الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النقد النفسي لقصص سعيد مقدم (2) بقلم: صادق حسن البوغبيش

تاريخ النشر : 2014-11-20
بقلم: صادق حسن البوغبيش

هذه دراسة موسومة بالنّقد النّفسيّ لقصص الأستاذ سعید مقدم (أبوشروق)
الملخص
إنّ القراءة النفسیة واحدة من القراءات النقدیة التي استهدفت قراءة النص الأدبي، وهي تنطلق من منهج نقدي نفسي متقن، وذلک في استخدام الأدوات المناسبة من أجل الوصول إلی الغایة المرجوة من النص.
و یحاول هذا البحث القراءة النفسیة في قصص الأدیب الأهوازي سعیدمقدم (أبوشروق)، ونبحث عن مکونات القراءة وأبعادها في القصص الأهوازیة (الخوزستانیة).
الکلمات الدلیلة: خوزستان، القصة، سعید مقدم، النقد النفسي.

المقدّمة
کان ارتباط الأدب العربي المعاصر الوثیق وبالأخص القصة بعلم النفس علامة من علامات التطور الممیزة التي نقلت القصة من إطارها التعبیري الجامد إلی آفاقها الجمالیة التي تلتحم فیها الصورة مع کافة عناصر النص لتشکل بنیة متکاملة لاتنفصل، والأدیب المعاصر الذي تمرد علی التقلیدیة انطلق یلتقط صوره من محیطه الثقافي ومخیلته الإبداعیة، فتنوعت، وتعددت واتسمت بقدرتها علی حمل تجربته بکل مستویاتها.
و قد ظل عدم الأمان للمرأة في المجتمع واحدا من الأطر التي تجلت فیها الصورة الأدبیة، وتحولت إلی أداة کشف الأدباء المعاصرين من خلالها رؤاهم الفکریة والنفسیة وحملوها تجاربهم النفسیة.
لم یخرج سعیدمقدم عن هذا الرکب، فقد قدم قصصا تحوک الخیال والواقعیة معاً وتظهر لنا کیان الکاتب من خوف ومن رجاء، من کذب ومن صدق، حیث تعددت مضامین القصص وأسالیب تشکیلها وقد رأی الباحث أن یقدم دراسته عبر النقد النفسي و أبرز علماء هذا المنهج.
والسؤال الأساسي في هذه الدراسة هو:
سعید مقدم یُقدّم لنا صورة واقعیة من عدم أمن المرأة العربیة في المجتمع و یرید هذا البحث کشف هذا السبب الرئیسي للخوف و کیفیة بروزه في حالات المرأة؟

التحليل النفسي هو المدرسة الأساسیة في علم النفس، وقد ذهبت هذه المدرسة في تحليل الشخصية إلى أنّ الشعور لا أثر له في سلوك الإنسان، فاللاشعور هو الذي يحدد سلوكيات الإنسان (شیراني1384:4)، ويحكم حركته في الحياة فالشخصية الإنسانية مثل كتلة الجليد العائمة في البحار القريبة من القطب لا يعلو منها فوق سطح البحر إلا جزء ضئيل، ويبقى معظمها مغموراً بالماء، وكذلك الشعور يؤلف جزءاً ضئيلاً من العقل، أما الباقي وهو ما يُعرف باللاشعور أو العقل الباطن فهو الجزء الأعظم (أحمدیان،1393:128)، وليس ذلك فحسب بل إنه الجزء المهم من العقل ويعود الفضل في بروز هذه المدرسة إلى الطبيب النمساوي «سيجموند فرويد » عندما أصدر عدداً من الدراسات التي تبحث في اللاشعور أو ما يسمى بالعقل الباطن، ثم جاء بعده عدد من تلاميذه أبرزهم «آدلر»، و«یونغ» وقد كان غرض هذه المدرسة الكشف عن طبيعة القوى اللاشعورية في النفس الإنسانية (کریمي،1388: 70).
التحليل النفسي كأحد أشكال النقد الأدبي، باختصار تكنيك خاص لترجمة نص ما (ادیب راد،1386:24). التحليل النفسي قبل ذلك أحد أشكال العلاج التي تستخدم لمعرفة واكتشاف مناطق الوعي واللاوعي في المريض ( المصاب - عقلياً) ( رفیعي، 1393:ص 15). الطريقة الكلاسيكية التي ينتهجها المعالج هي أن يجعل مريضه يتكلم بحرية تامة (جزایري،1383:7). والسبب، لأن المريض النفسي، بالتأكيد يكبت صراعات وخوف. وبذلك يستدرجه الطبيب ليجلبها المريض إلى مناطق الوعي- العقل ويواجهها بحرية عن طريق الحديث، لكي لا يستمر المريض في دفنها في اللاوعي (براتي سده،1383:25). هذا الملخص البسيط، بدأ من فرويد عندما طور نظريته حول كيف يعمل كل من العقل والغريزة والجنس في الإنسان.

العمل أو الفكرة الرئيسية لدى فرويد هي فكرة اللاوعي (رویگریان،1383:44). وقد يسأل شخص ما عن اللاوعي هنا؟ اللاوعي باختصار جزء من العقل يقع خلف الوعي والذي بدوره يؤثر بشكل مباشر على أي عمل أو نشاط أو ردة فعل أو حديث إلخ.. لكن فرويد وصل إلى ما يسمى بـ ( الكبت) والكبت هنا: أشياء أو أحداث منسيّة أو مؤلمة تجاهلها الشخص أو بقت صراعات لم تحل (علیخاني،1386:54).
شغلت القصة حيزاً من الذاكرة الشعبية التي حرصت على تأويله تأويلات رمزية تجسدت في كتابات القصّاصین المعاصرین وقد سلك النُقّاد إلی شرح ونقد هذا المسلک المهم البشري، وحاول النقد النفسي الربط بين العصابات والمكبوتات، والأحلام، مفسراً إحداها بالأخرى، مما جعل من نقد القصة ميداناً بارزاً من ميادين علم النفس، وأتاح فروید لعلم النفس فرصة دخول ميادين الأدب من خلال تحليل أحلام هاملت وأوديب، معززاً تطبيقات علم النفس في دراسة الأدب ونقده، في كتابه «الهذيان والحلم في قصة غراديفا لجنسن». طور النقد الغربي ومن ورائه العربي علاقة الدرس الأدبي بعلم النفس، فكان كتاب الناقد السوري جورج طرابيشي «لعبة الحلم والواقع» 1972أبرز شكل من أشكال التأثر بكتاب فرويد.
القطار
رتّبت حجابها امام المرآة
خبأت شعراتها البیض
ثم خاطبت صورتها:
صحیح أن أولاد ترابک تزوجوا وأنجبوا
لکنکِ
مازلتِ شابة... وعذراء.
في القصة الأولی التي تُدعی القطار، هو اسم القطار فیه شیء من الإثارة، ولعل الإثارة هي محرکة لغایةٍ ما، وأحداث تجري بزمنٍ معلوم، فهذه القصة تشکّلت علی أبعاد مایلي: الترتُّب: من ناحیة علم النفس یرجعُ إلی ضمیر عشوائي ومُشوّش، فبمقابلة الترتُب هو التشویش، فکان لبطلة القصّة تشویش تجاه شیء ویسعی هذا المقال إلی الوصول له. حجاب: الحجاب یأتي من کوالیس و کوابیس لأفکار متطرفة دینیة عندما یأتي الکاتب ترتیب الحجاب هو ادّعاء بأن نفسیة البطلة رتّبت الحجاب وهو رمزٌ لمواضیع مشوّشة من النفس. المرآة: المرآة في الأدب الحدیث هو الشیء الذي یری ظاهراً ویمحو باطناً؛ فلهذه البطلة ظاهر أنیق کما تُعبّر هي ولکن ذاتها سقیم، لأن کما عبّر فروید العُقدة تأتي من خلال الجنس والکبت هو الموضوع الرئیسي لحرق آمال الشخص علی ما یبدو أن هذه النظرة الوجودیة للمرآة تجاه أفکار مرموقة علی أعمال أغلب النساء لمناهضة المیل نحو حیاة المجموع المرتبطة بالإنتاج العائلي. و المرأة الأهوازیة تُعاني من ضغوطات نفسیة من قبل المجتمع والعشیرة وأفراد العائلة. خبأت شعراتها البیض: الأبیض هو رمزٌ للحزن عندما یأتي بالرأس و هنا نستطیع ذکر مثل معروف و هو طار غرابهُ والغراب بمعنی الشعر الأسود، وهذا المعنی، بیاض الشعر؛ یناسب حیاة الفتاة في الحال وهو ألمٌ ما. و بعدها یأتي الخطاب وحدیث النفس بأن تُعبّر البطلة بلومِها من أولاد حارتها أو قومها وعشیرتها، فالفتاة تحملُ آمالاً بالزواج ولکن عندما طاف عمرها سبّب عُقدا مُحتملة و ضئیلة تجاه الماضي الذي ذهب والمستقبل الذي طار من یدها. و مما لا ریب فیه أن الحب العفیف لم یتجل في القصة أو أفضل تجلِّ لفعل الإنتاجیة، إذ أن العفة أوسع مجالاً، لموقف أنطولوجي و«طریقة اتصال في کل مجالات الخبرة البشریة للمرأة الأهوازیة» فبعلم النفس هذه البطلة تُعاني من عُقد: أولاً الجنس کما عبّر فروید؛ الجنس هو المدخل الرئیسي لعُقد الأشخاص (قویمي،1380:138) ویکمل الحدیث في هذه القصة قول آدلر وهو أنّ الحقارة تکوّن الشخصیة (علیزاده،1384:14) ویونغ یستعین بالإسطورة قائلاً: «الحیاة الروحانیة والعرفانیة هي التي تلعب دورها الأساسي في علاج الشخص» (رحمانیان،1392:9)
المحتضرة
عندما حشرجت أنفاسها
هاتف أقاربه، أُمّي علی وشک الرحیل...
هاتفتهم بعد لحظات وهي ثکلی
القصة الثانیة وأیضاً یأتي بألم المرأة في مجتمع الأدیب لا! بل في المجتمعات البشریة. والقصة بُنِیت علی أفعالٍ مثل: «حشرجت»، و«هاتف»، و«هاتفتهم»؛ وهذه الأفعال تتضحُ لنا موهومات عدة؛ أولاً: حشرجت وهو الألم الموجود في بطلة القصة، هاتف الولدُ؛ وهو یُعبّر عن وحدة الأُم، والولد، والوجع المُترتب في العائلة یأتي من الوحدة المُفرطة ومعاناة هذین الشخصین من قبل هذا الشیء المُخیف وهاتفتهم أیضاً یُذکّرنا بوحدانیة هذین الشخصین، والوحدة، بحسب رأینا، مقترنة بغیره من الآلیات العلاجیة التي یطرحها النُقّاد، من تحقیق الحریة الإیجابیة وتفعیلها وتأسیس مجتمع اشتراکي، و نزعة الإنسانیة التي ترغب لها النساء بجعلها دستوراً لکل أنماط الحیاة البشریة. فألم الوالدة یأتي من اللاوعي الفردي لمصیبةٍ ما وهي فقد ولدها الوحید، فمن ناحیة علم النفس الوجع المُمتد بباطن الشخص یأتي من عدم حمایة أفرادها تجاه القضایا التي تروي ضمأ الشماتة ووحدانیة المرأة في مجتمعنا السقیم، الإیمان العقلاني لا یبشر بالعصبیة والخضوع والتسلط، بل إنه یحیي إمکانیاتنا بأنفسنا وبالآخرین والمجتمع البشري. فأساس الإیمان العقلاني هو الإنتاجیة والواقعیة الممکنة وقدرة الإنسان وخبرته الإنسانیة، فهنا المرأة تملک حساً إنسانیاً عمیقاً أظهرته بعملها أمام جثة ابنها المطروحة والحس الإنساني یتضح أکثر في رؤیتها الأخلاقیة ورغبتها بالإتصال بذویها؛ ووحدانیتها یأتي لها بآلام و أمراض من تجاه المجتمع؛ فالمرأة الوحیدة إمّا فاقدة الزوج؛ وإمّا تارکة الزوج، في الحالتین تفقد الأمان في المجتمع وحتی لو لم تر شیئاً فهذا یُکوّن في کیانها ذعرا وخوفا إلی مستقبلٍ مجهول.
امرأة
حاصرها الفقر من کل الجهات
قاومته
صرعها، صرعته، صرعها ثانیة
کان نزالاً صعباً... أوشک أن یسقطها
لکنها انتصرت علیه
وولّی هارباً یجر أذیال الخیبة والهزیمة
وفي القصة الثالثة أیضاً یلعبُ دور القصة هي إمرأة وحیدة وتُرتّب الأفعال هکذا:
حاصرها، وقاومته، وصرعها، وصرعته، وصرعها، وانتصرت، وولّی.
فوحدانیة المرأة في هذه القصة هو المدخل الرئیسي لعلم النفس والفقر هنا نستطیع أن نعطیه طابعاً اجتماعيا وطابعاً نفسيا، فالفقر هو الجوع، والعوز، وفقد المال، والأولاد، والزوج الصالح ولکن من ناحیة علم النفس نستطیع ُ أن نُعبّر هو فقد الأمان وحرمان الأمنیة کما قال أشرف خلق الله «نعمتان مجهولتان، الصحة، والأمان»، فالفقر هو ألم المجتمع وعدم حمایة المرأة؛ فعندما تکون امرأة وحیدة في مجتمع؛ تُحدّق علیه کلّ الضغوطات حتی الرجل یرضي غریزته الجنسیة من جنسٍ مخالف؛ ففي هذه القصة أدوار عجیبة ومختلفة تُخیف القارئ المُتحدّق في باطن هذه القصة یری نفسیة البطلة سقیمة وتحملُ أوجاعا عدّة کما یُعبّر فروید: «عندما تحملُ مصیبة وتراها في رؤیاک من الواجب أن تخاف منها لأنها قریبةٌ منک».
خبث
توفي زوجها و ترک لها ثلاثة أطفال قصر
ولکي تعید الاستقرار إلی بیتها تزوجت
الیوم ذهب طفلها الأکبر فرحاً لیشتري حلوی
سأله صاحب الدکان:
-من أعطاك الفلوس؟
-أبي
- من أین جاء هذا الأب؟ ألم یمت أبوک منذ ستة أشهر؟!
رکض الطفل نحو بیتهم حاملاً في ذهنه أسئلة کثیرة.
وفي القصة الرابعة أیضاً دورها الرئیسي امرأة؛ انظروا لأفعال القصة:
توفي، وترک، وتعید، وتزوجت، وذهب، ویشتري، وسأله، وأعطاك، وجاء، ویمت، و رکض.
أستعینُ بالنقد الشکلاني لهذه القصة:
الإیقاع في المقطوعة:
قلنا في ماسبق إنّ مضمون هذه القصص معاناة المرأة الأهوازیة في المجتمع. فقد رأینا أنّ المفردات البیانیة والأسالیب النحویة والصیاغة الصرفیة کیف تضافرت لتخلق هذا المعنی المتباین النفسي. والإیقاع في هذه القصة شارک في خلق هذا المعنی. تکرّر حرف «اللام» تسعة عشر مرّة وصوت اللام فیه صوت التهرّب والتشرّد والمتاعب والمعاناة، والدوران، ویخلق حرکة الخوف، والرجاء، والذهاب، والإبقاء، وهذه المفردات أنسب لرسم صورة الخوف، وتداعي الأصوات الرهیبة في قلم الأدیب.
فالمرأة لکي تستطیع أن تهرب من معاناة المجتمع أتت بالزواج ولکن المجتمع لا یقبل هذا الزواج حتی ینال ما یلي: فالمرأة عندما وحّدت عانت من آلام نفسیة حتی تُرجّعُ القرار إلی أولادها ولکن هذا الاستقرار سبّب أزمة نفسیة للطفل وسؤال ذلک الشخص الخبیث عبث کل ما بکیان الولد وذهب یسألُ نفسهُ کما یفکّرون أبناء الحارة. هذا سؤال صاحب الدکّان یأتي بأمراض نفسیة للطفل ویُکوّن شخصیة الطفل في المستقبل حتی نستطیع القول یُعد تحقیر، والحقارة کمّا عبّر عنها آدلر هي المدخل الرئیسي لخلق شخصیة الطفل وإذا استطاع حل هذه العُقدة فترجع حیاته کما هيوإلا سیصبحُ إنساناً لاتُرسم لهُ موازین الحیاء والحیاة، ویحمل ضغوطات نفسیة قاتلة. هذه القصة في الواقع وصف لمجموعة من الشخصیات ذکرها سعید مقدم في هذه القصة. الشخصیة الأولی الأم التي فقدت زوجها وتحملُ رایات السلام لأولادها، والشخصیة الثانیة الولد الذي لم یتوفق علی تحمّل هذا التحویل الذي حصل في کیان العائلة؛ والشخصیة الثالثة صاحب الدکان الشخص الخبیث الذي سبّب أمراضا نفسیة للطفل.

فسعید مقدم یمثّل نموذجاً صارخاً یعکس الارتباک والتشویش الذي تقع المرأة الأهوازیة تحت وطأته، حینما یحاول أن یتماهی منظومته القیّمة الدینیة التقلیدیة ومتطلباتها العسیرة من أجل أن یحوز أقانیم حریته النفسیة دون التفریط بإیماناته القدیمة. وهذا ما ولّد حالة من التصادم أو الفصام نلمسها في قصصه، حالة من عدم الخضوع مشوبة بطاعة شفیفة تملیها علیه التزاماته کقصّاص وهو نلمسه في قصصه بجلاء.
الخاتمة:
القصة كما هي بحث عن الحكمة، فهي خيار لا محيد عنه، لكل أمة تولي شهودها الثقافي أهميّة كبيرة، وتطمح لحمل شعلة الحضارة، والإضافة المبدعة للبشرية، وتحقيق أمانة الاستخلاف. والقصة كما هي طموح، ومثاقفة، فهي منهج راشد، لأن المثاقفة وفق المنهج الراشد، توسيع للمدراك، وإنارة للذاكرة الجمعية، بمقتضى هذا الرشد يتحقق ترسيخ الهوية، واستيعاب منجزات العصر، والمشاركة الفاعلة في أحداثه.
وحين تقرأ القصص لسعید مقدم تذوّب المعرفة في نسيجها الاجتماعي وتأثیرها النفسي، وتلمس آلام المرأة العربیة التي فقدت آمالها وأحلامها وأمنها ومع هذا ظلت محافظة على هويتها الخاصة. وعندما غُلبت صارت مولعة بتقليد الغالب في تحديثه وحداثته. وهنا انقسمت قصص سعید مقدم على نفسها بين متقوقع عاجز، ومنفتح مستلب بروحیاتٍ مُتکسّرة الأجنحة.


المصادر
• علیزاده، حمید: آدلر پیشگام روانکاوی جامعه نگر- نشر دانژه- 1383.
• دیچز، دیوید: شیوه های نقد ادبي؛ ترجمه ی غلامحسین یوسفي و محمدتقي صدقیاني- نشر علمی- 1366.
• شفتي، سعید شجاع: روانکاوي کلاسیک- نشر ققنوس1385.
• کریمي، یوسف: روان شناسی شخصیت- نشر ویرایش- 1388.
• جزایري، علیرضا: زیگموند فروید بنیانگذار روانکاوی- نشر دانژه 1387.
• ایگلتون، تری: ایده ی فرهنگ- ترجمه یس علی ادیب راد- نشر حرفه ی نویسنده 1934.
• فروید، زیگموند: تفسیر خواب- نشر مرکز 1383.
• زیگموند، فروید: روان شناسی فراموشی- نشر علم 1388.
• فروید ، زیگموند: روان شناسی توده ای و تحلیل اگو. ترجمه ی سایرا رفیعی- نشر ني- 1393.
• ولک، رنه: تاریخ نقد جدید- ترجمه ی سعید ارباب شیرانی- نشر نیلوفر 1384.
• عليخانی، اكبر: مبانی نظری هويت و بحران هويت، چ 2، انتشارات جهاد دانشگاهی تهران، 1386ش.
• . شرفی، محمدرضا: جوان و بحران هويت، چ 4، انتشارات سروش، تهران، 1385ش.
• احمدیان، حمید: مناهج النقد الادبي. انتشارات سمت.1393.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف