الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوادث فظيعة في مدارس الوكالة والحكومة بطش الاحتلال وبطش المدارس بقلم: ناجح شاهين

تاريخ النشر : 2014-11-01
حوادث فظيعة في مدارس الوكالة والحكومة
بطش الاحتلال وبطش المدارس

ناجح شاهين
يتعرض المدرس في مدارس الحكومة والوكالة للكثير من الضغوط: راتب متواضع لا يكاد يكفي للاحتياجات الأساس، وأعداد كبيرة من الطلبة في الصفوف، وتقدير قليل للمهنة التي يعمل فيها، وأخيراً تحديات الطلبة والمحتوى وطرائق التعليم التي لا يلم بها كثيراً، على الرغم من كثرة الكلام الذي يدور في الوطن منذ عقدين من الزمان حول هذه الأمور.
في مدرسة "نموذجية" تابعة لوكالة الغوث ارتكبت طفلة جريرة كبرى تتمثل في أن والدها قد حضر إلى المدرسة، وتحدث مع مدرستها بخصوص اتهام المدرسة للطفلة بتزوير إجابتها في الامتحان عند طلبها مراجعة الورقة. حاول الأب، مثلما أخبرنا، أن يبين للمدرسة أن المحتوى والعلامات أمور ثانوية، وأن الأساس هو التواصل الإيجابي المثمر بين الطالبات والمدرسات وأسرة المدرسة كلها. ذلك أن المهم هو في النهاية نمو شخصية الطلبة وذكائهم وانتمائهم لبلدهم ووطنهم. بين الأب أن التخصصات والمواضيع الدراسية كلها ليست في ذاتها أو لذاتها، وإنما هي لخدمة نمو الأطفال واكتسابهم المهارات. ويبدو أن ذلك كله لم يعجب المعلمة، فما كان منها إلا أن بادرت بعد مغادرة الأب إلى استدعاء الطفلة بنت السنوات العشر إلى غرفة الإدارة، وهناك انهالت عليها عصبة من أربعة مدرسات إضافة إلى المديرة التي مارست العمل التربوي ما يربو على أربعين عاما، بالشتائم والصراخ والتقريع حول زيارة والدها للمدرسة. حاولت الطفلة أن تبين لمدرساتها الفاضلات أنها لا تعرف شيئاً عن "الجريمة" التي ارتكبها الوالد، ولكن هيهات. فقد تواصل الشتم، والسب، والزعيق، حتى أوشكت الطفلة على الانهيار.
عندما ذهب الأب في اليوم التالي إلى المدرسة ليعاتب فيما حصل، متسائلاً إن كان الاحتلال نفسه يمكن أن يفكر في حشد خمسة جلادين من أجل طفل في العاشرة من العمر، ردت نائبة المديرة  فوراً: "ولا كلمة، هلأ بتصل في جوزي، وهو بعرف كيف يكسر راسك." يا للهول! هل هذه معلمة؟ وهل هذه مدرسة؟ من الواضح أننا في مواجهة قوات أمن مركزي مختصة بأعمال قمع الجمهور في الاحتجاجات أكثر مما نحن في مكان للتعليم الذي يعني خلق الظروف الملائمة ليتشرب الأطفال حب الحياة، والانتماء، والسعادة، ومبادئ التفكير، والاخلاق، إضافة إلى تفتحهم في المجالات المختلفة.
ملاحظة:1. من المعروف أن معلمات ومعلمي وكالة الغوث يتلقون تأهيلاً مكثفاً في التربية إضافة إلى التخصص العلمي، كما يوجد مساقات يتلقونها في الأخلاق وحقوق الإنسان. وتلح الوكالة على نبذ العنف عندما يتعلق الأمر بالعنف ضد الاحتلال. لكن لا يبدو جلياً أن هناك الكثير من الإنجاز في مستوى العنف ضد الطفولة. فالصحيح أن حادثة مثل الحادثة أعلاه ليست فريدة في نوعها، بل إن القمع هو ديدن مدارس الوكالة، والتعامل المتعالي مع الأهالي بوصفهم لاجئين فقراء لا حول لهم ولا قوة هو ديدن المديرات والمديرين.
2. يسأل الأب بجدية: "أين نذهب من أجل الحصول على العدالة التي تحمي الطفولة في وجه هذا الجهل الفاضح المصحوب بقسوة عز نظيرها لدى الاحتلال ذاته عندما يتعلق الأمر بطفلة في العاشرة؟"
في مدرسة رام الله الثانوية الحكومية نجح طفل على ما يبدو في تصوير مدرس التاريخ وهو يقوم بجلد الأطفال بعصا (أو ربما بربيج) بسبب رسوبهم في امتحان التاريخ. صدر لنا دراسة نقدية لكتاب التاريخ للصف العاشر تبين أن هذا الكتاب يعتمد الحفظ الصم لا أكثر، كما أن دراسة في طور الإعداد لأسئلة التاريخ تبين أنها لا تقيس شيئاً يزيد على الحفظ، وهكذا فإن فشل الطلبة هو فشل في إنجاز معجزة حفظ أسماء بعض المواقع والتواريخ المرتبطة بها. لكن مهما يكن شكل الامتحان أو طبيعته: هل هناك من أوحى للمدرس الممتلئ حماسة في عملية جلده للطلبة أن الضرب بأي شكل من الأشكال؛ على اليد أو الوجه أو المؤخرة، يمثل طريقة من الطرق الراجحة علمياً لتطوير عقل الإنسان؟ يعني ببساطة فجة: لو جاء الأستاذ وبدأ يضربني كل يوم عشرين عصا صباحاً ومساء على سبيل المثال، هل يتوقع أنني بعد سنة أو عشر سأولد من جديد لأكون أرسطو أو آينشتاين أو اليوت أو هيغل العرب؟ نرغب حقاً أن يفكر المدرس ووزارة التعليم والمدراء وكل أسرة التربية في البلد في هذه المسألة. كان المدرس الذي درسني العلوم في المرحلة الابتدائية يعتقد بصواب هذا الرأي، وكان يضربنا جميعاً من أجل أن نصبح علماء فيزياء، وقد مات وهو على هذا "الدين" ولكن أياً منا –طلابه النجباء- لم يصبح فيزيائياً. بل إن أحداً منا لم يدرس مادة الفيزياء في الجامعة، ناهيك عن أن عدد الطلبة الذين أنهوا التوجيهية بعد سنوات العقاب الجسدي المكثف الطويلة لم يزد على أربعة من أصل أربعين طالباً في الصف الأول الابتدائي.
لا جرم أن المدرس مسكين، ومليء بالعقد ويرزح كاهله تحت أعباء تنوء الجبال بحملها. ولكن ذلك يجب أن لا يقود إلى الاستنتاج بأن الوضع في المدارس الفلسطينية يجب أن يستمر على هذا النحو. لا بد أن هناك أمراً آخر يجب أن نهتم به: مقدار تدريب المعلمين، وتوعيتهم بطبيعة المهمة التعليمية، وأهميتها وخطورتها على الوطن والإنسانية المعذبة في هذه البلاد. لا بد من تدريب طويل يصل بالمدرس إلى وعي أن الطفل إنسان عزيز وغال على قلوبنا، وأن سعادته ونموه في المجالات المختلفة هو الأمر المهم. ولا يقولن أحد لي إن المدرسين وأسرة التربية يتمتعون بالوعي أو التدريب. إن مدرسة "نموذجبة" تجهز طاقماً قمعياً من خمسة أفراد لتحقيق هجوم باغت وساحق ومدمر نفسياً ضد طفلة في العاشرة، لم ترتكب جرماً، وإنما تعتقد المدرسة أن والدها ارتكب الجرم، وكذلك معلمة تهدد الأب بأن زوجها جاهز للحضور للمعركة، وكذا مدرس يجلد الطلبة بمنتهى الثقة والسادية لأنهم لم ينجزوا مهام الحفظ الصم التي كانت يمكن أن تؤدي إلى اجتياح مدرسة رام الله الفضاء الخارجي، ومسابقة اليابان في "النانو تكنولوجي"، لا يمكن أن يكون لديها وعي بأي شيء مفيد له علاقة بالتربية أو العلم. وإذا كان أحد يرغب في القول بأن لدى أفراد الأسرة التربوية الوعي والخبرة والدراية، ولكنهم يفضلون أساليب القمع الوحشية لأنها تعطي نتائج سريعة على صعيد انضباط الطلبة وانمحاء شخصياتهم، فلا بد أن القارئ والقارئة يتفقان معي في أننا لسنا في مواجهة مدارس ومدرسين، وإنما في مواجهة أجهزة قمعية لا تختلف في دورها وأساليب البطش التي تستخدمها عن الاحتلال ذاته: إذ ماذا يريد الاحتلال أكثر من مواطن مقموع وجبان، يفتقر إلى الذكاء والمبادرة والإبداع والإقدام، وينفذ التعاليم التي يحفظها عن ظهر قلب؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف