الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسفة الواقع: ما الذي تحتاجه الأمة الإسلامية بقلم:دحمور منصور

تاريخ النشر : 2014-10-30
دحمور منصور بن الونشريس الحسني

ينجر التاريخ العربي خصوصا والاسلامي على الوجه العام الى محشر خطير تحاسبه فيه الكفّ الماسونية لتلقي به الى الدرك الاسفل من الانحطاط والتخلف والتبعية الفكرية والبعد عن مبادئ الإسلام التي تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله تعالى عليهم، تلك المبادئ التي صنعت الدولة المثالية في السنوات الاربعين الاولى بعد الهجرة النبوية الى أرض الانصار، أي منذ دخول المدينة المنورة الى يوم بث السلام العام بين المسلمين على يد الحسن بن علي رضي الله عنهما، ومنذ بداية العهد الجديد لنظام الحكم المستحدث في الاسلام بدأ العالم الاسلامي يقتفي نظرية ابن خلدون في السقوط وعلى الرغم من أن المؤرخين يرون أن العهد الذهبي للأمة الاسلامية كان في الفترة الأخيرة تقريبا من العهد الاموي وبعض العهود العباسية الا انهم قرنوا ذلك الازدهار بالمال والسلطة والتوسع الذي نفتخر به جميعا ولم يقرنوه بالمبادئ، فهناك فرق كبير جدا بين عهد النبوة الممتد بين البعثة وحكم الحسن بن علي وبين ما بعد الحسن من نظام ومبادئ ومعطيات على الرغم من كل التطور والرقي الذي صنعته السياسة الاسلامية، وإلا لكان النبي عليه الصلاة والسلام مدح فترة ما بعد الحسن وووصفها بخلافة النبوة ولكن التقسيم النبوي للتاريخ الاسلامي جعل فترة خلافة النبوة أربعين سنة ومن ثم يأتي نظام آخر سواء رضينا بتمييزه عن خلافة النبوة أم لم نرض، وهنا لا نستطيع القول أن فترة ما بعد خلافة النبوة كانت أحسن من خلافة النبوة وهذا كذب على التاريخ وتكذيب لما قاله النبي عليه الصلاة والسلام.
من المجحف في حق التاريخ بكل مجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية والحربية وغيرها أننا لم نتعرض في دراسته الى الفروق بين فترات الحكم الاسلامي بداية بخلافة النبوة الى حكومات اليوم، وبالتالي فنحن لم نبحث عما يحتاجه العالم الاسلامي، وبالتالي جعلنا التاريخ مجرد وجهات نظر هذا ان لم نكن قد جعلنا منه مجرد اوراق تحمل روايات نحتاجها فقط في مشارع البحث الاكاديمي للتخرج أو للكتابة التاريخية الربحية، وبالتالي فمن الغريب أن نكون الى اليوم مجرد إمعة تُساق سواء بالحديد أو الطعام الى أمامٍ مخالف تماما لما كنا عليه وبالتالي نكون ضمن مسار عكسي بتقدمنا الى الوراء، لا العودة الى الأمام، وكأننا برمجنا أنفسنا أو بالاحرى برمجنا غيرنا على ان نرى أن تاريخنا لا يحمل الهدف الذي ننشده، على الرغم من أننا نسير الى حتمية تاريخية ستعيدنا بوعد إلهي ونبوءة محمدية الى خلافة على منهاج النبوة اي الى نظام الحكم المثالي الذي يستمد روحه من الوحي الإلهي أي من المصدر المعصوم المتمثل في كتاب الله تعالى الذي يخبرنا:"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوَم" سورة الإسراء، الآية:09، علينا رغم أننا متيقنون أن ذلك سيحدث أن نُحدِثَه، وسرّ ذل في وقله تعالى: "إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" سورة الرعد، الآية:11، وبالتالي فنحن في مرحلة صناعة التاريخ لا في مرحلة انتظاره، والمسؤولية مسؤولية مجتمع بأكمله لا مسؤولية فرد بعينه، على الرغم من أن المسؤولية الأكبر تعق على كواهل النخبة في المجتمع الإسلامي من حكام وعلماء عرفوا الحق فاتبعوه، لا ما نراه ممن يسمون أنفسهم دعاة وهم يقصمون العالم الاسلامي ويسيرون بوعي منهم أو لاوعي نحو مشروع الغرب الملحد من مفاهيم خاطئة عن الحرية والسلام والتطور ومسميات وضعت في غير موضع معانيها.
إن فلسفة التاريخ التي نسير على منهاجها اليوم في دراسة ما كان أمر يقودنا الى التشكيك فيما كان انطلاقا من نظرتنا الى عدم منطقية مثالية دولة ما، وبالتالي فنحن في صدد محو تاريخنا، والأجدر بنا عوضا من البحث عما كان أن نبحث عما يجب أن يكون انطلاقا مما كان وهنا نسير في طريق إحياء نظرية حكم مثالي أي تحقيق أو صناعة خلافة على منهاج النبوة لا خلافة وفقط، فيجدر بنا أن لا ننساق نحو المصطلحات وأن ننخدع بالمسميات فالحقيقة حقيقة المعنى ولا حقيقة الاسماء، فالرحمة على سبيل المثال إذا تغير معناها الى الطغيان أو الرحمة المخصوصة لفئة ما وفقط تغيب عن مشهد عالم المعاني وتفقد قيمتها انطلاقا من مخالفتها للمعنى المراد الحقيقي، فحقائق الاشياء معانيها لا مبانيها، نفس الامر بالنسبة للخلافة والرشاد وغيرها مما يجب أن تكون حقيقة معناه واقعة في سياسة العالم الاسلامي اليوم، زيادة على ذلك لا يجدر بنا أن نتقوقع في عالم البحث عن المعاني لأن المعنى دون وقوعه على ارض الواقع أي دون تطبيق معناه لا يستفاد منه وبالتالي لا قيمة له سواء كان المسمى والمعنى حقيقة أم لا، فحديثنا عن الخلافة والرشادة ومنهاج النبوة في الحكم والسياسة والاجتماع وغيرها من الأمور لا قيمة لها إذا ما كانت مجرد نظريات غير مشاهدة على أرض الواقع، فهي حينئذ كالفقيه الذي لا يعمل ما يعلم وبالتالي كالحمار يحمل أسفارا، ونكون حينها أحقر من العالم الغربي بكثير فالغرب على سبيل المثال رغم أنه لا يتكلم العربي اختار مصطلح الارهاب وبلور له معنى مغايرا لما تعارف عليه المسلمون وبالتالي صنع له حقيقة كاذبو ولم يتوقف عند هذا الحد بل بمجرد ربط المصطلح بالإسلام شن حربه ضد المسلمين في مقرر تطبيقه لما رسمه، واستطاع أن يغر مفاهيمنا حول مصطلح نحن صنعناه وهو من وضع المعنى له.
نستنتج مما سبق أنه يجب علينا المرور بمراحل تاريخية ذهنية معينة متداخلة هي: ضبط المسميات، ربطها بحقائق معانيها، تطبيقها على الواقع بدءا بأنفسنا ونهاية الى المجتمع بأكمله، بالتالي يجب علينا معرفة ما نريد والتعريف بما نريد وتطبيق تلك الارادة بأيدينا، فإن اعتبار هذا العمل في ذوات المجتمع البسيط هو أكبر خطوة نحو صناعة خلافة على منهاج النبوة لأن الأمر العام لا يتغير الا بالعام نفسه أي بالمجتمع ككل، ولا يجدر بنا أن ننتظر حاكما ما يقوم بكل هذا لوحده، فلو أننا فعلنا ما يجدر بنا فعله كمجتمع، فسيكون هذا الحاكم العادل أحد أبناء شعبنا الذي تربى على ربيناه نحن عليه، وبالتالي فنحن من نصنع الحكام ونحن من يقرر ذهنياتهم وعقلياتهم في معاملتنا ووجهة نظرهم إلينا كشعوب، وهنا يتضح أننا في حاجة الى ثورة فكرية عارمة للبحث عما يجب أن يكون انطلاقا مما كان للوصول الى خلافة على منهاج النبوة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف