الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجندر في فلسطين بين المارثون والقفز بقلم:تحسين يقين

تاريخ النشر : 2014-11-01
الجندر في فلسطين بين المارثون والقفز
تحسين يقين
حل عدم المساواة الجندرية بين الجنسين هو بمثابة سباق المراثون وليس قفزة سريعة!
عمق فكري وأسلوب لغوي ووعي رياضي!
تعيدنا نائبة القنصل الأمريكي العام في القدس أ. دوروثي شيا في مدخل مقالها المعنون ب "مراثون سد الفجوة الجندرية بين الجنسين"*، المقتبس من قول لوزيرة الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي صار مدخلا لمقالنا أيضا، إلى عالم الرياضة، لتأمل المعنى على ضوء المصطلحين الرياضيين، خصوصا أنها أشادت في العنوان الفرعي بنجاح الفلسطينيين بإزالة الفجوة بشكل كبير بين الجنسين في مجال التعليم.
سباق المراثون وليس قفزة سريعة!
ولعل الرياضة تعيدنا إلى التاريخ والحضارات، ذلك أن "الماراثون هو اختبار تحمل في رياضة ألعاب قوى، يكمن في الركض لمسافة 42.195 كيلومتر، وهو جزء من الألعاب الأولمبية في فئة الذكور منذ عام 1896، وضم في عام 1984 فئة الإناث" أما سبب اختيار هذه المسافة فيعود إلى أنه "في عام 490 قبل الميلاد، نشبت معركة ماراثون بين اليونانيين والفرس في منطقة ماراثون باليونان، وبعد نزاع طويل انتصر اليونانيين على الفرس، وبعد الانتصار خرج شخص من المقاتلين اليونانيين اسمه فيديبيدس، وجرى مسافة قدرها 40 كيلومتر من ماراثون إلى أثينا، ليخبر أهلها أنهم انتصروا على الفرس، وبعد أن أخبرهم بالموضوع مات من التعب والإرهاق. وقد سمي سباق الماراثون بهذا الاسم تيمنا بهذا العسكري الذي قطع كل هذه المسافة من أجل أن يخبرهم أنهم انتصروا على الفرس".
أما "القفز العالي أو الوثب العالي، ويقصد به الوثب إلى أقصى ما يستطيع اللاعب من ارتفاع دون استعمال أي وسيلة"، فله مساحاته الخاصة، لكن ما يهمنا منه أنه يتم سريعا هكذا مرة واحدة.
قلنا فكر ولغة ورياضة، لكن بدأنا بالأخيرة، لحاجتنا في الحديث عن حاجات النوع الاجتماعي العملية والاستراتيجية.
لقد استقبلت الأوساط التربوية الرسمية، وأوساط المؤسسات الحقوقية والنسوية مقال السيدة دوروثي شيا بحفاوة، ووجد طريقه إلى النشر في صحف ومواقع اليكترونية، لما فيه من نظرة تحليلية ثاقبة لواقع المرأة من منظور مفاهيم أدوار النوع الاجتماعي، تتحلى بالتفاؤل والتقييم الإيجابي للشعب الفلسطيني، بمؤسساته وقياداته.
تذكر السيدة شيا إحصائيات حول واقع حال الفتاة في المدارس الأساسية50%  والثانوية54% وفي التعليم العالي 58% وبين عدد الخريجين حوالي 60% والتحصيل العلمي (معرفة القراءة والكتابة) تبلغ 94، بوصفها هذا المعدل بأنه هو "الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.. خلافا لما هو الحال في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فان الفتيات الفلسطينيات والنساء الشابات يتمتعن بالمساواة في الحصول على التعليم مع نظرائهن من الرجال".
تحلي مقالة السيدة شيا بالتفاؤل والتقييم الإيجابي المذكور، لم يمنعها من التحلي بالنقد الإيجابي البناء؛ حين "لاحظت أنه بالرغم من هذه النسبة إلا نسبة التوظيف كانت في عام 2014 هي 72% للرجال مقابل 19% فقط للنساء" منتبهة إلى مفارقة تناقص فرص العمل للنساء الفلسطينيات مع تزايد نسب التعليم لديهن" حيث "تضطر العديد من النساء من ذوات التحصيل العلمي العالي لقبول وظائف ادني بكثير من مؤهلاتهن".
إن استحقاق سدّ الشعب الفلسطيني الفجوة الجندرية في مجال التعليم، يعني أن يتجلى بشكل عملي على أرض الواقع، بإدماج النساء الخريجات في مجال العمل، فلا يعقل أن تظل نسبة تشغيل النساء متدنية في مجتمع صعود ديمقراطي باتجاه تحرري وتنموي معا.
وحتى يتم ذلك، نحتاج لعملية تطوير الوعي الاجتماعي لزيادة تقبل المرأة في سوق العمل، بأجور وظروف وفرص متكافئة، ولعل هذه العملية هي عملية تربوية في الأساس، من عيوبها أنها تسير ببطء، ولكن من ميزاتها أنها تسير بخطى ثابتة، تعرف على أي أرض تسير.
 لذلك كان السيد جون كيري مفكرا عقليا وواقعيا حين شخّص الحال بقوله، أن حل عدم المساواة الجندرية بين الجنسين هو بمثابة سباق المراثون وليس قفزة سريعة!
لذلك عقّبت السيدة شيا على عبارة كيري ب" ان سد الفجوة الجندرية هذه ستستغرق وقتا طويلا ولكننا يجب أن نتحرك بقوة وثبات نحو مجتمع أكثر شمولا وخصوصا إذا ما كنا نريد تحقيق السلام والازدهار".
سباق المارثون يعني الإصرار على المضي قدما في السباق حتى النهاية، وهذا ما نحتاجه في فلسطين: ديمومة مسألة إدماج النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، خصوصا مجتمع العمل والمجتمع المعرفي إعلاميا وثقافيا وسياسيا، وفق هذا المساواة والعدالة، فلا ينفع فيه القفز السريع، لأن ذلك يصعب تحقيقه دفعة واحدة.
فإذا تم ضمان تحقيق حاجات النوع الاجتماعي العملية، بنسب متكافئة للنساء في الالتحاق بالعليمين العام والعالي، فإن ذلك يغرينا ويقوينا ونحن نمضي نحو تحقيق حاجات النوع الاجتماعي الإستراتيجية، والتي تكمن تجلياتها في تحقيق المساواة والشراكة، وتغيير الصورة النمطية للمرأة، وسبيل ذلك الوعي على أن الدور الإنجابي ليس خاصا بالمرأة فقط، بل مسؤولية الرجل والمرأة معا، أما الدور الإنتاجي فحق لكليهما وحاجة تنموية وإنسانية وعلمية وعملية، ووجود المرأة فيه يؤسس لدور مجتمعي وسياسي للنساء في المجالس المحلية والبرلمان، والأحزاب والحياة الثقافية العامة.
تستمر السيدة شيا بتشجيع سدّ الفجوة الجندرية في مجال العمل، من خلال ما "تظهره البيانات الكثيرة الصادرة من البنك الدولي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بانه عندما تعمل النساء بوظائف كاملة وبأجور مستحقة فان المجتمعات تكون أفضل وأكثر استقرارا وازدهارا".
ونضم تفاؤلنا لتفاؤل السيدة دوروثي شيا، في اعتقادها "أن القيادة الفلسطينية تدرك القوة المؤثرة لعمالة الإناث وتلتزم في وضع حد للتمييز ضد المرأة في مكان العمل وضمان حقوق أوسع لها"، بل لعلنا نمضي في التفاؤل أكثر فأكثر في ظل وجود قوانين فلسطينية منصفة للمرأة.
كما نشاركها الرأي "بأن المرأة الفلسطينية "أصبحت جاهزة للمرحلة المقبلة من تحقيق المساواة بين الجنسين.
لعلي بانتهاء قراءتي لمقالة السيدة شيا التي تشغل منصبا سياسيا رفيعا في وزارة الخارجية الأمريكية، أركز على دلالتين:
الأولى ذكرتها السيدة شيا في اقتباسها من عبارة السيد جون كيري، وهي  سدّ الفجوة الجندرية، المتمثل "بتحقيق السلام والازدهار". والمقصود بالسلام هنا كما أفهم العبارة، السلام الاجتماعي، والسلام الدولي. في حالة السلام في هذه الأرض، فإن ذلك يستدعي قناعات الآخرين بالقيم الإنسانية أولا، وعلى رأسها الحق بالحياة والكرامة، لأن ذلك يهيأ المجتمعات الحرّة للتنمية الاجتماعية، بعد أن تخلص من حالة الصراع والاحتلال.
والثانية وهي مرتبطة بالأولى، وهي رفع الوعي العام عليها لضمان صعود الديمقراطية في بلادنا، كضمانة لعدم التطرّف.
-    سباق مراثون وليس قفزة سريعة!
-    ربما نقفز قليلا في بعض الأحيان في ظل سباق المارثون لعلنا نقصّره قليلا!
*نشرته في الأيام /10/11/ 2014، في منسبة اليوم العالمي للفتاة
*الاقتباسات الرياضية من موقع موسوعة الويكيبيديا
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف