الإذاعة المدرسية
إلى أين؟
بقلم:دعاء عليان
_____________________
مضى على تخرجي من الثانوية العامة سبع سنين بعد أن أمضيت بين جدران وأزقة المدارس اثني عشر عاما. الشيء الوحيد الذي تكرر بسيمفونية خاصة خلال تلك الأعوام الغابرة هو الإذاعة المدرسية.
" مديرتي الفاضلة ، معلماتي المحترمات ، أخواتي الطالبات. أسعد الله صباحكن بكل خير . نحن طالبات الصف (كذا) نرحب بكن أجمل ترحيب في إ ذاعتنا الصباحية لهذا اليوم، وخير ما نبدأ به ايات عطرة من الذكر الحكيم تتلوها الطالبة...."
هذه هي المقدمة التي حفظناها عن ظهر غيب لكثرة ترددها في الإذاعة المدرسية عبر السنين . تكرر روتيني ممل لا يسمن ولا يغني من جوع . وفي أفضل الحالات، فإن التغيير على هذه الكلمات "إن حصل" لا يغير المحتوى ولا المضمون. ولا أبالغ إن قلت أن فقرة حكمة اليوم – على سبيل المثال- نجحت في "تحفيظ" الطلاب عددا محدودا من الحكم والأقوال التي تتكرر إجمالا في معظم المدارس على حد سواء ولكل الفئات العمرية . لأجل ذلك، أعرض أدناه بعض المحاور الرئيسية ذات الصلة بموضوع الإذاعة المدرسية.
أهمية الإذاعة المدرسية
تعتبر الإذاعة المدرسية وسيلة إعلامية مصغرة تستهدف عددا محدودا من المستمعين المستفيدين ضمن إطار مكاني محدود لا يتجاوز الساحة المدرسية إلا لأمتار تشمل البيوت المحيطة بالمدرسة. القائمون على هذه الإذاعة هم طلاب المدارس بإشراف معلميهم وبمساعدة ذويهم أحيانا. وبالتالي فإن الإذاعة المدرسية تعمل على تزويد الطلاب بقدر غير قليل من الفائدة والمعلومات المتنوعة في مجالات مختلفة من ناحية ، وعلى تقوية شخصية الطلاب المشاركين فيها وصقل مهاراتهم من ناحية أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في الإذاعة المدرسية تزيد من ثقة الطلاب بأنفسهم وتشعرهم بوجود دور مهم لهم ضمن بيئاتهم ومدارسهم ، وتحملهم نوعا من المسؤولية خاصة فيما يتعلق بجانب التحضير والإلقاء.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من المدارس يعتبرون من المستفيدين منها ، عادة عن طريق التعرض التلقائي وغير المقصود لما يقدم عبر الإذاعة المدرسية من معلومات.
معيقات تحد من نجاح الإذاعة المدرسية في تأدية رسالتها
لا يخلو أي عمل من وجود معيقات أيا كانت درجتها.وهناك الكثير من المعيقات والتحديات التي أؤمن بدورها في الحد من تحقيق الهدف المرجو من الإذاعة المدرسية بدرجات متفاوتة. فعلى سبيل المثال ، سوء اختيار الموضوع المراد عرضه أو تكرار المواضيع بشكل كبير من شأنه خلق حالة من الملل لدى الطلاب تجعلهم غير راغبين في الاستماع لما يخاطبون به.
وفي أحيان أخرى يخرج الطلاب غير مدربين على الإلقاء السليم بشكل جيد ، فيرتكبون بحق اللغة الكثير من الأخطاء التي تفقد المستمع لذة الاستماع وتحرم الجمهور من الفائدة. فعلى سبيل المثال ، يخرج الكثير من الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية ليلقوا ما بجعبتهم بكل سرعة ودون تركيز .
فبغض النظر عن السبب – سواء أكان مرتبطا بشخصية الطالب أم بالظروف المحيطة وقلة التدريب- فإن ذلك لا يخدم الهدف المرجو إطلاقا.
وفي بعض الأحيان ، نجد التركيز في الإذاعة المدرسية منصبا على عدد محدود من الطلاب نظرا لإيمان معلميهم بقدراتهم، وهذا من شأنه أيضا الحد من نجاح الإذاعة المدرسية في إيصال رسالتها.
الإذاعة المدرسية التي نريدها
نريد إذاعة مدرسية تساهم في نجاح العملية التربوية والأدبية . نريدها صرحا يمثل طلابنا ويعكس احتياجاتهم وأفكارهم ، وينمي قدراتهم. نريدها مساحة يلتقي فيها المعلم والطالب ويستمع كل منهم للاخر باحترام. ونريدها أيضا مساحة حرة يستطيع من خلالها الطالب المزج بين الفائدة والمتعة.
نحلم بإذاعة مدرسية غير تقليدية فيها مساحة للإبداع. نريد لدقائق بثها القليلة أن تتحول إلى ينبوع يستقي منه طلابنا ما يحتاجون إليه من نشاط وفكر ومتعة. ونريدها أيضا فرصة لتقويم سلوكيات المخطئين من أبنائنا وتعزيز الإيجابي من سلوكياتهم.
فلنعمل معا على إحداث ذلك التغيير، ولنؤمن أن الإذاعة المدرسية فرصة ذهبية لتحقيق كل ما ذكر أعلاه من أهداف مرجوة قد يصعب تحقيقها من خلال وسائل أخرى. ويدا بيد نحو إذاعة مدرسية هدفها التغيير نحو الأفضل.
إلى أين؟
بقلم:دعاء عليان
_____________________
مضى على تخرجي من الثانوية العامة سبع سنين بعد أن أمضيت بين جدران وأزقة المدارس اثني عشر عاما. الشيء الوحيد الذي تكرر بسيمفونية خاصة خلال تلك الأعوام الغابرة هو الإذاعة المدرسية.
" مديرتي الفاضلة ، معلماتي المحترمات ، أخواتي الطالبات. أسعد الله صباحكن بكل خير . نحن طالبات الصف (كذا) نرحب بكن أجمل ترحيب في إ ذاعتنا الصباحية لهذا اليوم، وخير ما نبدأ به ايات عطرة من الذكر الحكيم تتلوها الطالبة...."
هذه هي المقدمة التي حفظناها عن ظهر غيب لكثرة ترددها في الإذاعة المدرسية عبر السنين . تكرر روتيني ممل لا يسمن ولا يغني من جوع . وفي أفضل الحالات، فإن التغيير على هذه الكلمات "إن حصل" لا يغير المحتوى ولا المضمون. ولا أبالغ إن قلت أن فقرة حكمة اليوم – على سبيل المثال- نجحت في "تحفيظ" الطلاب عددا محدودا من الحكم والأقوال التي تتكرر إجمالا في معظم المدارس على حد سواء ولكل الفئات العمرية . لأجل ذلك، أعرض أدناه بعض المحاور الرئيسية ذات الصلة بموضوع الإذاعة المدرسية.
أهمية الإذاعة المدرسية
تعتبر الإذاعة المدرسية وسيلة إعلامية مصغرة تستهدف عددا محدودا من المستمعين المستفيدين ضمن إطار مكاني محدود لا يتجاوز الساحة المدرسية إلا لأمتار تشمل البيوت المحيطة بالمدرسة. القائمون على هذه الإذاعة هم طلاب المدارس بإشراف معلميهم وبمساعدة ذويهم أحيانا. وبالتالي فإن الإذاعة المدرسية تعمل على تزويد الطلاب بقدر غير قليل من الفائدة والمعلومات المتنوعة في مجالات مختلفة من ناحية ، وعلى تقوية شخصية الطلاب المشاركين فيها وصقل مهاراتهم من ناحية أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في الإذاعة المدرسية تزيد من ثقة الطلاب بأنفسهم وتشعرهم بوجود دور مهم لهم ضمن بيئاتهم ومدارسهم ، وتحملهم نوعا من المسؤولية خاصة فيما يتعلق بجانب التحضير والإلقاء.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من المدارس يعتبرون من المستفيدين منها ، عادة عن طريق التعرض التلقائي وغير المقصود لما يقدم عبر الإذاعة المدرسية من معلومات.
معيقات تحد من نجاح الإذاعة المدرسية في تأدية رسالتها
لا يخلو أي عمل من وجود معيقات أيا كانت درجتها.وهناك الكثير من المعيقات والتحديات التي أؤمن بدورها في الحد من تحقيق الهدف المرجو من الإذاعة المدرسية بدرجات متفاوتة. فعلى سبيل المثال ، سوء اختيار الموضوع المراد عرضه أو تكرار المواضيع بشكل كبير من شأنه خلق حالة من الملل لدى الطلاب تجعلهم غير راغبين في الاستماع لما يخاطبون به.
وفي أحيان أخرى يخرج الطلاب غير مدربين على الإلقاء السليم بشكل جيد ، فيرتكبون بحق اللغة الكثير من الأخطاء التي تفقد المستمع لذة الاستماع وتحرم الجمهور من الفائدة. فعلى سبيل المثال ، يخرج الكثير من الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية ليلقوا ما بجعبتهم بكل سرعة ودون تركيز .
فبغض النظر عن السبب – سواء أكان مرتبطا بشخصية الطالب أم بالظروف المحيطة وقلة التدريب- فإن ذلك لا يخدم الهدف المرجو إطلاقا.
وفي بعض الأحيان ، نجد التركيز في الإذاعة المدرسية منصبا على عدد محدود من الطلاب نظرا لإيمان معلميهم بقدراتهم، وهذا من شأنه أيضا الحد من نجاح الإذاعة المدرسية في إيصال رسالتها.
الإذاعة المدرسية التي نريدها
نريد إذاعة مدرسية تساهم في نجاح العملية التربوية والأدبية . نريدها صرحا يمثل طلابنا ويعكس احتياجاتهم وأفكارهم ، وينمي قدراتهم. نريدها مساحة يلتقي فيها المعلم والطالب ويستمع كل منهم للاخر باحترام. ونريدها أيضا مساحة حرة يستطيع من خلالها الطالب المزج بين الفائدة والمتعة.
نحلم بإذاعة مدرسية غير تقليدية فيها مساحة للإبداع. نريد لدقائق بثها القليلة أن تتحول إلى ينبوع يستقي منه طلابنا ما يحتاجون إليه من نشاط وفكر ومتعة. ونريدها أيضا فرصة لتقويم سلوكيات المخطئين من أبنائنا وتعزيز الإيجابي من سلوكياتهم.
فلنعمل معا على إحداث ذلك التغيير، ولنؤمن أن الإذاعة المدرسية فرصة ذهبية لتحقيق كل ما ذكر أعلاه من أهداف مرجوة قد يصعب تحقيقها من خلال وسائل أخرى. ويدا بيد نحو إذاعة مدرسية هدفها التغيير نحو الأفضل.