الأخبار
ماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعليم في سطوة السياسة بقلم الدكتور زهير عابد

تاريخ النشر : 2014-10-29
التعليم في  سطوة السياسة بقلم الدكتور زهير عابد
التعليم تحت سطوة السياسة
بقلم د. زهير عابد
المعلم في كل زمان ومكان مكرم، وما من أحد من الأنبياء إلا وكان معلماً، وجاء برسالة لتعليم الناس وهدايتهم إلى سبل الرشاد، قال تعالى في أول ما أنزل: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، أي حث الإنسان على القراءة والتعلم لما لهما من دور فعال في زيادة المعرفة لدى الإنسان، ينعكس على حياته وتطوره في جميع المجالات.
لا ندري لماذا التعليم في الدول العربية مهاناً غير مكرم؛ بالرغم أنه يتوفر في هذا الوطن العقل العربي المسلم الذي يتميز في ذكائه عن كثير من العقول. كما أثبتت بعض الدراسات، فالأستاذ الجامعي على سبيل المثال وهو أعلى درجة علمية يتمنى كل متعلم الحصول والوصول إليها يهان ويهمش، بل يعامل أسواء معاملة، فحقوقه المشروعة لا يحصل عليها ببساطة ويسر بل بطلوع النفس وفي النهاية لا يحصل على شيء. حيث الحقوق تصادر على الرغم أنه ينفذ كافة الواجبات ويؤدي عمله على أكمل وجه، أي هناك خلل في المعادلة الإنسانية في التعامل، فما للحكومة يأخذ وبالفلس، في حين
ما للموظف من حقوق يهضم ويصادر تحت ذرائع وحجج مختلفة. وللأسف فقد أقحموا التعليم في السياسة فانعكست أثارها على المسيرة التعليمية.
ولو نظرنا إلى ما حولنا وخاصة إلى دولة الكيان المحتل لوجدنا اهتماماً منقطع النظير في التعليم، حيث تخصص ميزانية التعليم وتناقش قبل ميزانية وزارة الدفاع، وهو عكس ما يحصل في الدول العربية الذي يكون يخصص وتدعم ميزانية الأمن على حساب كل الوزارات وخاصة التعليم، ومثال على ذلك أنظر إلى المتقاعد من الأمن والمتقاعد من التعليم العالي، نجد أن المتعاقد من الأمن يتقاعد على راتبه الذي تقاضاه في آخر شهر، بالإضافة تمتعه بكافة الامتيازات في الأندية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المجانية، في حين المتقاعد من التعليم يجرد من كل شيء ويترك
عظماً بلا لحم لا يبقى له شيئاً يجعله يتنفس بشكل طبيعي.
هذا الأستاذ الذي قضى عمره والذي هلكت صحته وعافيته بين صفحات الكتب والمعامل والأبحاث؛ من أجل تطوير بلدة وتثقفيها وتنميتها ورفع شأنها عالي بين الأمم، لبناء مجتمع حديث ومتطور يواكب التطور العالمي، فالأستاذ الجامعي المعلم الذي يخرج دفعات من الخريجين تدعم تنمية المجتمع، باعتبارها ركناً من أركان التغيير في المجتمعات الحديثة.
ولنأخذ العبرة في ذلك من الدول والشعوب المتقدمة، فهذا "بسمارك" المفكر الألماني الذي قال لأمته: (أعطوني معلماً ناجحاً أعطيكم أمة متحضرة)، وهذا إمبراطور اليابان قال: بدأنا من حيث ما انتهى منه الآخرون وتعلمنا من أخطائهم وأعطينا المعلم حصانة دبلوماسي وراتب وزير. في الوقت الذي وصلت فيه هيبة المعلم إلى أدنى مستوياتها في الوطن العربي.
بالإضافة الفساد الإداري والمالي التي تعاني منه مؤسسات التعليم في الوطن العربي حيث تنتشر المحسوبية والواسطة والرشوة، فيتم تعيين أبن هذا المسؤول، أو أبن أخية، أو أبن عمه، أو أبن صحابه، أو استمرار أحدهم على رأس عمله دون مبررات قانونية تدعم ذلك؛ إلا أن له علاقة ومحسوبية وواسطة مع المسؤول.
فقط. لأن التعليم أصيب بمرض الفوضى الخلاقة، أي انعكست عليه فوضى الوضع السياسي، فأصبح التعليم بدون مخرجات ذات جودة عالية، وبالتالي انخفضت معدلات التنمية الحقيقة عند الدول العربية، ومازالت كثير من الدول العربية تعاني من الأمية التي تعتبر سدا منيعا أمام تطور وتنمية الشعوب العربية.
فالمطلوب حماية المعلم وتحصينه من انعكاسات الوضع السياسي والصراعات الحزبية، فالمعلم صاحب قلم وورقة هدفه شريف هو تطور مجتمعة وتحقيق مستقبلاً واعداً لأجيال قادمة، على أسس العدالة والتكافل الاجتماعي. كذلك من الضروري تحفيز المعلم ماديا ومعنويا من خلال تحسين الرواتب والأجور والمكافئات والتدريب والمنح لتساعده في تطوير الجودة لديه لمواكبة تطورات العصر من تكنولوجيا التعليم. والتعامل معه على أساس العدالة الاجتماعية ولا فرق بين معلم ومعلم إلا بالجودة والأداء. وتوفير كل السبل التي يمكن من خلالها تطوير نفسه لتقديم أفضل ما عنده أثناء
أداء عمله، وضمان كافة حقوقه دون تسويف.
التاريخ29/10/2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف