الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وردة مجهولَين..وجنازة!! بقلم:محمود زياد صيدم

تاريخ النشر : 2014-11-01
وردة مجهولَين..وجنازة!! بقلم:محمود زياد صيدم
وردة مجهولَين.. وجنازة!! بقلم:محمود زياد صيدم

وردة مجهولَين.. وجنازة!

كم هي جميلة تلك الوردة الحمراء في الجانب الأيمن من هذا الحقل المقفر!!
هذا ما لفت انتباهها وهي جالسة بجانب حبيبها على حجر قديم في إحدى المرتفعات القريبة من المدينة المقدسة

قالتها وهي تضع يدها الصغيرة على كتفه وقد زينتها بخاتم أهداها إياه حبيبها قبل أيام
أدار وجهه إليها مبتسمآ ...سآتيكي بها انتظريني

تغير لونها سريعآ وبدى الحزن على عينيها طالبتآ منه أن لا ينزل إلى الحقل لكي يقطفها فهي تخاف عليه من الطريق كما تخاف عليه أيضآ من المستوطنين, بأن يراه أحدهم فيظن بأنه أتى لشيء ما ..عندها لن يكون الأمر هينآ

لكنه مع كل هذا الخوف والرجاء بعدم النزول الذي رآه في عينيها إلا أنه يفهم صغيرته جيدآ ويعلم كم هي محبة للورود ويرى أيضآ كيف تنظر محبوبته لتلك الوردة الحمراء الجميلة كانها تقول لها تعالي!

ضحك بصوت عالِ قائلآ لها لا تخافي عليَ يا صغيرتي المجنونة سآتيكي بالوردة سريعآ ولن يشعر بي أحد

هي تحبه كثيرآ ولكنها تحب الورد أيضآ

وافقت بشرط أن يسرع
وإنطلق !! لكن ما حدث ليس متوقعآ أبدآ

فعند وصوله لتلك الزهرة الحمراء كلون الدم سمع صوت إطلاق الرصاص وأصوات التكبير
صنت قليلآ فعلم أن الصوت مصدره باحات المسجد الأقصى

لم يفكر في شيء قط حتى أنه نسي محبوبته الجالسة تنتظر قدومه حاملآ لها وردتها الحمراء

نزل سريعآ ليشارك في الدفاع عن أقصاه المغتصب
شاهدته محبوبته يعدو كالفهد إلى مكان الإشتباك
نادته بأعلى صوتها لكن لا جدوى فهو لا يسمعها
ضلت تنادي إلى أن اختفى عن أنظارها

لا تعرف ما الذي ستفعله الآن فهي لن تعود بدونه وبعد أن فكرت قليلآ
قررت الجلوس لتنتظره وهي على قناعة تامة بأنه سيأتي سريعآ ولن يتركها جالسة وحدها هنا

وكان النهار قد شارف على الإنتهاء وما في السماء سوى نصف شمس!!
جلست تتأمل الدنيا من حولها وتستمع لأصوات العصافير...
حتى قطع خلوتها صوت هاتفها وكان المتصل حبيبها
ردت بصوت مرتفع وقبل أن يتكلم المتصل
لماذا تركتني هنا وحدي أنت مجنون !! ولم تعطِ نفسها فرصة لسماع شيء
وبعد أن انتهت من التوبيخ سكتت ليقول لها المتصل وبكل قسوة وبدون أي مراعاة لمشاعرها

انا وجدت هذا التلفون في جيب الشهيد وكنتي آخر رقم إتصل به المرحوم
هو الآن في المشفى "تعالوا استلموا الجثة"

سكتت الدنيا من حولها وصالت بها الصدمة واعترتها كل المشاعر في العالم
لا تدري أتنظر إلى السماء لترى الله فتشتكي له
أو تنظر إلى الوردة الحمراء فتلعنها ألف لعنة!!

مسرعة ذهبت لتقطف الوردة إنتقامآ, فهي التي كانت سببآ في موت حبيبها..
كالبرق ذهبت إلى بيته فوجدت أن خبر إستشهاده قد وصل والكل يبكي
حضنت أمه وبكت كما السماء يوم طوفان نوح!!
جاءوا بالشهيد فودعته وألقت على صدره الوردة
وأوصتهم بأن يدفنوها معه
وعلى الرغم من غيرتها القاتلة إلا أنها أوصته بأن يهديها للحور العين!!
وأقسمت له بأنها ستبقى تحبه إلى الأبد ولن تنساه ما احياها الله
وكيف تنساه وهو صغيرها المحب وإبنها الودود وجميلها
كيف ستنسى قلبه الصغير معها ورجولته عندما لبى نداء الرصاص!!

ذهبوا فدفنوه وبقيت تنتظر.. موتها لعلها في الموت تلقاه!!

وردة مجهولَين.. وجنازة!! بقلم:محمود زياد صيدم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف