الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطابع الإجرامي بقلم:على حسن السعدنى

تاريخ النشر : 2014-10-31
الطابع الإجرامي بقلم:على حسن السعدنى
على حسن السعدنى يكتب : الطابع الإجرامي
هي لعبة، ولعبة قذرة تتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية، وتتصادم مع مبادئ التعايش والمواطنة. ولم تشهدها بلادنا في تاريخها القديم والوسيط والحديث. كانت هناك حروب ومنازعات وانقسامات لكنها لم تأخذ هذا الطابع الإجرامي القذر، طابع الاغتيالات العشوائية بكل ما تثيره من رعب وشكوك، وتبذره من دوافع للثأر والتأصيل لعداوات داخل المجتمع الواحد المتجانس. وما يبعث على الفزع، إن الغموض ما يزال يكتنف ملف الاغتيالات حتى الآن . وهو ما يجعل أصابع الاتهام تتجه إلى أكثر من جهة، وهنا مكمن الخطر وما سوف تسفر عنه الأيام -إن استمر المسلسل في التصاعد- من تداعيات واحتمالات لا حدود لآثارها وردود أفعالها. ويبدو أن الذين يمارسون هذا الفعل الشنيع لا يهدفون من ورائه إلى زعزعة النظام وإقلاق حالة الأمن بقدر ما يحاولون تحويل الوطن إلى مسرح شامل للاغتيالات والاغتيالات المضادة.

 نحن أبناء شعب عربي مسلم لا أقليات بيننا، ولا وجود لأثنية عرقية، وليس لنا من كتاب سوى القرآن الكريم، هو مرجعنا جميعاً، به نهتدي ونسترشد، وله في موضوع قتل النفس البشرية أكثر من درس تقشعر له المشاعر والأبدان، ويكفينا منه، تلك الموعظة الخالدة عن ابني آدم عليه السلام، وما كشفت عنه من أبعاد منطقين اثنين هما: منطق الحقد والإصرار على الإثم والجريمة، ومنطق العقل والحكمة. الأول منطق قابيل القائم على القتل والتخلص من أخيه، والثاني منطق هابيل الذي أوضحه القرآن بجلاء لأهمية ووضوح صحته: قال تعالى: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ * إِنّيَ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظّالِمِينَ}، ياللمفارقة الصارخة بين منطق ومنطق، ويا لهذا الصوت الإنساني الجليل وما يتضمنه من درس عظيم ليس للمسلمين وحدهم وإنما لكل البشر دون استثناء فئة أو طائفة، فالخسران، كل الخسران، هو للقاتل الذي يبوء بإثمه وإثم قتيله.

 ومن هنا لا أظن أن إنساناً يحمل في قلبه ذرة من الإيمان يقبل أن يكون داعية للقتل أو أداة للقتل تحت أي زعم أو غرض لما للنفس الإنسانية من قيمة معنوية عند خالقها من ناحية، ولما يتركه القتل من ترويع للجنس البشري على اختلاف ما بينهم من شرائع واتجاهات. وإذا كان الاختلاف من طبائع البشر، ومن سنن الكون وقوانينه الثابتة فإن مواجهته لا تكون باجتثاث الطرف المختلف أو اجتثاثهما معاً، لما في ذلك من عدوان على حق الإنسان في أن تكون له وجهة نظر تجاه أمور الحياة تختلف عن وجهة نظر أخيه، ولما في ذلك أيضاً من يأس مطلق بعد إمكانية وصول الأطراف مهما تباعدت وجهات نظرها، إلى حلول وسطية معقولة تمنع أي طرف أو تمنعهما معاً من الوصول إلى المواقف العدوانية البغيضة، وما يترتب عليها من إصرار لا تقف عند حدود أطراف النـزاع وإنما تتعداها إلى الآخرين، وهو ما يحدث في واقعنا المحلي وفي الواقع العربي والإسلامي.

 أن يهتم المواطن بوطنه، ويسعى جاهداً إلى حمايته ومقاومة حالات الركود والإغماء الشعبي تلك مهمة نبيلة ومطلوبة، لكن وفق قواعد وضوابط وطنية وأخلاقية لا تسمح للأحقاد الشخصية والتطلعات الذاتية في إفساد مبدأ المقاومة والخروج، ولا تتيح للفوضى مجالاً يندس من خلاله أصحاب النوايا السيئة من القتلة، والباحثين في الأحداث عن منافذ لإشعال الفتنة والتمكين للفوضى، وما يصدر عنها من إخلال بالأمن وتعطيل للأعمال وإفساد لمشاريع التنمية إلى آخر المؤثرات المخيفة التي بدأنا نشهدها منذ وقت غير قصير، ونتابع مجرياتها بقدر هائل من الشعور بالخوف والقلق لا على مصير الأفراد بل على مصير الوطن نفسه.

باحث فى العلوم السياسية والاستراتجية
مستشار المجلس العربى الافريقى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف