الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"النهضة" إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!بقلم: جواد البشيتي

تاريخ النشر : 2014-10-29
"النهضة" إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!بقلم: جواد البشيتي
"النهضة" إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
جواد البشيتي
تونس (الخضراء) وبثورتها، "ثورة الياسمين"، التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين، سنة 2011، دشَّنَت ثورات "الربيع العربي"؛ وكانت ثورتها مُلْهِمَة للشباب الثوري العربي التَّواق إلى الحرية، ومَثَّلَت لهم "قُوَّة المثال"، قَبْل أنْ تتضافَر قوى من الداخل، ومن الخارج، على تسيير الرياح بما لا تشتهي سُفُن الشعب للتغيير الديمقراطي والثوري في مصر وليبيا وسورية واليمن.
زين العابدين حَكَم تونس بما جَعَل "ثورة الياسمين" ممكنة واقعياً؛ لا بَلْ ضرورة وحتمية؛ ولَمَّا كان نزول الشعب إلى الشارع طَلَباً للحرية (وفي هذا يكمن الجوهر من ظاهرة "الربيع العربي") عفوياً على وجه العموم، لا على وجه الإطلاق، تَيَسَّر على "الإسلام السياسي"، المُنَظَّم في "حركة النهضة (الإسلامية)" على وجه الخصوص، والمُتصالح، من قبل، مع بعضٍ من الثقافة الديمقراطية الأوروبية، أنْ يَقْطُف ثمرة الربيع التونسي، فتَصَدَّرت "النهضة" المشهد السياسي التونسي بعد انتخابات المجلس التأسيسي الذي تولَّى مسؤولية صياغة دستور جديد للبلاد، وتزعمَّت حكومة ائتلافية، تضم، أيضاً، حزبين علمانيين هما "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي يقوده الرئيس المؤقت المرزوقي، و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"؛ لكنَّ "النهضة" أُرْغِمَت (في بداية السنة الجارية) على قبول تولِّي حكومة تصريف أعمال حتى إجراء هذه الانتخابات البرلمانية التي جاءت بأوَّل برلمان مُنْتَخَب بعد خَلْع زين العابدين، وأنْهَت، من ثمَّ، "المرحلة الانتقالية".
زين العابدين حَكَم، واستبدَّ بالحكم، بما أسَّس لإجماع شعبي على ضرورة إطاحته، فكانت "ثورة الياسمين"، التي كان قَطْف "النهضة" لثمرتها هو الخيار الممكن والأكثر واقعية لأسباب شتَّى؛ وإبَّان حُكْم "النهضة"، في "المرحلة الانتقالية"، تهيَّأ من الأسباب والظروف ما أَحال الوحدة الشعبية انقساماً، وأَكْسَب خصوم "الإسلام السياسي" من العلمانيين واليساريين والقوميين مزيداً من الثِّقَل السياسي والشعبي؛ وكان في مقدَّمهم حزب "نداء تونس"، العلماني التَّوجُّه، برئاسة رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي، والذي يحظى بدعم "الاتحاد العام للشغل" وبعض رجال الأعمال؛ وكأنَّ "النهضة" ما كان في مقدورها أنْ تحكم من غير أنْ تستثير وتُقوِّي، في الوقت نفسه، معسكر خصومها هؤلاء، والذين اعتدَّهم الرئيس المؤقت المرزوقي "أنصار الثورة المضادة".
"النهضة" أَقرَّت بهزيمتها، وهنَّأت الفائز، وهو حزب "نداء تونس"، وقَبِلَت نتائج الانتخابات البرلمانية (الحُرَّة الديمقراطية) التي شارك فيها مرشَّحون كانوا مسؤولين في النظام السابق، ونحو 60 في المئة من 5 ملايين ناخب تونسي، ودَعَت إلى تأليف حكومة ائتلافية جديدة بمشاركتها التي لم يستبعدها الباجي قائد السبسي.
مِنْ تونس وثورتها، "ثورة الياسمين"، جاء "الإلهام (الثوري الديمقراطي)"، و"قُوَّة المثال"؛ ومِنْ خَلْع العسكر في مصر لأوَّل رئيس مدني (إسلامي) مُنْتَخَب جاءت التجربة المتناقضة في إلهامها لـ "إسلاميي ليبيا" و"إسلاميي تونس"؛ فإسلاميو ليبيا جنحوا للتطرُّف في تبادُل الخصومة مع خصومهم؛ وإسلاميو تونس جنحوا للاعتدال في ذلك؛ فهل يأتي المثال التونسي الآن بإلهام جديد؟ حركة "النهضة" أجابت، قولاً وفعلاً، بما يسمح بالتأسيس لهذا المثال الجديد؛ وبقي أنْ يجيب "الفائزون"، قولاً وفعلاً، الإجابة نفسها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف