الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البحث عن الاحرف الثلاثة بقلم ازهر اللويزي

تاريخ النشر : 2014-10-28
البحث عن الاحرف الثلاثة بقلم ازهر اللويزي
البحث عن الأحرف الثلاثة .. بقلم ازهر اللويزي

الحياة مثل كوب شاي مُر في أسفله السُّكّر فإذا لم تُحرِّك الملعقة فلن يُصبح الشاي حلواً فكذلك حياتنا في كوبها مرارة النَّصب والكدح والقلق كما فيه حلاوة الرّضا والسّعادة والنجاح.

فالحياة مثل كوب الشّاي والمُنغِّصات مرارة الشّاي والمسرَّات هي السُّكَّر والملعقة هي المواهب والقدرات التي وهبها الله تعالى لنا .

بعد أن فهمنا الحياة وعرفنا الغاية منها وجب علينا أن نجد الأحرف الثلاثة المُبعثرة في صفحات الحياة ولعلّك تسأل ما هي الأحرف الثلاثة ؟ هي أحرف كلمة ال(رضا) هل وجدتها ؟

فالرّضا ضد السّخط وهو باب الله الأعظم ومُستراح العابدين وجنّة الدُّنيا .

وعندما نفرأ في كتاب الله تعالى نجد وصف الذين استقوا من معين النبوة وارتشفوا من زلالها العذب وتربّوا على موائدها :
" خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه " . البيّنة_8

نعم لقد سكن الرّضا شغاف قلوبهم وامتزج بدمائهم حتى صارت نفوسهم لا تُبالي بما خطَّ القلم وما جرت به المقادير .

ولا أزعم أنَّ حياتنا وردية مليئة بالسّعادة والهناءة ومكتملة المحاسن والمحامد بل فيها ما فيها من سُحُب النَّصب والمتاعب والإبتلاء والكدر والهموم والأزمات ، وذلك ليتمايز مَن رضي ومَن سخط ؟ ولولا ذلك لما حصل التمايز ؟ .

جوائز وأوسمة أصحاب الرّضا ؟

قال تعالى : " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبة في جنّات عدنٍ ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم " . التوبة_72

فهنيئاً لإصحاب الرّضا بما رُصد لهم من نعيم دائم وخلود أبدي ، فما أحلاه من جزاء ؟ وما ألذَّه من نعيم ؟ .

كيف لا وهو مُتبادل بين الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض وبين عباده الضُّعفاء الفقراء ؟ ولا يعدل رضا الله عزَّ وجل شيء وكلّ شيء دونه حتى الجّنة بما فيها ، لأنَّ الرّضا صفة الله والجنّة خلقه ومن هنا كان الرّضا أكبر ! .

فهيا أعرني سمعك وأفتح لي قلبك لأخبرك بما جاء عن نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّد رسولاً " . رواه مسلم

قلة نادرة من البشر توشَّحت بوشاح الإيمان وذاقت طعم شهده والأغلبية الساحقة قد تاهت في دروب الحياة وانحرفت عن جادّة الصّواب وحُرمت منه ومن طعمه فلم تذق غير طعم الحسرة والقلق والتخبُّط .

مَن يفصل بيننا :

اختلف ثلاثة من العارفين في أفضليّة مقام أحدهم وكما جرت العادة لجأوا الى مَن يفصل بينهم ؟ فتعالوا معي لنعرف ما جرى :
قال الأول : أنا أحبُّ الموت شوقاً الى الله ولقاءه .
وقال الثاني : أنا أحبُّ البقاء للخدمة والتقرُّب والتّزود من الأعمال الصّالحة .
وقال الثالث : لا أختار ، بل أرضى بما يختار لي ربي عزَ وجل إن شاء أحياني وإن شاء أماتني .
فأجاب قاضيهم بجواب يُثلج الصدر بأن أفضلهم هو صاحب الرضى لأنّه أقّلهم فضولاً وأقربهم للسّلامة !! .

لا تستعجل قطف الثّمرة :

رغم أنَّ الإنسان خُلق من عجل فالإستعجال فطرة بشرية وخصلة غريزيّة لكنه لو تغلّب عليه لنال الثواب وربح قطف الثمرة في أوانها وإلا قطفها في غير موعدها فرجع بخُفّي حُنين كما يُقال في المثل العربي .

فهيّا نتعلم الدّرس من الخليفة الرّاشد العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله حينما كان يدعو كثيراً بهذه الدّعوات : اللهم رضِّني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا اُحب تعجيل شيء أخَرته ولا تأخير شيء عجَلته .

وممّا يؤسف أن هناك أخطاءً يقع فيها بعض بالناس وهي سخطهم على القدر والتّفوُه بكلمات الضّجر وعدم الرّضا بما حكم به رب البشر وهنا إعتراض من المخلوق على الخالق في تدبير مُلكه والعياذ بالله ، وهذا ما حصل لعنصر الشّر إبليس حينما أعلن عصيانه ومهاترته عندما فُضِّل عليه آدم عليه السّلام ، فلم يمتثل لأمر الباري عزَّ وجل بالسّجود لآدم فصار مُبعداً طريداً ! .

صخرة تعترض طريقنا :

ربَّ سائل يسأل هل الرّضا ضدَّ الطّموح وغطاء مُغلَّف للخمول ودعوة للكسل والإستسلام لمجريات الحياة دون سعي ؟

الجواب : قطعاً لا وألف لا .. الرّضا شعور داخلي وفيض قلبي وسعادة مُتدفّقة وطاقة مُحرِّكة وقوّة دافعة تجعلك في قمة السّكينة على قضاء الله وقدرِه ووقود يدفعك لتحسين حالك وتنوير مستقبلك .

وبالرّضا تتنزّل عليك قطرات التوفيق لتُفتِّت صخرة الخمول والكسل والقلق فتواصل المسير لإعمار الأرض بهمّة ونشاط وعزيمة وجد وبقلب مُلىء بالسّكينة والطّمأنينة حتى ترتقي بإذن الله إلى ذروة النّجاح والمجد والعظمة .

فهيّا تجمّل بحُلّة الرّضا وإتكىء على وسادته النّاعمة ليستند عليها قلبك المنهك والمُثقل بأعباء الحياة وتقلّباتها فيسكن بعد إضطراء ويطمئن بعد ريب ويبتسم ثغرك بعد عبوسة وتغفو عيناك بعد عناء الأرق .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف