الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من وحي العيد بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-10-29
ذكريات من وحي العيد بقلم:حميد طولست
ذكريات من وحي العيد

 أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!

رغم ما أسقطه غربال الذاكرة من تفاصيل ذكريات الأعياد ، المؤلم منها والطريف ، فإنه احتفظ منها بما يكفي لكي تبقي حية ، وتمكنني من استحاضر الكثير منها حتى بعدما مرّ عليها ما يقارب نصف القرن ، ومن تلك الذكريات الطريفة  أسطورة " ذهاب القطط  إلى الحج صبيحة يوم عيد الأضحى" والتي طالما رددتها الأمهات والجدات على مسامعنا ونحن أطفال صغار ، وشنفت مسامعنا اجاباتهن  الجاهزة على أسئلتنا الطفولية البريئه حول أسباب اختفاء تلك القطط في ذلك اليوم رغم كا يزخر به بما تحب من لحم وشحم وروائح الدم والشواء ؛ تلك الإجابات العجيبة المستوحاة من عالم الخرافة والأساطير والتي كانت وعلى مر عقود من الزمن ، تعزو غياب القطط يوم العيد ، إلى ذهابها للحح ، ولازالت تلفحنا أمهات وجدات اليوم ، بذات الإجابات الأزلية ، التي لازالت تجد لها صدى وقبولاً ، ليس لدى أطفال في عمر الزهور ، وعند عموم الناس وبسطاءهم فحسب ، بل إننا نجذ لها أنصارا ومصدقين من بين المتعلمين وحتى ممن هم على درجة عالية من التعليم ، رغم فارق الزمان والمكان ، وتغير ظروف العصر الذي ظننا أن الخرافة قد اندحرت معه ، أو على الأقل انهزمت في مواقع كثيرة من العالم ، وانحسرت مساحتها مع ما جاء به من تطور معرفي شامل ،  وانتشار تكنولوجي معلوميات واتصالاتي ذكية وعارمة . لكن ومع الأسف ، لم ينخف مع ذلك كله وهج الخرافات ، ولم تتضاءل مساحتها ، ولم يقل عدد المؤمنين بها ، بل لازال عددهم غفيرا ،  بل وفي تزايد رغما عن تضخم حقائقة وبديهيات العلوم الإنسانية المبنية على التجارب والاكتشافات والدراسات ، التي فنذت الكثير من الأساطير ، ومن بينها على سبيل المثال والمتعلقة كذلك بالقطط والتي تزعم أن " للقطط سبعة أرواح" حيث–بين علماء بريطانيون، سبب اعتقاد الناس الراسخ بامتلاك القطط لـ”7 أرواح”، رغم أنها لا تعيش سوى حياة واحدة كباقي الكائنات الحية. وأرجعوا ذلك إلى قدرتها المدهشة على الالتفاف في الهواء عند القفز من أماكن مرتفعة والهبوط بسلام على الأرض على قدميها، إلى جانب تمتعها برد فعل سريع وتوازن كبير في بنيان أجسادها وعظامها، وامتلاكها عمود فقري بعدد أكبر من الفقرات  مما يملك البشر نقلا عن “ديلي ميرور” البريطانية ..

بكل صراحة ، ورغم الطابع الفكاهي للتساؤلات الطفولية : أين تختفي القطط يوم العيد ؟ وما هو الشيء الذي يجعلها تهرب في هذا اليوم الذي يتوفر فيه ما تحب من لحم وعظم وروائح الشواء ؟ فإن ظاهرة اختفاء القطط صبيحة يوم عيد الأضحى ، المنتشرا بين الناس منذ امد بعيد ، تبقى أمرا محيرا ، وموضوعا ويدفع فعلا لطرح نفس التساؤلات رغم فكاهيتها وطفوليتها ، والتي تزداد فكاهة وتسلية ، عندما يتدخل بعض من لديهم هوس موسوعية المعرفة ، والاعتقاد القاطع بأنهم يعرفون كل شيء ومطلعين على كل شيء – الذين لا مكان لمفردة "لا أعلم" في قوامسهم ، ولا يتورعون عن الإجابة على أي سؤال كيفما كان نوعه وموضوعه ، ولا مشكلة لديهم فيما يمكن أن يترتب على ادعائهم المعرفة ، من وتزييف الحقائق وصناعة أكاذيب لا أساس لها من الصحة – لمحاولة فلسفة الظاهرة على أهوائهم وإن خالف محاولتهم الحقيقة والواقع ، والتي إذا سؤلوا عن برهانهم وسندهم العلمي على ادعاءاتهم يحتارون في الإجابة ، ثم يتحججون قائلين بأن هذا ما تركه لنا الآباء والأجداد! تماما كما كان يحدث في عصور غابرة من عمر البشرية عندما كان يلجأ الإنسان لوصف الظواهر غير الطبيعية بالمعجزات ويفسرها بالقصص الخرافية ، وهذا أمر بديهي لأنهم كانوا يفتقرون للعلم والمعرفة ، وكلنا نعلم أنه كلما توقف المد العلمي ، أو تضاءلت مساحته ، لأي سبب ، إلا وتسيد الجهل وتفشت الخرافة ، وكلما عم العلم والمعارف الإنسانية ، وانتشرت الاكتشافات والنظريات والمخترعات الجديدة في الطب إلى الفيزياء والكيمياء والفلك والطيران والرياضيات وغيرها كثير جداً ، إلا وأزيحت غشاوة الخرافة عن العين ، وانحسرت مساحة الأساطير من عقل الإنسان وتقدم في كل المجالات ..

الخلاصة القول ورغم اجماع المغاربة على أن القطط تختفي صبيحة العيد عن الأنظار فإني أشك في صحة هذه الأسطورة ، وأن حقيقة الأمر هو أنه ربما أننا في الواقع لا ننتبه ولانبالي بوجود القطط من عدمه في صبيحة يوم العيد ، لكوننا نكون منهمكين بالذبح والسلخ والتقطيع وشي الؤوس وافتراس بولفاف والدوارة واللحم، وعندما ننتهي من التمثيل بالخروف ونركن للراحة و "نشوفو فجنابنا " كما يقال بالدارجتنا المغربية ، تظهر لنا القطط ، لتضايقنا حول موائدنا العامرو "بالشهيوان العيدية " ، وتزاحم الفتاشا والفلاسة والشمكارا على بقايا الاضحية في الحاويات المتخمة باطراف الخراف وقطع الاحشاء المنتشرة حولها في منظر دموي مريع الى درجة يبعث على الغثيان والاشمئزاز ..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف