#ذكريات_من_مخيم_اليرموك (٩٦)
عرس تحت الحصار
قُدر للشعب الفلسطيني أن يعيش المأساة منذ ست وستين عاما بكل جوانبها فمن لجوء إلى تشرد إلى هجرة إلى منع من السفر إلى قيود هنا وهناك بسبب لعنة الوثيقة التي يحملها.
حتى أفراحه التي لا بد منها كالأعياد والزواج والختان فلا شك أن المأساة اختلطت مع هذه الأفراح ففي العيد حال لساننا يقول : عيد بأي حال عدت ياعيد ، وفي رمضان ربما لا يجد البعض سحورا أو فطورا كما يجده الآخرون وأما الفرحة في السفر فكثير منها ينتهي بمآس كارثية أقلها التعرض للنصب والاحتيال والعودة بخفي حنين.
ومن المآسي التي لفتت انتباهي ما أنبأني به الفيس بك أمس أن فلسطين بنت الشهيد أيمن محمد إبراهيم جودة زفت أمس لعريسها أمجد طيراوية تحت الحصار في مخيم اليرموك.
وفلسطين هذه أسماها والدها ابن عمي المرحوم الشهيد أيمن بهذا الاسم لولعه وحبه لوطنه الذي ولد خارجه بحوالي عشرين عاما وطبعا في مخيم اليرموك ، لقد حمل أيمن هم فلسطين البلد والذرية طيلة عمره وما كان يفرق بينهما فكلاهما عنده الروح من الجسد.
حاول أبو علاء يوما أن يخرج من مخيم اليرموك في صباح يوم السبت ٢٠١٣/٢/١٦ ليقضي بعض حوائج أهل المخيم ويعود ألا أن رصاصة قناص حالت دون ذلك وأردته شهيدا وهو في أواسط الأربعين من عمره ، كان يوما مشهودا هرعنا إلى مشفى المجتهد فغُسل وكُفّن وحملناه إلى مقبرة الشهداء القديمة وتقبلنا العزاء في المقبرة تحت القذائف وفي المساء تقبلنا العزاء في صالة جيراننا الأكارم شركائنا في اللجوء أهل حباتا الزيت.
كانت فلسطين مخطوبة لأغيد طيراوية من شباب مخيم اليرموك وبعد اشتداد الحصار خرجت فلسطين مع أمها وإخوتها وجدها وأعمامها خارج المخيم ولكن خطيبها لم يخرج ، وتشتت عائلة فلسطين فأشقاؤها ما بين السويد واليونان وأعمامها ما بين الزاهرة وصحنايا والسويد حالها حال أكثر عائلات فلسطين الكبيرة.
في الأمس استطاعت فلسطين أن تدخل المخيم بعد محاولات عديدة ومتكررة للالتحاق بأسرتها الجديدة بعد زفافها.
آه يا عمي ... أشكر صفحات الفيس التي أخبرتني ورأيت صورتك مع بيت حميك وفرحت فرحا شابه الحزن والمأساة، ولم أر صورة أمك ولما سألت قيل لي : لم يسمح لها بالدخول !!
ألف مبارك يا عمي وكما قلت في المقدمة لقد اختلطت أفراحنا بالحزن والغم والهم هذا قدرنا فنرجو الله أن تكوني كما أرادك أبوك فلسطين بعطائها وحبها وصبرها وكما عادت الابنة فلسطين لمخيمها فلا بد أن يأتي اليوم الذي يعود فيه شعبنا إلى فلسطين العزيزة بعد مرورهم إلى مخيم اليرموك ، لا تقولوا مستحيل فمن المعاناة ينبثق الفجر وتشرق الشمس وليس ذلك على الله ببعيد.
يتبع ......
عرس تحت الحصار
قُدر للشعب الفلسطيني أن يعيش المأساة منذ ست وستين عاما بكل جوانبها فمن لجوء إلى تشرد إلى هجرة إلى منع من السفر إلى قيود هنا وهناك بسبب لعنة الوثيقة التي يحملها.
حتى أفراحه التي لا بد منها كالأعياد والزواج والختان فلا شك أن المأساة اختلطت مع هذه الأفراح ففي العيد حال لساننا يقول : عيد بأي حال عدت ياعيد ، وفي رمضان ربما لا يجد البعض سحورا أو فطورا كما يجده الآخرون وأما الفرحة في السفر فكثير منها ينتهي بمآس كارثية أقلها التعرض للنصب والاحتيال والعودة بخفي حنين.
ومن المآسي التي لفتت انتباهي ما أنبأني به الفيس بك أمس أن فلسطين بنت الشهيد أيمن محمد إبراهيم جودة زفت أمس لعريسها أمجد طيراوية تحت الحصار في مخيم اليرموك.
وفلسطين هذه أسماها والدها ابن عمي المرحوم الشهيد أيمن بهذا الاسم لولعه وحبه لوطنه الذي ولد خارجه بحوالي عشرين عاما وطبعا في مخيم اليرموك ، لقد حمل أيمن هم فلسطين البلد والذرية طيلة عمره وما كان يفرق بينهما فكلاهما عنده الروح من الجسد.
حاول أبو علاء يوما أن يخرج من مخيم اليرموك في صباح يوم السبت ٢٠١٣/٢/١٦ ليقضي بعض حوائج أهل المخيم ويعود ألا أن رصاصة قناص حالت دون ذلك وأردته شهيدا وهو في أواسط الأربعين من عمره ، كان يوما مشهودا هرعنا إلى مشفى المجتهد فغُسل وكُفّن وحملناه إلى مقبرة الشهداء القديمة وتقبلنا العزاء في المقبرة تحت القذائف وفي المساء تقبلنا العزاء في صالة جيراننا الأكارم شركائنا في اللجوء أهل حباتا الزيت.
كانت فلسطين مخطوبة لأغيد طيراوية من شباب مخيم اليرموك وبعد اشتداد الحصار خرجت فلسطين مع أمها وإخوتها وجدها وأعمامها خارج المخيم ولكن خطيبها لم يخرج ، وتشتت عائلة فلسطين فأشقاؤها ما بين السويد واليونان وأعمامها ما بين الزاهرة وصحنايا والسويد حالها حال أكثر عائلات فلسطين الكبيرة.
في الأمس استطاعت فلسطين أن تدخل المخيم بعد محاولات عديدة ومتكررة للالتحاق بأسرتها الجديدة بعد زفافها.
آه يا عمي ... أشكر صفحات الفيس التي أخبرتني ورأيت صورتك مع بيت حميك وفرحت فرحا شابه الحزن والمأساة، ولم أر صورة أمك ولما سألت قيل لي : لم يسمح لها بالدخول !!
ألف مبارك يا عمي وكما قلت في المقدمة لقد اختلطت أفراحنا بالحزن والغم والهم هذا قدرنا فنرجو الله أن تكوني كما أرادك أبوك فلسطين بعطائها وحبها وصبرها وكما عادت الابنة فلسطين لمخيمها فلا بد أن يأتي اليوم الذي يعود فيه شعبنا إلى فلسطين العزيزة بعد مرورهم إلى مخيم اليرموك ، لا تقولوا مستحيل فمن المعاناة ينبثق الفجر وتشرق الشمس وليس ذلك على الله ببعيد.
يتبع ......