أستاذ جامعي يضع ساعة بناتية!
فاطمة المزروعي
تحدث فيحياتنا اليومية العديد من المواقف الطريفة، ولكنبالمثل تقعونعيش المواقفالمؤلمة، وأيضأ تحدث مواقف نصدم تمامأ من نهايتها أو نتيجتها والتي جاءت بغير ما كنا نتوقع ونحسب، بل إننا في كثير من الأحيان نحكم على أقرب الناس إلينا وفق ما نرى من المظهردون التأكد أو السؤال على أبسطتقدير، وهذا الحكم الذي نصدره يكون مثالأ للقسوة والبعد عن الإنسانية، بل بعيد حتى عن قيمنا العربية الخالدة والضاربة العمق في تاريخنا الأزلي.. نعيش في هذا الزمن حالة من التسرع في النقد وفي لوم الأخرين وفي أحيان طعنهم في الظهر بالحديث عنهم في كل مجلس، وفي كل مناسبة اجتماعية، فنجعلهم لقمة سائغة في أفواهنا. أتذكر في هذا السياق الأثر آلذي يقول: «ألتمس لأخيك سبعين عذرأ فإن لم تجد فضع اللوم عليك». ودلالة هذه المقولةواضحة وهي عندما يحدث ممن تحب وممن هو قريب منك خطأ فلا تباشر في النقد والغضب، وإنما التمس له الأعذار، وفي قمةالإنسانية أن ترجع السبب عليك إن شحت الأعذار. . غني عن القول إننا بعيدون تماما عن هذا الجانب، فنحن سريعون في كل شئ؛ نسرع لإقامة صداقة جديدة ونسرع في هدمها، في لهفة لاكتشاف الآخروفى عجلة للتخلى عنه، فى ظني "أن المقاييس تبدلت وحدث لها تغييركبير. المؤلم بحق أننا أيضا نصدر أحكاما ونلوم الآخرين دون أن نعرفهم جيداً أو حتى دون أن نمتلك الشجاعة لمواجهتهم وسؤالهم عمّا نشاهده منهم ونعتبره خطأ يمارسونه، لا نفعل هذا، فقطنكتفي بالنيل منهم ومن أخلاقهم وقيمتهم. أتذكر قصة سردها أحد الطلاب في المرحلة الجامعية، عن دكتور كان يعلمهم ويأتي للمحاضرة كل يوم وهو يرتدي ساعة ماركة باربيبناتية.. والمعضلة الكبرى ليس لأن الساعة ليست رجالية بل لأنها ساعة بناتية، وقد كان الوقع أخف لو كانت ساعة نسائية فقط لكن أن تكون ساعة لفتيات في مقتبل العمر، فهذا الذي لم يحتمله الطلاب فوقع الدكتور الذي يعلمهم في كماشة الاستهزاء والتهكم والسخرية، بل هناك من وصفه بالمرض، وبات حديث الطلاب وفرصة للتندر والضحك.. فيما بعد علم الجميع أن الدكتور يرتدي ساعة ابنته التي توفيت قبل فترة قريبة!.. رمزية ارتداء هذا الدكتورساعة ابنته كانت درساً بليغا في الوفاء وحب الأب لابنته، لأنه ودون شك كانت ابنته وطفلته تحب هذه الساعة وتضعها دوماً في معصمها، فلم يتحمل أن يشاهد هذه الساعة وقد أهملت وتم تركهاعلى المنضدة، هذه الرمزية لم تسمح لأي من الطلاب رجال الغد أن يتقدم أحدهم ويسأل أستاذة، وإن بطريقة غير مباشرة، رغم أن ترك الناس وعدم تصنيفهم وعدم الالتفات لاهتماماتهم حتى وإن لم تعجبنا كانت أولى، أقول إنه ومع الأسف تتكررمثل هذه القصة وبشكل يومي في حياتنا، دوماً نصدر أحكاماً على عابرين في الشارع لا نعرفهم أو حتى في مناسباتنا الاجتماعية ومعارفنا نبدأ في النقد وتوجيه اللوم لموقف عابر أو حركة عفوية بريئة، نحن نظلم بعض بمثل هذه السلوكيات، إنها قسوة من نوع آخر.
فاطمة المزروعي
تحدث فيحياتنا اليومية العديد من المواقف الطريفة، ولكنبالمثل تقعونعيش المواقفالمؤلمة، وأيضأ تحدث مواقف نصدم تمامأ من نهايتها أو نتيجتها والتي جاءت بغير ما كنا نتوقع ونحسب، بل إننا في كثير من الأحيان نحكم على أقرب الناس إلينا وفق ما نرى من المظهردون التأكد أو السؤال على أبسطتقدير، وهذا الحكم الذي نصدره يكون مثالأ للقسوة والبعد عن الإنسانية، بل بعيد حتى عن قيمنا العربية الخالدة والضاربة العمق في تاريخنا الأزلي.. نعيش في هذا الزمن حالة من التسرع في النقد وفي لوم الأخرين وفي أحيان طعنهم في الظهر بالحديث عنهم في كل مجلس، وفي كل مناسبة اجتماعية، فنجعلهم لقمة سائغة في أفواهنا. أتذكر في هذا السياق الأثر آلذي يقول: «ألتمس لأخيك سبعين عذرأ فإن لم تجد فضع اللوم عليك». ودلالة هذه المقولةواضحة وهي عندما يحدث ممن تحب وممن هو قريب منك خطأ فلا تباشر في النقد والغضب، وإنما التمس له الأعذار، وفي قمةالإنسانية أن ترجع السبب عليك إن شحت الأعذار. . غني عن القول إننا بعيدون تماما عن هذا الجانب، فنحن سريعون في كل شئ؛ نسرع لإقامة صداقة جديدة ونسرع في هدمها، في لهفة لاكتشاف الآخروفى عجلة للتخلى عنه، فى ظني "أن المقاييس تبدلت وحدث لها تغييركبير. المؤلم بحق أننا أيضا نصدر أحكاما ونلوم الآخرين دون أن نعرفهم جيداً أو حتى دون أن نمتلك الشجاعة لمواجهتهم وسؤالهم عمّا نشاهده منهم ونعتبره خطأ يمارسونه، لا نفعل هذا، فقطنكتفي بالنيل منهم ومن أخلاقهم وقيمتهم. أتذكر قصة سردها أحد الطلاب في المرحلة الجامعية، عن دكتور كان يعلمهم ويأتي للمحاضرة كل يوم وهو يرتدي ساعة ماركة باربيبناتية.. والمعضلة الكبرى ليس لأن الساعة ليست رجالية بل لأنها ساعة بناتية، وقد كان الوقع أخف لو كانت ساعة نسائية فقط لكن أن تكون ساعة لفتيات في مقتبل العمر، فهذا الذي لم يحتمله الطلاب فوقع الدكتور الذي يعلمهم في كماشة الاستهزاء والتهكم والسخرية، بل هناك من وصفه بالمرض، وبات حديث الطلاب وفرصة للتندر والضحك.. فيما بعد علم الجميع أن الدكتور يرتدي ساعة ابنته التي توفيت قبل فترة قريبة!.. رمزية ارتداء هذا الدكتورساعة ابنته كانت درساً بليغا في الوفاء وحب الأب لابنته، لأنه ودون شك كانت ابنته وطفلته تحب هذه الساعة وتضعها دوماً في معصمها، فلم يتحمل أن يشاهد هذه الساعة وقد أهملت وتم تركهاعلى المنضدة، هذه الرمزية لم تسمح لأي من الطلاب رجال الغد أن يتقدم أحدهم ويسأل أستاذة، وإن بطريقة غير مباشرة، رغم أن ترك الناس وعدم تصنيفهم وعدم الالتفات لاهتماماتهم حتى وإن لم تعجبنا كانت أولى، أقول إنه ومع الأسف تتكررمثل هذه القصة وبشكل يومي في حياتنا، دوماً نصدر أحكاماً على عابرين في الشارع لا نعرفهم أو حتى في مناسباتنا الاجتماعية ومعارفنا نبدأ في النقد وتوجيه اللوم لموقف عابر أو حركة عفوية بريئة، نحن نظلم بعض بمثل هذه السلوكيات، إنها قسوة من نوع آخر.