الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاتصّال والاعلام في حركة الدّولة والمجتمع بقلم: بسّام عليّان

تاريخ النشر : 2014-10-30
الاتصّال والاعلام في حركة الدّولة والمجتمع بقلم: بسّام عليّان
الاتصّال والاعلام في حركة الدّولة والمجتمع - بقلم: بسّام عليّان*
بسّام عليّان*
◘ تعد ظاهرة الاتصال بين الافراد والامم والشعوب ؛ ظاهرة قديمة قدم الانسان والامم . لكن الاهتمام بظاهرة الاتصال المقرونة بحركة الاعلام والدعاية والرأي العام كدراسة منهجية منتظمة ؛ قد اتضحت اكثر في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، حيث ظهرت بعض الكتب والدراسات القيّمة في مجال الاعلام في آواخر الخمسينات واوائل الستينات من القرن الماضي، وتناولت اساليب الاتصال الجماهيري وفنونه كالصحافة والاذاعة والدعاية والاعلام والعلاقات العامة وغيرها .
وتلقي ظاهرة الاتصال والاعلام في حركة الدولة والمجتمع ؛ الضوء على مقومات المهنة الاعلامية في دولنا العربية ، مما يجعلنا نتوقف للسؤال : هل استطعنا كإعلاميين من كتاب وصحفيين (تقوم مهنتنا على الاتصال الجماهيري)؛ أن نعرب عن آرائنا بحرية عن طريق القول والكتابة عبر وسائل الاتصال المنتشرة والمختلفة والمتعددة ؟؟؟! وهل استطاع الكاتب فينا ‘ أو الصحافي منّا أن يعزز مقومات حرية الرأي والتعبير في حركة الدولة والمجتمع [ أي دولة وأي مجتمع على اتساع رقعة وطننا العربي الكبير ] ؟؟! أم اننا ما زلنا نعاني من ازمة واضحة امام قيود الدولة التي تكبل حركة المجتمع ؛ لتكريس فهم ضيق لمفهوم وسائل الاعلام بالتركز على مواد الترفيه فقط ، دون التنبيه الى مدلولات التحليل والبحث وتقصي حقائق الاخبار التي تبث لنا يومياً ؛ للوصول الى المصداقية في اختيار المصادر الخبرية التي تساعد في رقي نهضة وتقدم الدولة والمجتمع معاً؛ وتزيد من عجلة التقدم في حركة ازدهار مؤسسات الدولة وافراد المجتمع ككل ؛ بعيداً عن الفئوية والمصالح الشخصية والنخب الاستثمارية لجهود غيرهم ...!!؟
الحقيقة الواضحة في بعض دولنا إن لم يكن غالبيتها ، هو أن هذا الفهم للاتصال واستخدام ادوات الاعلام ما زال محدد وشبه مقيد في مسار حركة هذه الدول ومجتمعاتها ... أي أنه ما يزال هناك ؛ من يحكم ومن يحكم ، ومن يسود ومن يساد ، ومن يأمر ومن يطيع (!!؟). ...؛ وهذه الدلائل تتحدد معها علاقات مفاتيح القوة التي تتصل اساساً بالتحكم في عقول الجماهير وتوجيههم وتطويع الاتجاهات والآراء والأفكار عندهم؛ لتساير مصالح المتنفذين والساسة المتسلقين على ظهور تراث ابائهم واجدادهم في هذه الدول التي نعنيها . وكل ذلك – للأسف - يتم بالاستعانة بوسائل الاتصال الرسمية من دعاية واعلام بكافة طرقها ( فضائيات ، مجلات ؛ صحافة مكتوبة، إعلام إلكتروني ، ...ألخ)..؟؟! كما أن مصالح هذه النخب المتنفذة والمتحكمة بمصائر الناس ؛ يتم إما بالمفاوضة غير العادلة بل والمجحفة ، أو باستخدام العنف والضغط والقمع، والتعسف، بكافة اشكاله ضد من يعارض سياستهم أو يختلف معهم ، وذلك لــ "ترويضهم" على القبول بسياسة الأمر الواقع ... وقد وصلت اساليب الضغط والقمع الحديثة إلى التعسف والجور والفتك والتدمير، وإلغاء الآخر. فهناك عدد كبير من الاعلاميين الحقيقيين والمحترفين؛ فقدوا أو غيبوا واعتقلوا وطردوا من وظائفهم وحرموا من لقمة عيشهم ؛ كونهم يسعون للمفاوضة التصالحية بالحروف والكلمات والقلم لتحسين حركة الدولة والمجتمع بما يضمن لكافة شرائح المجتمع السوّية ؛ ويعملون بكل جد واجتهاد على تحقيق المصالح الوطنية المشروعة عن طريق تعميم ونشر الاعلام القائم والمعتمد على الحوار المنطقي البناء والحقائق الواضحة الجلية المستندة للمصادر المحايدة ، أو المصادر المهنية وغير المرتزقة أو المتعيشة من الايذاء ونبش القبور وتزييف الحقيقة ..!!؟
وعلى كل حال؛ هناك افراد من الاعلاميين الذين مورست وتمارس عليهم اساليب القمع والضغط تلك ؛ وما زال عدد منهم يعاني من آثار الدعاية الهدامة التي تقوم بها بعض الدول عن طريق المرتزقة من اعلامييها أو على الأصح " مخبريها " الذين ينصبون انفسهم مستشارين هنا وهناك في بعض وسائل الاعلام ، ويقومون بتقييم الاساتذة من اصحاب المهنة للتشهير بهم ظلماً وزوراً ؛ وقلب الحقائق ضد الشرفاء الملتزمين بمبادىء المهنة والقائمين على تطوير وسائل الاتصال لخدمة الدولة والمجتمع بما يتلاءم والحقيقة؛ وليس بما يرضي جيوبهم وامراضهم النفسية التي دمرتنا وفتكت بنا وارجعتنا للوراء عشرات السنين رغم زخم التطور المتاح بين ايدينا للخروج من هذه الامراض.
والدعاية الهدامة التي يستخدمها هؤلاء المرتزقة (الوصوليين والانتهازيين)؛ عادة ما تسبق اغتيال الشخصية وتحضر دوماً للغزو الثقافي وحتى العسكري من قبل الاستعمار الجديد الذي يلبس لنا عباءة الاصلاح والتجديد وهو ابعد ما يكون عن هذه المصطلحات ..!!
ومن هنا؛ ادعو القائمين على وسائل الاتصال في الدول التي نعنيها ؛ التعرف على أسس العناصر الهامة التي تدخل في عملية التعبير والاتصال من اجل النهوض بحركة الدولة والمجتمع ( إذا كانوا يسعون للنهوض الحقيقي ...) ؛ وهي : الكلمة والصورة والصوت ؛ فما زالت الكلمة لها مفعول السحر في التعبئة الجماهيرية وفي التعليم وفي الاتصال الوطني وعبر الاتصال الخارجي؛ هذا لمن أراد أن يستخدم السحر اللغوي في اشاعة اجواء الانفراج والانفتاح والقناعة بمضمون حرية التعبير والاستماع للرأي والرأي الآخر ، والنهوض في حركة المجتمع لصالح تقويته واشتداد عوده الذي يصب في النهاية لصالح قوة الدولة .
ومنذ قرابة العقدين أو يزيد؛ اسهمت التطورات التكنولوجية الالكترونية الحديثة ، على استخدام شبكة الانترنت على نطاق أوسع؛ حيث أنها أصبحت بمتناول نسبة عالية جداً من أفراد المجتمع (أياً كان تصنيفهم الاجتماعي أو الاقتصادي أو المهني)؛ وعمت في وقت قصير، لا على النطاق المحلي الوطني فحسب، بل على النطاق العالمي الممتد والواسع. وهذا ليس بالنسبة للمعلومات التي يتم تبادلها بين الدول فحسب ؛ بل الى امكانية وصول المعلومات الى الأفراد قبل المسؤولين احياناً، مما يعتبر بالنسبة للتاريخ الاتصالي ثورة اعلامية ومعلوماتية واتصالية؛ أصبح لها تأثيرات عميقة على كيفية اتصال المجتمعات المحلية بعضها ببعض، وبالتالي على كيفية بناء الجسور بين الشعوب من اجل عالم تسوده روح المحبة والاخاء والتعاون والبناء؛ بعيداً عن بطش وقمع ساسة الدول ومعاونيهم من المستبدين والمتنفذين والمتسلقين والوصوليين والانتهازيين، الذين يريدون قيادة شعوبهم واحيانا شعوب غيرهم من وراء نظاراتهم السوداء التي لا يستطيعون ان يروا منها سوى زجاج النظارة التي يلبسونها، نفسها ، أو ما تعكسه من رسومات اشباح مرت في خيالهم المزعوم؛ في حين انهم لم ينتبهوا الى أن "طفل مراهق" في دول اخرى (!!!) تتوفر لديه امكانية الوصول الى معلومات هائلة عن الاحداث اليومية وتبعاتها بدون أية عملية احتكار أو تشويش للمعلومة أو تلوينها ، أو إعادة صياغتها ، أو حجبها .....أو ..... . وذلك كله بفضل وسيلة اتصال الانترنت .
إذن ؛ لا بدّ لنا من مطابقة ثورة وسيلة الانترنت في الاتصال والاعلام مع تقدم حركة الدولة (من أجل) وأؤكد من أجل نمو وازدهار ورقي مجتمعاتنا التي أصابها الوهن والضعف وعدم الاتزان، وقلة الحيلة، ... وألخ من صفات القصور في التفكير واستغباء المواطن؛ هذا اذا اردنا التحدي الحضاري المعاصر عن طريق دراسة مختلف العوامل الداخلية والخارجية ، التي تسمح للاستراتيجية العربية الدعائية بالانطلاق ؛ وايضاً – من اجل التقليل قدر المستطاع من تناقضات السياسة العربية والاتجاه من حرية التعبير والرأي الداخلي الى القيام باعلام خارجي عربي متناسق ( لا يخضع لوكالات البث الاخبارية العالمية المعروفة ) ؛ ويجمع بين المعلومات الفنية والمهنية الاعلامية ؛ ووضع التوصيات والبرامج البناءة ورفده بالخبرات العملية الجادة حتى نصل الى صياغة اعلام خاص بنا يكون موروث لنا جميعا من عرب ومسلمين؛ اعلام مصاغ باسلوبنا نحن وبإرادتنا نحن مبني على الحقائق العلمية المنطقية قائم على تعزيز دور الثقافة العربية الوطنية؛ وبما يضمن لنا عدم تعريض هذه الثقافة وهذا النهج للتشويش من قبل المرتزقة أو حتى المساس بهما ....... وللحديث في هذا الموضوع اكثر من بقية .
• بسّام عليّان / كاتب وإعلامي فلسطيني؛ مقيم بدمشق
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف