الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة سينمائية (4) كارمن بقلم:حميد عقبي

تاريخ النشر : 2014-10-29
قصة سينمائية (4) كارمن بقلم:حميد عقبي
قصة سينمائية (4)

كارمن 

حميد عقبي

يستعد للموعد, ليس اي موعد, ليس لقاء عادي كتلك المواعيد السابقة التي لا تطول سوى عشر دقائق الى نصف ساعة, سيلتقيها بالمقهى لشرب البيرة تم سينما و عشاء و ربما اكثر من ذلك..يصلح هندامه, يرش قليلاً من العطر, يقف امام المرآة يبتسم لا يقدر كبت فرحته الداخلية

ينصت لحوار داخلي - : كارمن انا قادم كم تمنيت هذه المناسبة

كارمن السويسرية في العشرين من العمر, جميلة, شقراء, رشيقة, تمتلك مقومات الروعة و الرقة و الشباب; يحلم اي شاب بالخروج معها.. زميلته بمعهد اللغة الفرنسية ليس لديها صديق, تستلطفه, نمت بينهما علاقة تعارف , الليلة سيكون لقاء غير عادي لعله اول مرة بحياته يستعد لمثل هكذا لقاء مع فتاة بهذا الجمال.

 

تتدفق بذهنه صورها و هي بالدرس, تبتسم, تضحك صور من تلك المواعيد السابقة بالمقهى لاحتساء بعض اقداح البيرة... يصاحب الصور مسار صوتي تعلو ضحكاتها او صوتها عندما تنطق اسمه العربي له رنين خاص موسيقى ناعمة.

هذا اللقاء الثالث له معها منذ وصولها قبل اسبوع للمعهد, لحسن حظه لم يجد منافس او هكذا يعتقد.. عليه ان يكلل اللقاء بنجاح, يود ان يتقرب اكثر, ان ينال اكثر ,تجعله يُحس بانه مرغوب لم يُجرب من قبل علاقة وطيدة مع بنت اوروبية رغم مرور اكثر من سبعة اشهر له بفرنسا; علاقات الزماله تنتهي بنهاية اليوم الدراسي ..

 

يقول في نفسه : عليك ان تكون لك رفيقة ليتحسن مستواك اللغوي..تشجع لا تضيع الفرصة كما ضيعت فُرص غيرها من قبل ..الشجاعة..قليل من الرومانسية هي يُعجبها كلامك مزاحك اللطيف..

يقرر ان يكون جسورا و شجاعا أن لا تُفلت منه فرصة كهذهِ..فرصة ذهبية..يخرج من غرفته ليذهب للموعد, يوصي نفسه الكثير من الوصايا.

بالمقهى المجاور لدار السينما ليس بعيداً عن وسط المدينة, مع السادسة بالمساء الجو مشمس و صحو, هو الصيف بطول نهاره و ليله القصير, الجيد انها لا تُمطر.. لذا ترى الفتيات يرتدين ما خف و قصُرَ من الثياب ..

يصل.. يجدها, كارمن بتألقها.. عفويتها, يتوقف للحظة ينظر اليها, تقف لتحيته يحاول الاحاطة بجمالها, بلبسها

": - يا لروعة و اغراء فستانها الوردي..كم هو خفيف شفاف و قصير من الأعلى يكاد الفستان لا يغطي شيء من الصدر من الأسفل ينتهي ما فوق فوق الركبة , تترك شعرها الاشقر متحرراً ينسدل بعضه على كتفيها العاريين ...." هكذا يصفه بذهنه

,يحاول باللحظة الاولى الالمام بكل التفاصيل ينادية صوت من داخله : تمهل كن طبيعيا لديك وقت كافي لتُمتع نظرك بهذه الانوثة..

هو الفصل الاول من اللقاء احتساء بعض اقداح البيرة قضاء وقت ممتع بالحديث, البداية ايجابية هي وصلت قبله , تحجز طاولة بركن هادئ , يمر الوقت و هما يحتسيان البيرة , يخوضان باحاديث متعددة حول الثقافة و الفن, لديها رغبة لمعرفته, تحكي له بعض الاشياء عن نفسها تُشجعة ليتحدث عن نفسه... من حين لآخر يحدق تجاه صدرها ..لعلها تُحس بذلك ترفع راسها, تُرجع ظهرها للخلف تدفع بصدرها لامام كانها تُشجعة للتمادي اكثر كاي انثى يُعجبها نظرات الاعجاب.. يحلو له أيضاً استراق بعض النظرات لساقيها العاريين لعلها, تفهمه, تبتسم ابتسامة طفولية, تضحك لنكته, بعفوية تحدق فيه .. من حين لاخر تحدث ملامسات غير مقصودة لا يبدو لديها مانع, تمضي ساعة كاملة يشعر بفرحه يكبر بداخله ..يحين موعد الذهاب للسينما; يتمنى أن يحرز تقدم اكبر...

امام بوابة السينما.... تدعوه لتدخين سيجارة , يرحب بالفكرة; يفاجئ بها تُخرج من حقيبتها سيجارة حشيش!!!! تعرض عليه مشاركتها...

يرد بإيجابية : من يديك يمكنني شرب السم ...

يُسعدها رده.. تمر اللحظات , يأتي دوره لأخذ نصيبه, يُحس بالدخان يتسلل لأعماقه --بانه اصبح خفيفاً / يكاد يعانق السحاب.. تبدو أكثر تالقاً تقترب منه لحد الالتصاق..

بصالة السينما - بجواره- تركها تختار نوعية الفيلم . اختارت فيلما رومانسيا به مشاهد ساخنة ..يجلس بجوارها ...لكن يظهر لسيجارة الحشيش تاثيراً سلبياً; يحس بنفسه مشلولا طيلة مدة العرض لم تكن هناك ملامسات حسية.. السينما هنا مناسبة فضاء رحب للمداعبات بين العشاق اثناء المشاهدة مساحة للتقارب للملامسات للمداعبات الخفيفة تصل لتبادل القُبلات... لم يفهم سبب شلله..ينتهي الفيلم مع انارة الضوء تبدو غير مسرورة كثيراً- يفهم ذلك عليه اصلاح الامر , بقي الفصل الثالث تناول وجبة العشاء هناك فرصة لتعويض خسارة الفصل الثاني- هكذا يأتيه صوت داخلي يحثه ان يتقدم هي تبدو لديها رغبة او على الأقل لا تمانع...

بمطعم الوجبات السريعة...يتناولان عشاءهم في هدوء بصمت, يظل بحالة الشلل من داخله يلعن سيجارة الحشيش, البيرة تجعله منطلقاً شجاعاً, يمر الوقت... لا يحرز اي تقدم ..تحاول تشجيعة بالاقتراب منها.. يظل سلبي.

بالشارع.. انتهى البرنامج المتفق عليه? يعرض عليها ايصالها لسكنها? ترحب بذلك الليلة مقمرة هي تشع ضوء يراها هكذا.. تخلع نعلها تسير حافية

تقول : الجو جميل.. احب ان اسير حافية? احس براحة لملامسة الارض بمثل هكذا ليله مقمرة..

يرد ممازحاً : قمر بالسماء و آخر بالأرض يسير حافي القدمين.

تضحك مبتهجة : انت تبالغ كثيراً 

يرد : اقسم اجدك اجمل من القمر..

تتوقف تقترب منه اكثر : انت ايضاً جميل

يرتبك. ينسحب قليلاً . يكملان السير ..يصلان امام اقامتها تتوقف ..تعيد الاقتراب منه : 

وصلنا و ماذا بعد ذلك؟ الليلة جميلة اترغب بفعل شيء اخر..

تكرر طرح العبارة هو يتسمر بمكانه..

يرد : نلتقي غداً ليلة سعيدة..

تبدو ملامحها تغيرت! تبدو غير سعيدة برده ..تودعه ; تدخل لبيتها.

مع ذهابها يحس بفضاعة الكارثة..

يصرخ فيه صوت بداخله: - بلييييييييد ارتكبت اكبر حماقة..كانت ترغب فيك..خذلتها بقلة خبرتك ببلادتك..البنت اعطتك عشرات الفرص اعلنت تلميحاً و تصريحاً.. كنت احمق ..ثق انك خسرتها..

يسير بسرعة يحاول اسكات هذا التعنيف يشعر بالخسارة بالندم... لم يطوقها بذراعية انسحب مع اقترابها لو عرض عليها قضاء الليلة كانت ستقبل..يحاول اخراص هذه الافتراضات 

يقول : احسن لم ارتكب حرام..

بداخله يرد صوت قوي يهزه

: - هذا مثير للسخرية تود ان تجعل نفسك مؤمن و ورع اعترف بخسارتك و قلة خبرتك..

يصل لبيته, يظل الجدل قائم بينه و بين نفسه.. ينام بصعوبة بعد محاولة الاقتناع بانه لم يفعل الحرام يتمنى ايضا ان يلتقي بها مرة اخرى..

بالصباح يصحو يجد نفسه مبلل بسائل لزج ,مائع غزير.. مايزال دافئ ..يفهم انه احتلم ..لا يتذكر ان حلم بها او عاش حلماً ايروتيكياً بمنامه..يذهب للاغتسال...

سوف يراها بعد عطلة الأسبوع لا يعلم هل ستعطيه فرصة اخرى للخروج?

يوم الاثنين ..بالمعهد.. يصل كعادته ,يتبادل التحية مع زملائه و زميلاتها و عينيه تبحث عنها ..كارمن..تكون المفاجأة !!يجدها بحضن شاب ايطالي بزواية هادئة..تلمحة..تبتسم ثم تعيد غرس وجهها بصدر الشاب...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف