الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تونس الرائعة بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2014-10-30
تونس الرائعة بقلم : حماد صبح
انتهى عرس الانتخابات التشريعية التونسية بفوز حزب "نداء تونس " العلماني ب 85 مقعدا ، وفوز منافسه " حركة النهضة " ب 69 مقعدا . وتوزعت بقية المقاعد ال217 على بقية الأحزاب مثل " الجبهة الشعبية " و" والاتحاد الوطني الحر " وغيرها . والمنتظر إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني . وحسب الثقافة المعتادة هلل أنصار الاتجاه العلماني العرب لفوز "نداء تونس" وشمتوا في "حركة النهضة" الإسلامية . وحدث خلاف ذلك تماما من أنصار الاتجاه الإسلامي : غاظهم فوز " نداء تونس " وحزنوا لما سموه خسارة الإسلاميين . وقطعا ما هكذا يحسن أن يحكم على المسألة . حكم مخطىء ضال من هذا النوع وافد علينا من ثقافة " لنا الصدر دون العالمين أو القبر " و" إما الثريا وإما الثرى " . هذه ثقافة التفضيل المفرط للذات حتى التقديس واحتقار الآخرين حتى القتل المعنوي والجسدي أحيانا . المجتمعات المتحضرة المحدثة لا مكان فيها لأشواك هذه الثقافة الوحشية المتحجرة . المجتمعات المحدثة مجتمعات حقوق وواجبات مدنية ترى الناس في استواء أسنان المشط . و"استواء أسنان المشط " ثقافة ومعيارية حكم جاء بها الإسلام مزيحا ثقافة ومعيارية " الصدر والثريا " ، بيد أن الحكم على خلاصة الانتخابات التشريعية التونسية نال بعض آراء تخالف النوع الذي لا يرى الأمور إلا من ثقب تناقضية حدية ، أبيض وأسود ، فامتدح فهمي هويدي الخلاصة ، ولم يرها نكبة قاتلة للاتجاه الإسلامي ، بل عدها خيرا حسنا لطائفة من الاعتبارات . لم وصلت تونس إلى هذه المرحلة من النجاح في تحولاتها بعد 14 يناير / كانون الثاني 2011 ؟ لأسباب أظهرها ما يلي : أولا : نضج النخبة السياسية التونسية ، وتأثرها بالقيم والأساليب الأوروبية في السياسة والحكم . ثانيا : ابتعاد الجيش التونسي تماما عن التدخل في السياسة ، وانصرافه المطلق لما ينصرف إليه كل جيش مهني في الدول الناضجة المستقرة ، وهو ما خلق المناخ السليم الآمن لحوار الساسة أو حتى تصارعهم بعيدا عن تأثيرات وتكشيرات القوة الخشنة للجيش . الجيش التونسي يماثل الجيوش الأوروبية التي لا علاقة لها بالسياسة . ثالثا : الوعي العالي للإعلام التونسي الذي عالج الأحداث بمسئولية وانحياز للوطن والشعب .
رابعا : وفرة ثقافة الشعب التونسي ومتابعته لأحداث بلاده لما يزيد على ثلاث سنوات بفهم سليم لتطور تلك الأحداث ، فصبر عليها انتظارا لهذه الانتخابات وما يليها من انتخابات رئاسية موشكة .
ولأن انتخابات تونس ثورة على ثقافة " الصدر والثريا " أعلن الباجي قائد السبسي رئيس حزب "نداء تونس " حتى قبل الانتخابات أنه سيحكم في حال فوزه من خلال ائتلاف مع أحزاب أخرى حتى لو فاز بالأغلبية المطلقة . واستبصار نافذ حكيم منه أن يقول : " أنا لا أتحالف مع أحد . أنا أتعامل مع الواقع " ، إذن هو لا ينكر غيره الموجود في الواقع ، ولا يستثمر فوزه لإبعاد الآخرين بأي وسيلة ولو اختلف معهم رؤية ومنهجا . هناك مصلحة عليا للوطن والشعب ، ومهما تباينت الرؤى والمناهج فيجب أن تلتقي في مركز تلك المصلحة . ولأن الانتخابات تمت حسب نظام القوائم النسبي فإن أحزابا صغيرة فازت بمقاعد مثل حزب " الجبهة الشعبية " الذي فاز ب14 مقعدا ، الحال الذي يفتح الباب للحكم بائتلاف يضم عدة أحزاب ، ومن لا يأتلف يمكنه أن يقف في المعارضة يراقب وينبه . هل يفاد عربيا من النجاح التونسي ؟ سؤال يحفل بالقضايا والهموم ؛ لأنه يرجعنا إلى سؤال : لماذا نجحت تونس ؟ ويليه تباعا : ولماذا فشل غيرها فشلا محق الشعب والوطن ؟ وفي جملة أوضح : ما كان الفاشلون في ما سمي الربيع العربي تنقصهم القدوة لتأتيهم بها تونس . كان ينقصهم الكثير ، ينقصهم المجتمع القادر على صنع الديمقراطية بكل أطيافه ، فصنعوا فشلهم المرعب الفاضح ، وصنع المجتمع التونسي نجاحه الرائع الواضح . يقول السبسي :" ليس هناك ربيع عربي ، بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوما ما ربيعا عربيا إذا نجح في تونس ". كلام يحدد الواقع العربي ببؤسه الغاشي : " ليس هناك ربيع عربي " ، ويجلي روح تواضع راق :" بل بداية ربيع تونسي " ، ويفصح عن حذر واجب :" قد يصبح يوما ربيعا عربيا " . ويعلق راشد الغنوشي رئيس النهضة على خاتمة الانتخابات في نبرة فخر واعتزاز بلاغية عالية هو محق فيها :" تونس اليوم رايتها عالية في العالم ؛ لأنها البلد الوحيد ، الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة من العالم العربي ". ونعود فنقول إنه لا ضير على تونس اقتدى بها أحد في العالم العربي أو ما اقتدى . المهم الخالص أن تواصل مسيرتها في حكم الديمقراطية والمساواة ولو لبثت واحة وحيدة خضراء في بيداء الاستبداد والتحجر العربي ، وهي أولى أن تحذر مبغضي نجاحها في العالم العربي من أن ترجو سيرهم على هدى خطاها المضيئة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف