الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خسرت النهضة... ففرح الاسلاميون ...!!بقلم: عماد عفانة

تاريخ النشر : 2014-10-29
خسرت النهضة... ففرح الاسلاميون ...!!
بقلم: عماد عفانة
29-10-2014م
بعد التجربة المريرة التي عاشتها الحركات الاسلامية التي يطلق عليها البعض بحركات الاسلام السياسي، هذا المسمى الذي يطلق على الحركات الاسلامية التي ارتضت الطرق التي بات يفرضها العالم في هذا العصر للوصول الى السلطة وهي الطرق الديمقراطية الانتخابية القائمة على التداول وتقديس الحقوق الفردية في الاختيار.
بعد التجربة المريرة للحركات الاسلامية التي ابتليت بالشعبية الطاغية التي اوصلتها لقمة هرم السلطة في فلسطين وفي مصر على سبيل المثال،  في وقت لم تكن فيه البيئة السياسية الداخلية والخارجية مستعدة لتقبل هذا الصعود الغير مسبوق لقمة هرم السلطة وازاحة الطرف الأخر – العلماني- بغض النظر عن اسمه، والذي يحظى فقط لكونه علماني بتقبل وبرعاية وتأييد من الدول الغربية التي تحمل ذات القيم العلمانية.
أكاد أجزم ان الاسلاميون في مختلف البلدان والاقطار تنفسوا الصعداء لسماعهم تراجع النهضة للمرتبة الثانية في الانتخابات التونسية الاخيرة، الأمر الذي حتما سيعفي النهضة ومن خلفها جميع حركات الاسلام السياسي من ان ترجم بتهم من قبيل:
-     ان الاسلاميون لا يؤمنون بالديمقراطية إلا لمرة واحدة توصلهم إلى السلطة ثم يحطمون السلم، وهذا ما رميت به جماعة الاخوان في مصر وفلسطين على حد سواء.
-    ـ أن الاسلاميون لم يكن ليفوزوا بالانتخابات لولا استعانتهم بالتزوير وتوظيف أدوات السلطة – رغم ان النهضة تخلت عن الحكومة قبل نحو عام- ومقارنة النهضة بالنظام السابق لبن علي.
-    وربما يذهب الشطط بهؤلاء المناوئين للإسلاميين من اصحاب التيار العلماني في السياسة والاعلام لربط حزب النهضة ذات الخلفية الاسلامية وتحديدا جماعة الاخوان المسلمين وربطها بجماعات متطرفة مستغلا أجواء الحرب العالمية المعلنة على حركات مثل داعش والنصرة  في سوريا وجماعات مشابهة في ليبيا واخرى في مصر وسيناء، بهدف تجنيد الأنظمة العربية التسلطية ومعها الدول الغربية التي تعاني من رهاب الاسلام السياسي لممارسة ضغوط اقتصادية على تونس، تماما كما حدث مع حماس  لإفشال التجربة ومعاقبة الناخبين الذين صوتوا لها.
ليس سرا ان حماس بدأت مشروعها السياسي للمشاركة في السلطة بمخطط حكيم يقضي باحتلال اغلبية المقاعد في الاجهزة الرقابية كالمجلس التشريعي وتشكيل ما يشبه قوة قادرة على اسقاط أي حكومة لا تقوم بواجبها الوطني سواء الخدماتي او السياسي تجاه الناخبين.
 الأغلبية الغير متوقعة التي حصدتها حماس في الانتخابات يبدوا أنها  لعبت في العقول كما تلعب الخمور، ودارت بهم الامنيات فتورطوا باستلام زمام الحكم رغم محاولاتهم الدؤوبة منذ البداية على الدخول في شراكة ائتلافية مع الحركات والقوى الاخرى وعلى رأسها حركة فتح، إلا أن المؤامرة كانت على ما يبدوا أكبر مما توقعوا.
قد تجبر الاوضاع المضطربة  التي تحياها منطقتنا الاسلاميين المشاركين في اللعبة السياسية الى تعمد خسارة الانتخابات والاكتفاء بالمقعد الثاني، لما لذلك من فوائد تعطي الاسلاميين فرصة كافية  للتوقف لبرهة والالتفات الى خطوات المسير، وإنضاج الخبرات من خلال المراقبة لأداء الآخرين.
 قد تكون حركة النهضة التونسية قد خسرت بعض المقاعد إلا أنها حققت مكاسب أكبر بكثير، وعلى رأس هذه المكاسب الرصيد الكبير من الاحترام والتقدير لها سواء على المستوى الداخلي او على المستوى الدولي الأمر الذي عززه مبادرة زعيم النهضة راشد الغنوشي الى تهنئة زعيم الحزب المنافس نداء تونس بفوزه في الانتخابات تماما كما يحدث في الديمقراطيات الغربية العريقة، كيف لا وقد امضى الغنوشي دهرا في منفاه في الدول الأوربية حيث تشرب من تجاربها ما أهل النهضة لتجنب ما وقعت فيه الحركات الاسلامية الاخرى.
 تراجع النهضة الى المقعد الثاني لا يزيحها عن مشد التأثير في المشهد السياسي العام لتونس، بل يفرض عليها مزيد من المسؤولية الأدبية والسياسية على حد سواء لجهة ضمان مراقبة الاداء السياسي لحكومة الحزب السياسي الفائز في الانتخابات لتحقيق هدفين رئيسين:
-    تحقيق افضل اداء لصالح تونس الوطن كما لصالح الشعب التونسي الذي يطمح بالخروج من الازمات الاقتصادية المزمنة ومن الفساد الذي زرعه نظام بن علي في مفاصل الدولة.
-    انضاج الخبرات واكتساب العبر من تجارب الحزب السياسي المنافس في الحكم من خلال مراقبة اداء الحكومة استعداد للدورة التالية من الانتخابات بعد اربع سنوات.
تراجع النهضة للمقد الثاني لا يعني عدم قدرتها على لعب ادارا هاما سواء على صعيد اختيار من سيجلس على مقعد الرئاسة في تونس، او على صعيد التأثير في التوجهات السياسية للحكومة، وذلك من خلال الدخول في ائتلافات مع الاحزاب الاخرى لتشكيل معارضة قوية وبناءة ولكن تحت قبة البرلمان، لتحيا الديمقراطية بأمان وتنعم تونس بالحرية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف