الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قلوب لا تعرف الرحمة بقلم رنا أبو شمسية

تاريخ النشر : 2014-10-30
قصة قصيرة مستوحاة من واقع نعيشه، واقع أصبحت فيه الرحمة تندرج تحت بند الكماليات في الحياة...
اسم القصة: قلوب لا تعرف الرحمة – بقلم رنا أبو شمسية

استيقظ مع خيوط الفجر الأولى، لبّى نداء ربه بالصلاة، ثم انطلق مسرعاً ليلحق بالحافلة الاولى التي تغادر القرية متوجهة نحو المدينة.. ألقى برأسه على المقعد الذي يقع امامه من الحافلة، لعله يتمكن من سرقة بضع لحظات لينام فيها..ظن أن بإمكانه التمتع بقسط من الراحة حتى أوقظه صوت جاره الذي يتوجه للمدينة كل صباح أيضا: "أستيقظ يا أبا محمود، فقد وصلنا محطتك ، انهض واجمع رزقك".
ابتسم هو، ولملم اكوام الفجل التي احضرها معه من القرية. نزل في وسط المدينة واتخذ له من الجزء البعيد من ساحة الحافلات موقعا. قال في نفسه: "يجب أن أقوم ببيع كل حبات الفجل هذه اليوم. وعدت أبنائي بتوفير طلباتهم ولن أعود قبل أن أحقق لهم ذلك".
نادى بصوت متعب ولكن ممزوج بالأمل: "بصل طازج!! فجل أحلى وألذ من التفاح!!" راقب حركة المارة الذين كانوا يعبرون الشارع، ليقول لنفسه: "إن لكل من هؤلاء حكاية...تماما كحكايتي.. ولربما أكثر بؤسا...ما اشد قسوة الحياة.. أسعى لأجمع ثمن قوتي وقوت أبنائي كل يوم، اعاني حرارة فصل الصيف ، وبرودة فصل الشتاء في سبيل توفير ما تحتاجه أسرتي.." ابتسم حين تذكر عبارات زوجته المضحكة والغاضبة في ذات الوقت مع كل مرة كانت تجلب فيها العلبة الحديدية القديمة التي تحتفظ فيها بمستلزمات الخياطة وتفترش الارض قمصانا رثة وتحاول بث الروح فيها. تخيل نظراتها الحادة حين كانت تؤنبه على تقصيره في حق نفسه قائلة: "إلى متى، أنا لا أفهم!! أنت بحاجة إلى ملابس جديدة!!!" وهو يهز برأسه ويرد بجملته المعهودة: "أنا بخير ما دام أبنائي بخير".
أعاده صوت الحاجة عائشة إلى ارض الواقع حين طلبت منه بضع حبات من الفجل، "هاتها بسرعة، فحساء العدس خاصتي يتحول إلى "منسف" حين اتناوله مع حبات الفجل!" ثم تمضي الحاجة عائشة ويعود هو لشريط حياته الذي سرعان ما يعود ليمر أمام عينيه. تمر ساعات النهار بطيئة، مملة، ممزوجة بلسعات البرد ومرارة الفقر في آن معا.. وفي نهاية اليوم، يحمل ما تبقى من الفجل ويسير نحو الشارع المؤدي إلى القرية.. تتسارع خطواته كي يصل إلى المنزل قبل حلول الظلام. يمسك ما تبقى من الفجل بيد، وبما جمعه من نقود باليد الأخرى. "سوف يسعد ابني محمود كثيرا هذا اليوم، فقد جمعت له المال الذي طلبه ليذهب مع أصدقائه في نزهة إلى البحر غدا".ومن شده سعادته يستمر في المشي نحو البيت دون أن يشعر بتعب.
يضع كيس الفجل عند عتبة البيت.. يفتح الباب مبتسما، ولكن سرعان ما تذبل ابتسامته حين يجد ابنه محمود، المتمتع بالحصة الأكبر من "العز والدلال" يصرخ في وجه والدته كونها لم تكن تملك بضع دنانير احتاجها ابنها لأسباب لم يذكرها....حاولت أم محمود ان تخفي دموعها حين رأت زوجها يقف بالباب.. الا انها سرعان ما اجهشت بالبكاء مرة أخرى حين التفت ابنها البكر لأبيه وصرخ: "لماذا تتزوجون وتنجبون أبناء ما دمتم تعلمون أنكم لا تملكون ما يسعد به أبناءكم؟؟؟؟! ثم توجه نحو الباب مسرعا وغادر..
أما والده، المسن، المتعب، صاحب الأقدام المتورمة نتيجة الوقوف طوال النهار في الشارع، فمد يده إلى جيبه واخرج النقود التي رقص قلبه فرحا حين جمعها لولده، أخرجها، وألقى بها على الأرض...ثم جلس يبكي: والله قد وفيت بوعدي له وجلبت له معي ما يريد!!! ألا يعرف قلب ولدي معنى للرحمة؟؟!"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف