الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفيلسوف يطرق الباب !!بقلم:عصام العلي

تاريخ النشر : 2014-10-30
 الفيلسوف يطرق الباب !!    
عصام العلي
 
لوحة (1)
 
على تلك الوسادة استلقى من تعب ذلك اليوم  انسدلت عيناه وتنفست جفونه , بهدوء , حتى أصبحت في فضاء مليء تغمره الأضغاث والحقائق سكون يدنو , خطوات متزنة , هادئة لا تكاد تسمع , أنفاس تقترب من الباب : طق .. طق ..
 
أصابعه عند فتحه تنتظر , لكنها ترتجف .
 
سحب قبضة بابه الخشبي الذي اعتاد على طرقه الفقراء ...
 
غير معقول , وغير منطقي . أحسه بروحه المثالية في حجرة منزله , مستأذنا بلطف , دخل إلى الحجرة بانفعالاته الخجلة يغض الطرف حياء له .. نظرات كبريائه ساجدة , ملامح شموخ , لا يشبه التمثال
 
تردد ( همام )في أن يمد شعوره إليه , ليداعب حكمته , فإذا به يطل من نافذته الصماء التي رسم المطر على زجاجها خطوط الأتربة المبللة . توغل بنظره إلى زوايا زقاق قديم الذي أفصح عن أشياء جسده قد استقر , وثبت في مكانه ... نظر ملتفتا برأسه إلى تلك الطاولة التي أكل عليها الدهر وشرب , والتي اضطجعت عليها مآدبه الأوراق , تبعثر بعضها واصطف الباقي مع بعضه الآخر ,وقد وشمها الأرق ودونتها خواطر قلم , تحت نعاس المساء , عطشى للورق .
 
مع هدوء ذلك السكون , أكمل الفيلسوف تحديقه , فرأى تجاعيد همام الشابة .
 
عين على الأوراق المبعثرة , وعين على وجهه .
 
الفيلسوف سائلا :
 
- هل أنت كاتب ؟
 
- همام مضطربا : نعم
 
ما لبثت أن تحركت حروفه من تلك الشفاه , وأسرعت ارتباكاته بالهدوء قائلة : التهميش أتعبني ..
 
- الفيلسوف : التهميش اقل حمقا من التهشيم ويفصح زمانك عن خوف في صدرك
 
- همام : خوفي من محبرتي , وعندها سيقام الحد على فكري قبل سماعي , ولن يصل بعدها ابدا .
 
- الفيلسوف : سيصل في يوم ما .
 
- همام : قبلها سأصل الى لحدي .
 
- الفيلسوف : لا تيأس قد تحكم العالم من قبرك .
 
- همام : حقا ؟
 
سحب الفيلسوف نفسه ليخرج زفيره , مستيئسا , ولكنه أشار بإيماءة إلى هؤلاء الحمقى ( أصحاب السذاجة )
 
أجبته :
 
- تفاهة عقولهم قد ارتضيها لهم , ولكن لن ارتضي انحناء فكري إلى تلك العقول .
 
- الفيلسوف : ماذا تعشق ؟
 
- همام : زحام الأفكار, ضجيج الأنامل , وهدوء القلم عند كتابة أسطورة .
 
تحدثت كثيرا عن نفسي قاصدا الخروج من تشاؤمي متفائلا ..
 
- همام : كيف أنت من ذلك الصراع ؟ حلا له ولعقده ..
 
- أجاب الفيلسوف : سأحل ذلك الصراع .... !!!
 
لوحة (2)
 
ضجيج غامض , تهديد و وعيد , لا تميز أذن همام ضوضاء ذلك الصياح .. اقض ذلك مضجعه . هرع مسرعا , أقدامه لا تأبهان بتلك السلالم المتأرجحة , لقدم بنائها الهش , تقفزان بين جداول المياه المنسابة من (( غسيل أم عباس )) .
 
لمحت عيناه بين ذلك الزحام الذي يكتنفه الغموض والدهشة .
 
تلك الطفلة (( براءة )) المرتعبة من ذلك الصوت الذي أربك دفء دميتها التي طالما كانت تنشد لها بأغنية صادقة , هادفة , مكسرة الحروف .
 
وصل إلى باب المكتبة أسفل الزقاق بالقرب من منزله التي كان يمتلكها ذلك العجوز صفوان . رأى أولئك الذين توحي نظراتهم بالشر كان ولا زال يتذكر رجلا من بينهم يحمل على عاتقه مآرب الغدر وعينه لا تصور إلا خبثا جسده غيم اسود
 
شاهد ذلك العجوز بين انحناء ظهره واصطكاك أسنانه المركبة في فهمه , المبعثرة انفعالاته سأله همام
 
- من هؤلاء ؟
 
- العجوز :حاجتي للمال لشراء المكتبة جعلني أمد يدي باكية لهم
 
كانت دمعته محبوسة في جفونه صورتها الحيرة في فوضى الانكسار وهو يردد : ديوني ..
 
- همام ¬¬¬: لماذا لا تسدد لهم ؟
 
- العجوز : كيف ؟! ومكتبتي خرساء لا تتكلم ومقل كتبي لا تستعطف قارئيها .
 
- العجوز : و أنا لا يهمني سداد المال بل ..
 
- همام : بل ماذا ؟
 
العجوز- إن لم أسدد لهم سيدبرون لي مكيدة
 
همام – مكيدة !!
 
لوحة ( 3)
 
انزاح همام بجسده ولم ينصرف بفكره عن ذلك العجوز الذي لا يقوى على المكائد .
 
كانت الساعة الحادية عشرة قبل منتصف ذلك الليل , ومازالت عيون همام متعبة قد أسرها النعاس . عاودت خطواته ادراجها حينما تأنت على ذلك السلم الذي يتابعه دائما هو مدين له وظل التعب والنصب مهيمنا على جسمه ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف