الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في مواجهة التطرف : نداء إلى المتدينين ترجمة : سناء الرزاوي

تاريخ النشر : 2014-10-29
في مواجهة التطرف : نداء إلى المتدينين

مقال مترجم عن موقع مجلة le monde des religions

 لقد صار التطرف حاضرا أكثر من أي وقت مضى في مجتمعاتنا. إنه كالطاعون ينتشر في أوصال كل الديانات بلا تمييز، بل في الإلحاد ذاته، وتحت غطاء العلمانية، لا يتردد في شن "حروب صليبية" ضد التدين. التطرف وحش، مخلوق مشين قادم من هاوية سحيقة. بالأمس، كان المسيحي ينصب المحارق. الملحد [كان] ينشئ معسكرات الاعتقال "الغولاغ" [السوفيتية]. اليوم، ابتُلي الإسلام بأكثر أشكاله عنفا.
خصوصيته؟ إنه كالخلايا السرطانية التي تدمر العضو الذي جاءت منه. فبحجة تمجيد الفكر الذي وُلدت منه، يُفسد التطرف هذا الفكر، يفرغه من مادته قبل أن يجعلها تواجه ذاتها في سيرورة تدمير وإبادة شاملة.

 إن إرادة التطبيع غالبا ما تدل على التطرف. فهي تقوم على فرض قواعد متزمتة وعبثية في جوهرها، وإدانة كل من لم يلتزم بها. واضعوا هذه القواعد يتحكمون بالشعب الذي يجد نفسه تحت سيطرتهم. فباستخدامهم الخرافة، عقدة الذنب، والخوف اللاعقلاني ( من النار، من الشيطان، من إساءة الفعل.. )، يفرض المتشددون معاييرهم ويدينون من لم يلتزم بها. معايير يفترضون أنها صادرة عن "قوانين الطبيعة"، عن "الإرادة الإلهية"، أو عن توافق مع العقل والعلم.
هكذا، ساهمت محاربة الهرطقة ومحاكم التفتيش بشكل مباشر في فقدان مصداقية الكنيسة والمسيحية عموما. فبإنشائها شرطة الأفكار، البوليس السري للعقيدة، باختلاقها مفهوم الهرطقة، بتعذيبها للفتيات البريئات، أحيت الكنيسة تلك الوحوش التي حاربها المسيح [عليه السلام] : فالفكر الفاريسي [ طائفة من اليهود المتشددين قارعهم السيد المسيح عليه السلام بشدة] القاتل، وما يتصل به من حكم على الآخر وكهنوت. فكانت أول ضحايا التطرف المسيحي مسيحيين آخرين حُكموا بالانحراف ( آريسيين، غنوصيين، كاثار، بروتستانت، الخ)
واليوم، مازالت روح محاكم التفتيش حية، ربما لم تعد تُنصب المحارق، لكن الأحكام والإدانات مستمرة. يكفي ملاحظة بعض تدخلات البطاركة المتشددين، بعض القساوسة أو الكهنة المحافظين، أو قراءة بعض التعليقات في بعض المنتديات الموالية لحركة التظاهر ضد زواج المثليين لندرك إلى أي مدى مازالت هذه الروح قائمة، إلى أي مدى مازال البعض يحلم بعالم يُسجن فيه كل رجل (وخصوصا كل امرأة) في إطارمسبق الصنع. وكل هذا  يساهم وبشكل تدريجي في تدمير وتشويه صورة المسيحية التي يدعي هؤلاء أنهم يدافعون عنها.
داخل الإسلام، يستمتع التطرف بتفشيه، معتديا على المسيحيين الذين صاروا هدفا لإبادة حقيقية في الشرق، إلا أنه يستهدف أساسا المسلمين والإسلام. إنني كمسيحي أنفر من روح محاكم التفتيش التي أعتبرها مناقضة تماما للسمو الروحي والتجديد الفردي التي دعا لها المسيح [عليه السلام]. أعتقد أن أي صوفي حقيقي يعيش حب الله وجوديا، لا يمكنه إلا أن يعبر عن نفس النفور من الإرهاب واستعباد النساء الذي يدعو له هؤلاء الملتحون.
يمكننا كذلك التوسع في الحديث ليشمل أشكال التطرف اليهودي الذي يناقض روح الكونية والانفتاح الحاضرين في الكينونة اليهودية، ونتحدث أيضا عن تعبيرات في الظل لبعض التيارات البوذية أو الهندوسية.

ماذا نستخلص من ذلك؟ أن لكل دين مناطق ظل؟ حصة من الشر؟ أو أن أي دين، كأي فرد، في مساره الروحي، يصارع ذاته ليبرز الصورة الألهية الكامنة فيه. صورة من المفترض أن تؤدي إلى القرب من الله وتُحول كل فرد إلى منبع للحب والتعاطف. و تشكل مقاومة هذا التحول جزءا من مسارسيؤدي الى التجلي. إنها الجروح العديدة والحتميات التي تعيق، مثل السدود الهائلة، حرية حركة المياه الحية ونفخة الروح.
إنها السدود الداخلية التي على كل فرد تخطيها ليصير حرا مكتملا فعلا. إنها تلك الجروح المتعددة التي يجب شفاؤها ليتسنى لن أن  نعيش وجود الله كما هو، ونتحرر من الصورة الزائفة التي كوناها عنه.
آن للحضارة أن تشفى من الهمجية، آن لنا أن نتحلى بالحب الإلهي في هذه الحياة الدنيا، آن الأوان لنعيش فعليا وجود الله. وعلى روحانيي كل ديانة، نساءً ورجالاً بنوايا طيبة، أن يقفوا في وجه الأفكار القاتلة التي تُخفي الجوهرة الإلهية التي يرعونها. لابد لهم من الغوص عميقا في قلب دينهم حتى يُظهروا المنبع الأبدي ويُزيلوا الشوائب التي تشوهه.

نبذة عن كاتب المقال: سباستيان مورغان، مؤرخ فني وصحفي ، باحث في المجال الروحي
ترجمة : سناء الرزاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف