حوِل واركب عالفرس
"دور يا صحن السكر وقع مني وانكسر والي شافه ما لمه..." هذه واحدة من الألعاب الجماعية التي كنا نلعبها عندما كنا صغارا، عندما يرن جرس المدرسة معلنا وقت الفرصة نتجمع أنا وصديقاتي بشكل حلقة كنا ما يقارب العشرة، نمد أيدينا بحيث تضع كل واحدة فينا يدها فوق الأخرى وهكذا، ثم نبدأ بالغناء بهذه الكلمات وبعدها العد حتى العشرة ومن يقع عليها الرقم عشرة تخرج خارج اللعبة، وأحيانا نلعب لعبة أخرى مشابهة هي "رن رن يا جرس حول واركب عالفرس" بنفس الطريقة أيضا حلقة مع الغناء.
بعد انتهاء المدرسة نعود إلى منازلنا، في بيتي كان علي الامتثال للبروتوكول المنزلي الذي فرضته أمي علي، الدراسة ثم الدراسة كان يجب أن أنهي جميع فروضي المدرسية لتسمح أمي لي باللعب أنا وأخواتي وبنات الجيران، نتجمع في إحدى الساحات المجاورة لمنازلنا ونلعب "الأكزة" وهي عبارة عن مستطيل مرسوم على الأرض به ثمانية مربعات ونستعين بحجر لنرمي به داخل هذه المربعات ونبدأ بالقفز داخلها برجل واحدة وهكذا، أو كنا نلعب لعبة" التنورة والبلوز " وهي مشابهة للعبة" الأكزة " مع فارق الشكل الهندسي الذي كان عبارة عن تنورة وبلوز.
كنا نشعر بجو من الألفة والسرور والتنافس الإيجابي، كانت ضحكاتنا عالية تصل حدود السماء، كنا لا نمل بالمرة حتى لو استمر اللعب حتى الصباح، الكثير من النهم للعب أكثر وأكثر.
في أيامنا هذه أصبحت اللعب تتكون من لاعبين فقط باستثناء الفرق الرياضية طبعا، اللاعبان هما الإنسان والآلة، تم الاستعاضة عن المجموعة بلاعب واحد هو إما جهاز الكمبيوتر أو الأجهزة الخلوية الذكية، استعيض عن "صحن السكر" ب "المزرعة" على الفيس بوك، وعن "الأكزة" ب"candy crush".
صارت اجتماعات الأصدقاء والأقارب عبارة عن ناد للعب الالكترونية كل شخص حاضر بجسده وفكره غائب لمواجهة خصمه الالكتروني داخل الجهاز الذكي.
لم يعد جو الألفة كما كان، هذا الجو المشحون بالفرح والتنافس بات من الماضي البعيد، صار كل شخص لديه عالمه الالكتروني الخاص به ولا يحب أن يقاطع خلوته مع عالمه أحد.
التنكنولوجيا لها إيجابيات عظيمة لا أحد ينكر ذلك، لكن في نفس الوقت ومع مرور الوقت تجردنا من ذواتنا كبشر صرنا نقترب أكثر للربورتات الآلية والتي هي من صنع البشر أصلا، صرنا عبيدا للآلة.
بقلم كيان كتوت
"دور يا صحن السكر وقع مني وانكسر والي شافه ما لمه..." هذه واحدة من الألعاب الجماعية التي كنا نلعبها عندما كنا صغارا، عندما يرن جرس المدرسة معلنا وقت الفرصة نتجمع أنا وصديقاتي بشكل حلقة كنا ما يقارب العشرة، نمد أيدينا بحيث تضع كل واحدة فينا يدها فوق الأخرى وهكذا، ثم نبدأ بالغناء بهذه الكلمات وبعدها العد حتى العشرة ومن يقع عليها الرقم عشرة تخرج خارج اللعبة، وأحيانا نلعب لعبة أخرى مشابهة هي "رن رن يا جرس حول واركب عالفرس" بنفس الطريقة أيضا حلقة مع الغناء.
بعد انتهاء المدرسة نعود إلى منازلنا، في بيتي كان علي الامتثال للبروتوكول المنزلي الذي فرضته أمي علي، الدراسة ثم الدراسة كان يجب أن أنهي جميع فروضي المدرسية لتسمح أمي لي باللعب أنا وأخواتي وبنات الجيران، نتجمع في إحدى الساحات المجاورة لمنازلنا ونلعب "الأكزة" وهي عبارة عن مستطيل مرسوم على الأرض به ثمانية مربعات ونستعين بحجر لنرمي به داخل هذه المربعات ونبدأ بالقفز داخلها برجل واحدة وهكذا، أو كنا نلعب لعبة" التنورة والبلوز " وهي مشابهة للعبة" الأكزة " مع فارق الشكل الهندسي الذي كان عبارة عن تنورة وبلوز.
كنا نشعر بجو من الألفة والسرور والتنافس الإيجابي، كانت ضحكاتنا عالية تصل حدود السماء، كنا لا نمل بالمرة حتى لو استمر اللعب حتى الصباح، الكثير من النهم للعب أكثر وأكثر.
في أيامنا هذه أصبحت اللعب تتكون من لاعبين فقط باستثناء الفرق الرياضية طبعا، اللاعبان هما الإنسان والآلة، تم الاستعاضة عن المجموعة بلاعب واحد هو إما جهاز الكمبيوتر أو الأجهزة الخلوية الذكية، استعيض عن "صحن السكر" ب "المزرعة" على الفيس بوك، وعن "الأكزة" ب"candy crush".
صارت اجتماعات الأصدقاء والأقارب عبارة عن ناد للعب الالكترونية كل شخص حاضر بجسده وفكره غائب لمواجهة خصمه الالكتروني داخل الجهاز الذكي.
لم يعد جو الألفة كما كان، هذا الجو المشحون بالفرح والتنافس بات من الماضي البعيد، صار كل شخص لديه عالمه الالكتروني الخاص به ولا يحب أن يقاطع خلوته مع عالمه أحد.
التنكنولوجيا لها إيجابيات عظيمة لا أحد ينكر ذلك، لكن في نفس الوقت ومع مرور الوقت تجردنا من ذواتنا كبشر صرنا نقترب أكثر للربورتات الآلية والتي هي من صنع البشر أصلا، صرنا عبيدا للآلة.
بقلم كيان كتوت