الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

د. حسن السوداني :المثقف العربي في المهجر نتاج مجتمعاته التي انحدر منها

د. حسن السوداني :المثقف العربي في المهجر نتاج مجتمعاته التي انحدر منها
تاريخ النشر : 2014-11-09
د. حسن السوداني المثقف العربي في المهجر نتاج مجتمعاته التي انحدر منها.. وأحيانا يعكس الانحدارات سلبًا أمام المجتمعات الحاضنة

حاوره من باريس: حميد عقبي


* مواجهة صعود المتطرفين في أوروبا تأتي دائما بتقديم الأفضل حضاريا وثقافيا فهو الشئ الذي يحرج العنصريين

* بسبب القاعدة ثم داعش.. خُلق الخوف من الاحتكاك بالمسلمين كما قلل فرص عملهم في المؤسسات الأوروبية
الدكتور حسن راضي السوداني رجل أكاديمي يحمل روحاً طموحة.. عرفته منذ كنت طالبًا بكلية الفنون الجميلة في بغداد، كان مدرساً بقسم السمعية والمرئية.. هو اليوم رئيس قسم الإعلام ـ نائب رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك.. يقيم بمدينة مالمو السويدية.. نلتقيه بحوار خاص لنحلق ونغوص معه بعدة هموم وقضايا حول الأكاديمية العربية المفتوحة بالدنمارك، وهموم المثقف العربي بالمهجر، ثم نتطرق لصعود التيار العنصري بالسويد، وتأثير داعش، القلق من الصورة (الإعلامية عن داعش والقاعدة) لدى الأوربيين.. كل هذا نحاول طرقه في هذا الحوار المعمق والشيق مع الدكتور السوداني.. وإليكم التفاصيل:

* يُتهم المثقف العربي بالمهجر بالتقوقع والكسل، لم يستفد من الإمكانيات ببلدان الغرب، بعضهم ينشغل بالخلافات السياسية.. هل تتفق مع هذا الرأي وما هي وجهة نظركم؟

هناك إشكالية في تعريف المثقف بين السائد في الذهنية العامة وبين أصل المصطلح، فقد ذهب الكثير من الناس إلى الاعتقاد بأن المثقف هو من ينتج شعرا أو رواية أو يرسم لوحة.. وهنا علينا إذن (إذا سلمنا بهذه الفكرة) أن نعترف بأن الكمبيوتر هو أرقى المثقفين بما يمتلكه من إمكانيات هائلة، وربما أكثر من تحدث عن هذه المشكلة هو غرامشي الذي يقول: “إن الجميع مثقفون ولكن ليس للجميع وظيفة المثقف”، ولخص الأمر بوجود مثقف عضوي وآخر تقليدي، وهو الذي ينحدر من أوساط البورجوازية الصغيرة، ريفية ومدينية، فلاحين ميسورين، صغار التجار، الحرفيين، والوعي الذي يبثه وينشره هذا النمط من المثقفين هو وعيّ غيبي ـ ظلامي، يتساوق مع محمولات جاهزة، في حين المثقف العضوي غير حيادي لأنه منحاز إلى جمهور الفقراء والمهمشين، ويعمل على نشر قيم التقدم والحرية والعدالة الاجتماعية، ومن هنا فإن المثقف العربي في المهجر أصبح في الأغلب الأعم نتاج مجتمعاته التي انحدر منها، وأحيانا كثيرة يعكس تلك الانحدارات سلبا أمام المجتمعات الحاضنة، هذا لا ينفي وجود عدد منهم يحاول أن يوقد شمعته وسط رياح أوروبا العاتية.

* صعود خطير للتيارات العنصرية بالسويد وفرنسا وغيرها.. هل من تأثير على المؤسسات الثقافية العربية؟ هل من دور يمكن أن تقوم به هذه المؤسسات.. ما رؤيتكم للمستقبل؟

صعود التيارات المتطرفة في السويد وأوروبا عموما هو نتاج عولمي يجد له صدى قديم داخل هذه المجتمعات الساكنة، وقد لفت انتباهي اتشاح صحيفة الاكسبريس السويدية بالسواد يوم ظهور نتائج الانتخابات السويدية الأخيرة وهي تحمل رقم 822.021، وهو عدد المواطنين السويديين الذين انتخبوا العنصريين الذين حصدوا 13% من التصويت، كثالث أكبر حزب في السويد، في حين قابلتها صحيفة ألافتون بلادت السويدية بعنوان 87% من السويديين لم ينتخبوا العنصريين كردة فعل عنيفة للنتائج السويدية. مواجهة صعود المتطرفين تأتي دائما بتقديم الأفضل حضاريا وثقافيا، فهو الشئ الذي يحرج العنصريين، فكل هدف يحرزه زلاتن ابراهيموفيش يصفع فيه كل أحلام العنصريين المريضة في السويد، وكل إصدار ثقافي جديد يحرجهم بطريقة كبيرة.

* القاعدة ثم داعش تهز صورة المسلم بهذه البلدان.. كيف تلمسون تأثير هذا بالمجتمع السويدي.. نريد صورة مقربة لهذه الحالة؟

القلق من الصورة (الإعلامية عن داعش والقاعدة) لدى الأوربيين لا يوازي قلقهم من تمثل جماعات سلفية في هذه البلدان لفكر القاعدة وداعش، ورفع أعلامها في بعض المدن أو خلال التظاهرات! يصاحبها دعوات لبعض ممن يريدون الإساءة للاسلام بالتركيز على فكرة الزواج المتعدد، والجزية، وتكفير الآخر، وما إلى ذلك من إشكالايات فقهية إسلامية معززة بمجريات ما يحدث في البلدان الإسلامية.. كل ذلك ينعكس سلبا على انكماش الأوروبي وخوفه من الاحتكاك بالمسلمين، وكذلك على فرص العمل في المؤسسات الأوروبية، ولذلك تجد أغلب المهاجرين يعملون بمشاريعهم الخاصة من خلال تأسيس الشركات الصغيرة، ففي مدينة مالمو السويدية مثلا هناك أكثر من 2500 شركة صغيرة يديرها المهاجرون من أصول عربية، وهو رقم يعكس جليا ما ذهبت إليه.

* العراق يعاني من نزيف هجرة كبيرة للعقول الأكاديمية والفكرية المثقفة والفنية.. هل يُشكل ذلك خطراً عليه أم أنه ممكن خدمة البلد من أي موقع.. ما تصوركم لهذه النقطة؟

هجرة العقول العراقية بدأت مطلع الثمانيات من القرن الفائت، بعد اندلاع حرب الخليج الأولى في عام 1980، وازدادت مع سنوات الحصار اللعينة في التسعينات مع حرب الخليج الثانية ومع الاحتلال الأمريكي، وظهور الخلافات المجتمعية على العلن: طائفية، عرقية، سياسية.. فأصبحت الهجرة حلة المواطن العراقي الذي عانى وما يزال من التهجير والقتل، والمشكلة الحقيقية في هجرة الكفاأت لا تكمن في فقدانها بل في صعوبة أو استحالة عودتنا مجددا إلى الوطن لأسباب كثيرة، منها الجيل الثاني ـ الأولاد ـ الذين لا يعرفون عن بلدانهم الأصلية سوى ذكريات باهتة لصور آبائهم هناك.. إنها محنة كبيرة أن تزرع النخيل العراقي في أجواء القطب الاسكندينافي وترجو منه رطبا جنيا.

* ماذا عن الأكاديمية العربية بالدنمارك.. نريد أن نتعرف عليها والدور الذي تقوم به؟

الأكاديمية العربية في الدنمارك مشروع فردي قامت به مجموعة حالمة تصارع أمواجا هادرة بمجداف ورقي.. ترى هذه المجموعة أنها تستطيع أن تصل يوما إلى مشارف الحلم من خلال المعرفة التي تملكها، لكن الذي يسرق ماء خلودهم ليست الأفعى في ملحمة الخلود الكلكامشية بل ثعالب استوطنوا منافذ التحكم السياسي والسلطوي، بدءًا من السلطات الحاكمة وانتهاءً بالجامعات العربية التي تقبع الآن خارج سلم المعرفة العالمية.. من أبرز مشاريع هذه الأكاديمية مجلتها المحكمة التي صدر منها 15 عددا، ومناقشتها لمئات من رسائل وأطروحات الدكتوراه، ونشرها لآلاف الكتب الإلكترونية المجانية، والمحاضرات الأكاديمية المجانية أيضا.. الأكاديمية العربية في الدنمارك يمكن تعريفها بمشروع معرفي تطوعي يحاربه سكنة الكهوف العربية الذي يرتدون البدل الأنيقة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف