الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معاني الإقصاء ،، العميقة بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2014-11-19
معاني الإقصاء ،، العميقة بقلم:مروان صباح
معاني الإقصاء ،، العميقة
مروان صباح / مثير للسخرية عندما تخلو دول محورية وتاريخية كان لها تأثير بالغ الأهمية من مؤسسات فاعلة تهتم بدراسة السياسات الدولية وبأكثر درجة ، الإقليمية ، وبالرغم من أن الوطن العربي يحتل من مساحة العالم 10 % أي حوالي 14 مليون كم2 ، إلا أنه ، يفتقد إلى مراكز حقيقية تعتني بهذا الشأن ، رغم انها ، تعج الساحات بتلك الظواهر التى توحي بأنها مهمة وعلى المستوى التقدير ، في ظاهرها ، لكنها ، في مضمونها فاقدة لأي تأثير مباشر أو غير مباشر ، وهي ، أقرب إلى أن تكون أشبه بالقطع المنزلية التى يتباهى أصحابها باقتناء بعضها في صالونات الزوار ، لا أكثر ، حيث ، جرت العادة أن تستشير الدولة جميع من حولها ، باستثناء تلك المراكز ، المفترض أنها ذات اختصاص ، وبالتالي ، يدرك من فيها أن عمليات التنقيب والتحليل ليست ذات قيمة لدى رأس الهرم مادام يعتمد في رسم سياساته على معلومات يصطادها ممنّ ، هو ، غير قادر على التميز بين الأفكار والحقائق ، لهذا ، وقعت بالتورط بين المنقول وبترجمات تم اخصائها وفي أحسن حال تدجينها أو بالاسهاب والتكرار الممل ، وتبقى الخلاصة ، بأن الأصل من هذه المراكز ، هو ، التعمق بالتاريخ من أجل فهم الأحداث التاريخية عن طريق المناهج وسجلات ما مضى من وقائع يستعين بها الباحث بقصد الوصول إلى حقائق تساعد فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل ، حيث أن التاريخ هو المحصول الأهم كما وصفه فاليري الفرنسي عندما قال عن التاريخ بأنه أخطر محصول أنتجه كيمياء الفكر .
عظيم الفائدة هنا ، أن يعيد المرء سلسلة من المشاهد التى توالت على الساحة العربية في السنوات الثلاثة الأخيرة والتى حملت في طياتها كثافة عظيمة من تكرار التخبط في معالجة الملفات الخارجية أو ، بالأحرى ، التعامل مع المتغيرات بشكل استراتيجي ، وبقدر ما شكل الربيع العربي نوع من الحالة الخاصة للفرد الذي اعطاه شعور باليقين ولفترة قصير ، لم تدوم ، بأنه أخذ أخيراً زمام الأمور وبات على وشك أن يقرر مصيره وبشكل الذي يليق بتاريخه الإنساني ، وحيث تجرأ بإعلان دون أن ترتجف شفتيه عن الفطام السياسي ، إلا أن ، قوة الشفط أدت إلى تحولات كانت أسرع وأمهر في امتصاص القوة الدينامية ، حيث ، استطاعت اجهاض الحلم الكبير ، وبالرغم ، من نجاح القوة المضادة ، لكنها ، أحدثت قسمة في الجغرافي ، تماماً كما حاصل ، بين المواطنين اليوم ، وبالتالي ، فقدوا القاسم المشترك والوحيد ، هي ، الجغرافيا الموحدة ، حيث ، انقسمت إلى مربعات بين الأنظمة وجماعات مسلحة وأغلبية محايدة حتى الآن .
هذه الخلاصة التى تتكئ على قنوات متفرعة في أكثر من اتجاه ، تفيد التالي ، أن غياب مصر والعراق أتاح للملكة العربية السعودية التربع في المكان الذي اصابه فراغ ، إذاً ، لا يمكن ادراجه في خانة السجال ، لأن ، ببساطة شديدة ، المكان لا يقبل فراغ ، وباتت المملكة ذات تأثير والتأثير الأهم في رسم السياسات العربية والإقليمية وأضافت إلى قوتها قوة أخرى عندما ارتفع البترول ، مما حملها الاحلال ما لا يمكن أن تتحمله استراتيجيتها ، بالأصل هي ، عاجزة عن تقديم معالجات سريعة أو جذرية ، إلا أن ، الملفت ، أيضاً ، للانتباه ، وبصراحة ، تفتقد الأنظمة العربية إلى استراتيجيات منعاء عن الإصابة والتفكك بقدر ما تمتلك ، في واقع حالها ، إلى خطط لحظية تتعامل معها ، نتيجة ، تعرضها لأزمات بشكل مباغت ، هنا ، جدير بذكر ، أزمة حزب الله في لبنان التى تنامت على مرأى ومسمع المحيط دون أن يحرك ساكناً ، إلا ، بعد أن تم اغتيال الرئيس الحريري ، تفاقمت مسألة حزب الله والنظام السوري مع الدول العربية ، خصوصاً ، بعد حرب تموز 2006 م ، التى شكلت للحزب حاضنة واسعة بين الشعب العربي ، مقابل ، انخفاض ملحوظ للأنظمة التقليدية في المنطقة ، حيث ، لم تكن ، الأولى من نوعها ، لكنها ، الأقسى على الإطلاق ، بل ، سبق ذاك التخبط ، تخبط أخر في افغانستان والمجموعات المقاتلة ، هناك ، وتبعها تخبط مشابه وحديث مع الإخوان المسلمين التى كانت تعتبرها السعودية الامتداد الطبيعي لها في العالم الإسلامي ، اليوم ، يسود في الوطن العربي حالة من الذعر وذلك نتيجة تقلبات سريعة وإنتقالات خندقية دون أن يكون هناك فسحة كافية في التفكير بما تحملهُ الأيام السالفة من مقدمات تنبأ بنتائج عظيمة الوخامة ، حيث ، لم تعد الدول والأفراد تعلم من ، هو ، الحليف ، ومن ، هو ، الخصم ، كأن ، البورصة هي ، التى تتحكم بمجرى الأمور ، وقد افتضح أمر الصعود والهبوط ، أكثر ، منذ اشتِعال الثورة الشعبية في سوريا وما توالت المسألة من تطورات عسكرية أفقدت المملكة ثلاثة عناصر مهمة لا يمكن انكارها ، اضعفتها وزادتها أكثر تخبطاً ، تركيا والأخوان المسلمين والخط السلفي الجهادي ، وتفرعاته المتعددة ، حيث ، تراجعت حضورها في ساحات سوريا القتالية عندما جازفت بتشكيل الجبهة الإسلامية إلى جانب الجيش الحر دون الأخذ بالمعطيات والظروف المحيطة بالواقع ، كنقطة تحول ، وبالتالي ، تسجل الوقائع تراجع يومي لصالح الدولة الإسلامية داعش في وقت تنخرط المملكة بمتغيرات أمريكية بالمنطقة ، التى رأت ضرورة تفكيك الخلاف القائم مع إيران ومعالجة أعقده والبحث بشكل فوري لإعادة الدبلوماسية بين البلدين ، رسمياً ، وقفت السعودية أمام هذه التحولات ، منذ البداية مكتوفة الايدي ، صامتة ، عاجزة لم تقتنع ، بالتأكيد ، برؤية الرئيس اوباما التى تسعى بعودة إيران إلى نادي الدولي ، لأنها تعلم جيداً بأن الثمن سيكون باهظ التكلفة وعلى حساب أمنها القومي وسيادتها ، وإن وضع المرء جانباً سلسلة اجراءات منذ ذلك التحول سيظهر بين غمرة التحولات تحول أخر ، لكنه ، أسوأ وأعقد من الأول ، طرازه ثقيل ، حيث ، عملت الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثة شهور على الإطاحة بالمالكي رئيس وزراء العراق الأسبق ، ، طبعاً ، بالموافقة المسبقة وبالاتفاق مع طهران وذلك من أجل دفع طهران والرياض إلى خلق تحالف جزئي يتصدى لمشروع داعش في المنطقة ، كونها باتت الأخيرة تشكل في الواقع خطورة مباشرة على المصالح الأمريكية ، فبالتالي ، تجدها فرصة سانحة لكي ترهق جميع الأطراف دون هوادة .
والحال أن مقاربات من هذا الطراز بين طهران والولايات المتحدة من جانب وطهران والرياض من جانب أخر ، تبقى الثانية محدودة وفقيرة أمام غِنى الأولى ، لأنها ، قد حفظها التاريخ عن ظهر قلب ، فقد شهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية عهود من المحاسن أكثر من المساوئ ويشكل تاريخ العلاقة من حلقات تطابق رهيب ، منذ عهد الشاه رضا بهلوي الذي حكم البلاد بموجب إصلاحات على طريقة الكمالية في تركيا ، رغم ، معارضة أغلبية الشعب له ، وأثناء حكمه تنامت العلاقة بشكل يثير الاهتمام لأنها سجلت اتفاق استراتيجي يرفع من مكانة ايران إلى درجة التفوق على محيطها العربي ، خصوصاً ، عندما أحرزت ثورة تموز المصرية بقيادة عبدالناصر خطوات نحو مشروع عربي لامس في اواخر الخمسينيات ، برنامج نووي ، وليد ، اندفعت إيران إلى انشاء مع الولايات المتحدة الأمريكية ، المفاعل النووي عام 1957 م ، وانضمت عام 1958 إلى وكالة الطاقة النووية وفي 1967 م ، افتتحت مركز طهران للأبحاث النووية وأعلنت بأن ربع علمائها بالطاقة النووية من النساء ، تبعها عام 1975 م توقيع مع الأمريكان على اتفاق جديد بتوسيع برنامجها النووي ، لاحقاً ، بعد رحيل الشاه ونجاح الثورة الإيرانية بقيادة الخميني ، في ذروة القتال على خطوط التماس مع العراق ، كشفت الولايات المتحدة أمراً غاية من السرية ، لكن ، الولايات المتحدة افتضحت أمره بشكل مقصود ، حيث ، ابرمت طهران مع ادارة ريغان الرئيس الأمريكي الأسبق وإسرائيل اتفاق على أن يتم تزويد إيران عبر مطار تل أبيب مباشرة ب 3000 صاروخ تاو مضاد للدروع وأخرى مضاد للطائرات مقابل أن تفرج إيران عن سبيل خمسة من الأمريكيين ، رهائن في لبنان ، ولن تُخفي مساهمتها في اسقاط نظام حركة طالبان في افغانستان عام 2001 م ، بل ، استطاعت مع الولايات المتحدة تثبيت نظام كرزاي الموالي بازدواجيته إلى واشنطن وطهران معاً ، وبالتالي ، خرج العرب من المعركة بخفي حنين ، رغم ، تحميلهم كافة تكاليف الحرب ، سارعت الولايات المتحدة بعد عمليتها في افغانستان ، هي ، لا سواها ، إلى اعادة احياء تحالف أوسع من أجل الاطاحة بالنظام البعثي في العراق ، لكن ، هذه المرة كانت دول الخليج بالتحديد قد تقاطعت مع إيران ، اعتقاداً منها أن الخلاص من صدام سيأتي برجل ونظام على قياس سياستها ، اخفقت كما أخفقت ، عندما لم تلتفت إلى وقائع ونتائج ملموسة في افغانستان ، وبأن النهج المتبع ، وبالتالي ، يتسم ، بالتخبط والعشوائي معاً ويعتمد كلية ، في حقيقة واقعه ، على سياسات واشنطن مما لا شك سينتج في نهاية المطاف رخاوة في السيادة ، بل ، سيفرز دور أكبر للاثنيات والطوائف التى باتت تجهر بالانفكاك من تحت مظلة الدولة .
ويبقى أن مساحة الذاكرة العربية خاملة لأنها تكرر من حين إلى أخر ذات الاخطاء ، لكن ، مع بعض الرتوش الإكسوارية ، الضرورية ، من أجل التضليل ، التى تتلاعب على اوتار العاطفة والتمحور حول الذاتي ، فكيف يمكن أن تطمأن الأنظمة العربية بالمشاركة في معركة نصفها ظاهر والأخر مخفي ، قد يُعرف فيها مصير تنظيم داعش المتمثل بالدولة الإسلامية ، على غرار مصير حركة طالبان ، لكن ، ما يغيب تماماً ، من سيحل مكان داعش بالجغرافيا وعلى وجه الخصوص الجانب السوري ، مادام الاقصاء لتركيا والإخوان المسلمين والخط المدني السلفي عن المشهد السياسي برمته ، نافذ ، وكما يبدو حتى الآن ساري المفعول ، وإن تجاهل المرء معاني الإقصاء العميقة ، لا يمكن أن يرضخ إلى تهديد الدولة الإسلامية داعش كما ، هو ، ظاهر بالخطاب الرسمي لديها ، نعم ، بينما ، يراد له أن يتجاهل ، عامداً ، متعمداً ، ما هو أمامه من تحديات ، هي ، أخطر وأدهى ترتقب مزيد من اضعاف الحال العربي كي تستكمل الانقضاض على ما تبقى من الجغرافيا العربية بعد ما وجدت إيران موطئ قدم في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن والحبل جرار ، وإن بقى العالم العربي متواطئ على ذاته ، خصوصاً ، أن الوقت ينفذ أمام المملكة العربية السعودية التى تتردد في اقتناء النووي ، وبالتالي ، لم يعد نافع شراء قنبلة نووية من باكستان بقدر ما هو مطلوب سرقته على غرار ما فعلته إسرائيل في الستينات ، عندما قامت ، حسب ، ما كشفت عنه الوثائق الأمريكية من الأرشيف الوطني ، بأن إسرائيل سرقت اليورانيوم من منشأة في منطقة أبولو ولاية بنسلفانيا بكميات تصل إلى أكثر من 90 كليوغرام لاستخدامها في برنامجها السلاح النووي ، فهل المملكة العربية السعودية قادرة على فعل ذلك قبل فوات الأوان .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف