو إيليّا أو إلياس أو مار إلياس أو مارجرجس أو مار جريس أو جاورجيوس كما يُسمّيه النّصارى العيسويّون, أو الخضر أبو العباس و العبد الصالح كما يُسمّيه المسلمون المحمّديّون...
إشتهر الخضر منذ نشأته في حياته بالتّعبد لله الواحد والتّجوال في أرض الله الواسعة, يدعو النّاس إلى الإيمان بالله و توحيد الخالق, و لذلك له في كثير من الأماكن على وجه الكرة الأرضيّة, مقامات و مزارات و أديرة إفتراضيّة على ذمّة التّبريك و الشّفاعة و الإقتداء بسيرته المباركة... و تنتشر هذه المقامات في لبنان و سوريا و الأردن و العراق و فلسطين و إيران وغيرها...
الخضر هو أطول بني آدم عمرا و يُقال في بعض المرويات أنّ إسمه خضرون بن قابيل بن آدم... أمّا الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا, فقيل لأنّه دفن آدم فنالته دعوة أبيه بطول الحياة... و قيل لأنّه شرب من عين الحياة...
و الخضر هو ذلك العبد الصّالح الذي تروي الاحاديث الشّريفة قصّته في زمن ذي القرنين. يعبر الجبال و التّلال و الوديان و هو الذي ينقل القرآن الكريم في سورة الكهف لقائه مع نبي الله موسى يقول تعالى " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة أي نعمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " صدق الله العظيم.
و الخضر كان عنده علم الظّاهر و علم الباطن و اطّلع النّبي موسى على الكثير من القضايا الذي ما استطاع النّبي موسى ان يصبر عليها، و الخضر تاريخياً من حيث النّظرة الاسلاميّة يعتبر كانت معجزته أنّه ما جلس على شيئ يابس إلاّ و اخضرّ، لذلك سمّي الخضر، وإسمه الأساسي اتاليا او ايليا بن ارخفشد بن سام بن نوح و يعود اصله الى النبي نوح و شرب من عين الحياة حسب الاخبار و هناك اختلاف هل هو نبي ام عبد صالح.
ويقال إنَّ الخضر كان إسمه إيليّا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام، و كان أبوه ملكاً، و هو صاحب النبي موسى بن عمران الذي لقيه عند مجمع البحرين...
تنقل بعض الرويات انّ الخضر لا زال حيّاً و بحسب بعض الرّوايات ايضاً و انّه سيظهر مع الامام المهدي المنتظر لنشر الحق و العدل... و الخضر (ع) يعرف بـ مارجرجس لدى المسيحيين، له شأن مهم و البعض يقول بانه رجل له عدّة مقامات في لبنان و هناك 4 بلدات سميت باسمه...
عاش الخضر حياته في عهد المدعوّ آحاب ملك إسرائيل... و كان في صراع دائم معه و مع الملكة إيزابيل العنيدة، المستبدّة، إبنة إيتوبعال ملك صور وصيدا... و منذ زواجها و إنتقالها إلى قصر آحاب ملك اسرائيل (874 – 853), حيث نقلت الأميرة معها إلى فلسطين عبادتها الإفتراضيّة و الأصنام...
فيما المتعبّدون للإله الواحد كانوا يطاردون و يُضطهدون، بينما دأبت توطّد الملكة إيزابيل عبادة الآلهة الغريبة في قلب العاصمة أورشليم...
الخضر, و بعدما شهرته غيرته النّاريّة على عبادة الإله الواحد، أحيا إيليّا حركة تجدّد ديني روحي في الأراضي المقدّسة... و لكي يحافظ على نشاطه و قواه, و هو النّاسك المتقشّف, حتّى يستطيع مجابهة الملك آحاب و الملكة العاتية المتجبّرة، أرسل الله له غرابا يأتيه يوميًا، صباحًا و مساء بخبز و لحم...
كانت نبوءة الخضر, مار إلياس الأولى, قوامها إعلان رسمي أمام الملك آحاب بالجفاف الشّامل في بلاده, قصاصا وتحذيرا بسبب عبادته للأوثان... ثمّ إختفى النّبي في مسقطه، شرق الأردن، هربا من غضب آحاب... و إنتقل إلى منسك في صرفت صيدون, حيث كانت إمرأة أرملة تقدّم له الغذاء... قامت تلك الأرملة بواجب الضّيافة على أكمل وجه, فتحقّقت لمنفعتها نبوءة له شهيرة: "جردة الدّقيق لم تفرغ و قارورة الزّيت لم تنقص في بيتها" كما جاء في سفر الملوك (3 ملوك، ف 17)...
و عندما جفّت أرض المملكة و بكى الشّعب كثيرا, متضرّعا إلى الله طالبا العون و المدد، و دفن عدد كبير من الأموات جوعًا وعطشًا، قال الله للنّبي، في السّنة الثّالثة للجفاف: "إمضِ و أرِ نفسك لآحاب, فآتي بمطر على وجه الأرض"، فمضى إيليا ليري نفسه لآحاب, وفق ما جاء في سفر ملوك, (3 مل، 18/1-2)...
و عند اللقاء بادر آحاب النّبي قائلا: "أأنت إيليّا معكّر صفو إسرائيل؟" فقال له: "لم أعكّر صفو إسرائيل أنا، بل أنت و بيت أبيك بترككم وصايا الرّبّ و سيركم وراء البعل... و الآن أرسل و إجمع إسرائيل كلّه إلى جبل الكرمل، و أنبياء البعل الأربع مئة و الخمسين، و أنبياء عشتروت الأربع مئة الذين يأكلون على مائدة إيزابيل"...
قبِلَ آحاب التّحدّي و هو يفكّر: "ماذا يستطيع هذا المتشرّد ضدّ شعبنا و بعال و عشتروت و أنبيائهم؟"...
دعا آحاب الشّعب إلى لقاء مع إيليّا، على جبل الكرمل... فبادر إيليّا المجتمعين هناك قائلا: "أن كان الرب هو الإله فإتّبعوه، وإن كان البعل إيّاه فإتّبعوه"... فلم يجبه الشّعب بكلمة... فأكمل قائلا: "أنا الآن وحدي بقيت نبيّا للرّبّ، و هؤلاء أنبياء البعل أربع مئة وخمسون رجلا... فليؤتَ لنا بثورين، فيختاروا لهم ثورا، ثم يعطعوه و يجعلوه على الحطب و لا يضعوا نارا، وأنا أعدّ الثّور الآخر واجعله على الحطب ولا أضع نارًا... ثمّ تدعون أنتم بإسم آلهتكم و أنا أدعو بإسم الرّبّ، و الإله الذي يجيب بنار فهو الإله", (3 مل 18/22-24).
لا يقتصر الأمر أذا على معرفة أيّ من الرّبّ الإله أو من البعل هو الأقدر، بل أيّ منهما هو الله على الإطلاق... لم يترك إيليّا أيّ مجال للشّكّ في أن الإيمان بالإله الواحد هو رهان هذا التّحدّي... هيأ أنبياء البعل و عشتروت المذبح و الذّبيحة ودعوا بإسم البعل من الصّبح إلى الظّهر و هم ينادون ثمّ يصرخون "أيّها البعل أجبنا" فلم يكن من مجيب ولا مصغ... و كان إيليّا يسخر منهم و من إلههم...
بعد فشل أنبياء البعل، رمّم إيليّا المذبح، وضع عليه الذّبيحة وصب فوقها ماء و دعى بإسم الرب قائلا: "إستجبني يا رب، إستجبني، ليعلم هذا الشعب أنّك أيّها الرّبّ أنت الإله...". فهبطت نار "و أكلت المحرقة و الحطب و الحجارة و التّراب، حتّى لحست الماء الذي كان في القناة"... فصرخ الشّعب: "الرّبّ هو الإله، الرّبّ هو الإله". فقال لهم إيليّا: "أقبضوا على أنبياء البعل ولا يفلت منهم أحد". فقبضوا عليهم، فأنزلهم إيليّا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك, (3 مل 18/38 – 40)...
كانت إبادة الأعداء العادة المتّبعة، وفق الأعراف والممارسات البدائيّة القاسية، في القرن التّاسع ق. م. وكانوا يأمرون بإبادة الآلهة الكذبة مع الأنبياء في آن. وسمّى النّهر القريب من يومها بنهر المقطع نسبة للرّؤوس التي قطعت... و بعد سنوات أقيم دير المحرقة و في ساحته ينتصب تمثال يحمل المعجزة, حيث يشاهد النّبي إيليّا يدوس على رقبة أحد الكهنة و يحمل رأسا ويشهر السّيف في الهواء...
في ذلك المساء، بعد العودة من جبل الكرمل، إسودّت السّماء بالغيوم و هبّت الرّياح و هطل مطر غزير... خضع الملك آحاب، على مضض، للأمر الواقع... أمّا الملكة إيزابيل فلم تخضع... و إضطهادها للنّبي تجدّد بأكثر حدّة. و إندفاع من جديد, كان على إيليّا أن يفتّش له في الصّحراء على مخبأ... فإتّجه إلى بئر سبع و دخل بعيدًا في صحراء مملكة يهوّذا... وبعدما جاع و تعب كثيرا نام تحت شجرة. فأرسل الله له ملاكا أيقظه وقال: "قم فكلّ، فإنّ الطّريق بعيدة أمامك" إلى جبل الله حوريب (سيناء) فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرّة ماء... فأكل ثمّ أكمل مسيرته. و جرت قصّته مع النّبي موسى عليهما السّلام و التي وردت في القرآن في سورة الكهف و كان يُدعى العبد الصّالح, علمه الله علم الباطن أيّ التّأويل...
و بالإستناد إلى ملاخي حيث نقرأ: هاءنذا أرسل إليكم إيليّا النّبي قبل أن يأتي الرّبّ العظيم الرهيب... (ملا 3/23)... حيث يسوع يشرح هذا الموضوع بقوله أنّ إيليّا عاد في شخص يوحنّا المعمدان: "فجميع الأنبياء تنبّأوا... حتى يوحنا. فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليّا المنتظر رجوعه. من كان له أذنان فليسمع" (مت 11/13 – 15). أذا جاء يوحنا السّابق ليتم ّزمن العهد القديم. كان خلفا لآخر الأنبياء، ملاخي، وحقّق النبوءة الأخيرة: "هاءنذا أرسل إليكم إيليّا النّبي"...
وفي موضع آخر من إنجيل متّى يقول يسوع أيضا عن يوحنّا المعمدان: "و لكن أقول لكم أنّ إيليّا قد آتى، فلم يعرفوه، بل صنعوا به كلّ ما أرادوا. و كذلك إبن الإنسان سيعاني منهم الآلام" (مت 17/12)...
و لمّا علم نبيّ الله أنّ ساعة ملاقاة ربّه قد دنت، فأخذ تلميذه أليشع, و هو طبيب و توجّه إلى بيت إيل, أيّ بيت الآلهة, و كانت مقرّا للأنبياء و كان ذلك بأمر من الله, ليقدّم لهم الوصايا و المشورة, قبل أن ينتقل إلى السّماء, و رافقه تلميذه أليشع برغبة ملحّة منه, ليكون معه في السّاعات الأخيرة, فإستقبلوهم بنو الأنبياء, وهم التّلاميذ لدى الأنبياء, و كانوا يتوقّعون كذلك قرب إنتقال النّبي إيليّا إلى السّماء, فأخذ النّبيّ رداؤه و لفّه و ضرب مياه نهر الأردن، فإنشقّ النّهر و عبر و معه تلميذه إليشع، و بعد أن عبروا سأل النّبي تلميذه: سلني ماذا أصنع لك قبل أن أؤخذ عنك، فقال أليشع: ليكن لي سهمان في روحك، قال قد سألت أمرا صعبا، إن أنت رأيتني عندما أؤخذ من عندك يكون لك ذلك و ألا فلا... كما جاء في سفر ملوك (ملوك 4 -2: 9-10)...
و كان طلب أليشع نصيب إثنين من روح إيليّا أن يكون كالإبن البكر للنّبي لأنّ الإبن البكر كان له نصيبين في الميراث... حينئذ هبطت مركبة من نار و خيل و حملت إيليّا إلى السّماء، و بهذا و حسب الكتاب المقدّس, فأنّ النّبي إيليّا لم يمت بل أخذ إلى السّماء وهو حي...
و أخيرا نستخلص أنّ نبيّ الله إيليّا، إختير من الرّبّ لتبليغ رسالةسماويّة, لتقويم السّلوك الشّرّير للملك آحاب و من بعده إبنه الملك أخزيا و ليؤكّد للشّعب أنّ الرّبّ الإله هو ربّ الكلّ و القادر على كلّ شيء...
أمّا نبيّ الله إيليّا, فيحقّ لنا أن نعتبره نبيّ النار... فمعظم المعجزات التي تمّت بواسطته كانت النّار و سيلتها و حتى صعوده إلى السّماء, كانت المركبة و الخيول التي أقلّته إلى السّماء جميعها من نار...
هذا و للخضر عيد و زيارة لمقامه في كفر ياسيف, الواقعة بتاريخ الخامس و العشرين من الشّهر الأوّل, أيّ: كانون الثّاني من كلّ عام ميلاديّ...
و للخضر مقامات عديدة و منها في الأردن: حيث يقع مقام الخضر في وسط مدينة الكرك التّاريخيّة التي من أقدم أسمائها الصّخرة أو صخرة الصّحراء، والمقام قديم جدّا كان يلجأ إليه المؤمنون للدّعاء ونيل البركة، وفي القرن السّادس عشر شيّدت عليه كنيسة صغيرة لا تزيد مساحة أرضها عن 40م لارتباط المكان بما حوله، وكان التقاء موسى بالرّجل الصّالح عند الصّخرة، كما توجد في الأردن ثلاث مقامات أخرى لا تبعد عن بعضها كثيرا للخضر، فالأوّل في ماحص، والمكان عبارة عن غرفه فوقها قبّة خضراء صغيرة وعليها راية خضراء في وسط حديقة. والثّاني في عجلون لم يبق من المقام سوى بعض الأقواس والحجارة القديمة، والثّالث في بيت راس والمقام عبارة عن أحجار متناثرة هنا وهناك لمبنى واسع يستدلّ على ذلك من حجارته الكبيرة المنسّقة...
و في بلاد ما بين النّهرين أربعون مقاما أو اكثر, تشدّ النّاس إليها على إختلاف أديانهم و طوائفهم... كلّ يعتقد فيها إعتقادا مغايرا للآخر و إن توحّدت الفكرة الأساسيّة... فالقاسم المشترك لتلك المقامات وجودها جميعا حيث توجد الخضرة و الماء و أيضا تعود لشخصيّة واحدة, هي الخضر ذلك الرّجل الصّالح الطّوّاف على طنفسة خضراء...
فمن هو الخضر؟ و تحت أيّ دلائل إتّخذت مقاماته التي تزيد على الأربعين مقاما... أحد أبرزها مقامه في بغداد في محلّة سمّيت بإسمه و لانعرف هل إكتسبت المحلّة إسمها من المقام أم العكس...
ففي جانب الكرخ و على ضفّة دجلة يقوم بناء بسيط من الآجر تعلوه قبّة صغيرة طليت مؤخّرا بالدّهان الازرق السّمائي وقد أحيط المقام بما يشبه السّياج من قطع الكونكريت بطريقة غير منظّمة و يبدو أنّه شيد من قبل أهالي المنطقة أو من تطوّع لخدمة المقام و ما يضعه النّاس طوعا في الغرفة الصّغيرة التي تتوسّط المقام من النّذور و الهدايا البسيطة... و يقصد النّاس المقام كلّ يوم للزّيارة و الصّلاة و تقديم النّذور و إيفائها أيضا، و تتضاعف أعدداهم في يوميّ الإثنين و الخميس...
و في بيروت بين النّهر و الميناء جامع بُني فوق قبر يقال له إنّه قبر الخضر... و هو قول لا يمكن التّثبّت من صحّته، إذ يوجد في طرابلس أيضاً قبّة فوق ضريح تعرف بقبّة الخَضر، بالقرب من التّكيّة المولويّة، بينها و بين قلعة طرابلس، كما يقال إنّ قبره في جبيل, و للخضر مقام عند ساحل بلدة الصّرفند على شكل مُصلّى, كما للخضر مقام في البلدة المسمّاة على إسمه جنوب شرقي بعلبك, و كذلك للخضر مقام في بلدة يارون الجنوبيّة...
و في بلدة الخضر مقام العبد الصّالح الخضر، و في الرّوايات التي يتناقلها أبناء البلدة أنّ الخضر ليس مدفونًا في هذا المقام و لكنّه مرّ في هذا المكان و أقام فيه و اتّخذ هذا المكان مصلى له بضع سنوات، فأخذ النّاس يقصدونه للتّبرّك و من ثمّ أصبح مزارًا للمسلمين من لبنان و من بلدان إسلاميّة أخرى خاصّة السّودان و إيران و الهند...
و للخضر ارتباط وثيق هذا العبد الصالح ببلدة يارون و هو بالواقع ارتباط قديم ما زال حياً، هناك عيد في البلدة للخضر يقام سنوياً بـتاريخ 25 نيسان, و لمقام الخضر تاثير كبير في نفوس ابناء البلدة حيث ان ارتباط الناس بالمقام و بالنذورات التي كانت تقدم الى المقام التي كانت تتحقق و كان لها ايجابيات كبيرة بفضل هذا الارتباط الروحي...
و تتمّ في هذا المقام الصّلوات و الزّيارة و الأدعية و المقام هو مبنى قديم مجدّد حديثاً، لا ضريح فيه، يحترمه سكّان البلدة من مسلمين و مسيحيين و يرجع تاريخه حسب التأريخ الشّفوي الى سيدنا الخضر و يقال انّ سيدنا الخضر قد مرّ من هذه المنطقة و استخدم عين الخضرة و استراح بجانبها و تعبّد هناك. و تم بناء المقام تكريماً له...
و في فلسطين يقع مقام الخضر بمدينة حيفا، في أسفل المنحدر الشّمالي لجبل الكرمل، على ارتفاع 50 م من شاطئ البحر، حيث يلتقي تقريبا البحر بالجبل فيما يسمّى رأس الكرمل. و هو يضمّ المغارة التّاريخيّة المشهورة، التي يعتقد أنّ الخضر عاش فيها، و مبان أضيفت إليه مع الوقت... و المغارة قديمة جدّا، و قد ذُكرت في التاريخ عدّة مرّات، و كانت مقصدا للحجّاج و المصلّين و الزّوّار على مرّ العصور، من قبل كلّ الدّيانات... و ما زالت على جدرانها، منحوتة أسماء يونانيّة، و أشكال مختلفة من العهود الغابرة...
و يعتبر مقام الخضر في كفر ياسيف من أشهر المقامات الموجودة في فلسطين... و للخضر مقامات عديده متواجده في بلادنا والدّول المجاوره يبلغ عددها حوالي 70 مقاماً حسب كتاب "طبقات الأنبياء والأولياء الصّالحين في الأرض المقدّسه", وهذه المقامات و المواقع ما هي إلاّ أماكن جلوس و استراحة أو اقامه قصيره للخضر و من أهمها:
مقامه في اللد, في دير البلح, يافا, في تلّ الصّافي في الخليل, بالقرب من يطّه قرية الخضر رجم الخضر إلى الغرب من بيت لحم دير مار الياس على يسار المسافر من القدس إلى بيت لحم كنيسة الخضر, في الطيبه, رام الله, وفي القدس, عدّة أماكن تحمل اسم الخضر عددها 13 موقعاً, و في نابلس و قضائها عدّة أماكن تحمل اسم الخضر عددها 11 مكان و في طول كرم عدة أماكن تحمل اسم هذا النبي الرسول عددها 5 و في قضاء جنين 3 أماكن و تزداد مقاماته كلّما اتّجهنا شمالاً ففي قضاء حيفا المقامات التّاليه: مقامه في بسمة طبعون مقام الخضر الأخضر في صبارين تلّ الخضر في قيساريا مقامه في عتليت مقامه في عرب الحلف بالقرب من الجلمه مقامه في صفوريا مغارة الخضر في حيفا و أيضا مغارة مار الياس إلى الشّرق من ستيلا ماريس دير المحرقه شرق دالية الكرمل مقام أبو إبراهيم في دالية الكرمل و في شفا عمر مغارة الخضر في أبو سنان كنيسه على اسم القدّيس جاورجيوس مقام في البصه مقام الخضر الشّرقي في البعنه دير الأسد و في الرّامه ومغاره له إلى الجنوب من كابول كرسي الياهو إلى الجنوب من ميرون في الحوله تل الخضر وعلى الشّاطئ الشّرقي لبحيرة طبريّا خان اسمه خان الخضر مقامه في البانياس ومقام النّبي ايليّا بالقرب من قرية مسعده وهناك موقع اسمه الخضر في منطقة بيسان وموقع اسمه الخضره في عسقلان...
و الخضر له قصص و روايات كثيرة فكان كثير التّعبّد و السّياحة ويقال سمّي بالخضر لاخضرار الأرض التي يجلس عليها لعبادة خالقه و له قصّة معروفة مع النّبي موسى بن العمران ذكرت في سورة الكهف في القران فيها يعلّم النبي موسى تأويل الأشياء مع الصّبر و الرّضى بأحكام الرّبّ كان اسمه العبد الصالح، و الخضر معروف عند جميع الدّيانات و له مكانة خاصّة و هناك اعتقاد بأنّه حيّ لا يموت يبعثه الله في كلّ زمن ليدعو إلى الإيمان به... فعند اليهود اسمه الياهو هنبي أو التشبي و عند المسيحيين مار الياس أو مار جريس أو مارجورجيوس و له قصة مع التنين و لوحة متداولة بين الناس و عند المسلمين العبد الصالح و كنيته "أبو العباس " و عند الدروز يكنى ب " أبو ابراهيم" رمزا للشجاعة...
و في العراق... أكّدت روايات كثيرة من مصادر الفريقين المختلفة، أنّ الخضر هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، و انّه معمّر و لا يزال حيّا يرزق حتّى ظهور الإمام المهدي المنتظر ليكون احد قادته، و قد ذكره المفسّرون عند مرورهم على قصّة النبي موسى في سورة الكهف...
و للخضر مقامات كثيرة منتشرة في العالم الإسلامي في سوريا و فلسطين و الأردن و كذلك في العراق في بغداد و مدن أخرى...
و مقام الخضر الذي يقع على الجهة اليسرى من نهر الفرات في الصّوب الكبير لقضاء الخضر التّابعة لمحافظة المثنى ( 240 كم جنوب بغداد ) و احد من هذه المقامات، الذي يعود تاريخ بنائه البسيط لأكثر من خمسة قرون حسب ما يرويه أهل المنطقة...
و قد سمّيت قضاء الخضر نسبة للمقام الشّريف، و هي تقع على بعد ( 32 كم ) جنوب السّمّاوة مركز المحافظة و بناء المقام بسيط للغاية و يدار من قبل ناس قائمين على خدمته من أهالي المنطقة يعرفون بـ ( كوام الخضر ) و يقصده آلاف الزّوار على مدار أيام السّنة و خاصّة في المناسبات الدّينية و من مناطق مختلفة من العراق...
وي طلق أبناء المحافظات الجنوبيّة من العراق اسم ( عبد الخضر ) على كثير من أبنائهم تيمّنا بالاسم الشّريف للخضر، و خاصّة إذا زارت الأمّ المقام و دعت الله فيه، فيرزقها الله ولدا ذكرا...
و للخضر كنيسة عجائبية فريدة من نوعها, تقع عند تقاطع طريق السويداء- القنيطرة من الشّرق إلى الغرب على الخط الرّئيسي دمشق- عمّان- الحجاز، طريق الحج أو طريق الملوك من الشمال إلى الجنوب... و عند موقع الشيخ مسـكين تستوقفك لافتة سياحية تقول: (اقصـدوا ألف باء الفن المعماري الكنسي) والمقصود كنيسة القديس جورجيوس للروم الأرثوذكس القائمة في مدينة ازرع...

و لهذا المكان كرامات جرّاء وجود مقام للخضر فيه... و يتداولها أهالي المدينة حول الصّفات العجائبيّة لكنيسة الخضر مارجورجيوس...
و لقد اختلفت الرّوايات حول الخضر الذي رحل إليه النّبي موسى في طلب ماعنده من علم وقصّ الله عزّ وجل من خبرهما في كتابه العزيز في سورة الكهف...

و جاء هذا الاختلاف نتيجة ضعف الإسناد للأحاديث المتواترة غير المثبّتة بدليل صحيح يجب قبوله لكن معظم المصادر التّاريخية أكّدت من غير شكّ في أنّ الخضر هو القدّيس جاورجيوس الفلسطيني العظيم الذي ولد في مدينة اللدّ و خدم جندياً فضابطاً في الجيش الرّوماني في القرن الثّالث الميلادي و يعتبر أوّل شهيد فلسطيني قدّم حياته دفاعاً عن الدّعوة الى الحقّ و حريّة العبادة متحمّلاً أنواعاً كثيرة من التّعذيبات القاسية رافضاً أن ينكر إيمانه و أثبتت الرّوايات التّاريخيّة أنّ المكان الذي تمّ فيه استشهاد القدّيس جاورجيوس «الخضر» هو كنيسة إزرع الأثريّة حيث تؤكّد المصادر التّاريخية أنّ جسده كان محفوظاً فيها فترة لا تقل عن 300عام...

مقام القديس جاورجيوس «الخضر» بني على أنقاض معبد وثني في عام /515/ ميلاديّة على نفقة محسن من أبناء مدينة ازرع اسمه يوحنا بن ذيوذيموس و كان المحسن المذكور من وجهاء مدينة إزرع و قد بنى هذا المقام بعد أن ظهر له القدّيس جاورجيوس في اليقظة و ليس في الحلم و قد وجدت كتابة يونانية محفورة على الباب الرّئيسي الغربي للكنيسة منذ 1492 عاماً جاء فيها (إنّ ملتقى الأبالسة أصبح الآن منزلاً للرّب و نور الخلاص يملأ هذا المكان الذي كانت الظّلمات تكتنفه من قبل، فالاحتفالات الكنسية حلّت محلّ طقوس الوثنيّة و المكان الذي كان مركزاً لخلاعة الآلهة تضجّ فيه اليوم تسابيح الإله الواحد.. الخ) و يعتبر هذا المقام شفيع مدينة إزرع من مسلمين و مسيحيين يزار و تقدم له النذور...

و اشتهرت هذه الكنيسة عند السّكّان المحلّيين باسم الدّذير فيقال (دير إزرع، دير جاورجيوس في إزرع، وخضر إزرع، و خضر الله الحي، و خضر إزرع الحي) و هو محبوب لدى جميع السّكّان في منطقة حوران ينذرون له النّذور و يحجون إليه حاملين تقدماتهم يذبحون على عتباته الخراف و يوزّعونها على الفقراء و يقدّمون الحليّ و النّقود على مذبحه وكثيراً ما تحجّ اليه النّساء حافيات الأقدام لإيفاء النّذر...
و تعتبر هذه الكنيسة أكثر المباني إثارة في منطقة حوران و قد أدرجت كمرجع للمرحلة الأولى من مراحل البناء الديني الأصل في العصر البيزنطي و كانت حسب علماء العاديات، المثال الأول للبناء الكنسي على شكل مربع و أول بناء اعتمد بناء القبة فوق المربع...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف