الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فازت تونس بقلم: مصطفى ابراهيم

تاريخ النشر : 2014-10-28
فازت تونس بقلم: مصطفى ابراهيم
فازت تونس

مصطفى ابراهيم

27/10/2014

من السابق لأوانه الحكم على التجربة التونسية والقول انها نجحت تماماً في العملية الديمقراطية، لكننا نستطيع القول انها نجحت في تخطي عقبة كبيرة وعبرت الى الضفة الثانية من النهر، فالأخبار الواردة من تونس تبشر بأنهم تمكنوا من اجتياز اختباراتهم الاولى في التجربة الديمقراطية.

النتائج تقول أن نداء تونس تفوق في الانتخابات البرلمانية، والنهضة ايضاً تفوقت فهي لم تهزم ولم تنكسر عندما اختارت طريق التوافق و الشراكة عن طريق الانتخابات الحرة التي تمثل كل الأطياف التونسية، في تونس لا هزيمة لأحد، تونس تفوقت على نفسها وعلى غيرها من الدول العربية، و الهزيمة والانكسار هو من نصيب من اختاروا طريق الاقصاء وعدم قبول الاخر، فالشراكة يجب ان تكون خيار الاحزاب السياسية العربية لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي.

التجربة التونسية تؤكد أنه ليس بإمكان حزب او تيار سياسي واحد يدير شؤون البلاد منفردا وخاصة في المرحلة الانتقالية او حتى ما بعدها، و انه بالإمكان تداول السلطة بطريقة ديمقراطية، وان سياسة الاقصاء والتهميش هي إلى الفشل، فالديمقراطية و الشراكة هي الطريق الى المستقبل وبناء الدولة الحديثة المعاصرة و هي قبول الاخر والتنوع والتعددية، التجربة التونسية في اول الطريق، ووضعت نفسها على الطريق الصحيح، طريق العدالة والحرية وسيادة القانون.

الدولة التي تحترم الانسان وحقه في الحياة والمشاركة في بناء مستقبله هي دولة على الطريق الصحيح وتصنف من الدول الديمقراطية وتونس تسير في هذا الاتجاه،  وأن يكون الدستور واحترام حقوق الانسان والحريات العامة والشخصية للمواطن والاحتكام للعملية الديمقراطية كل هذا اساس لبناء المجتمع الصالح وتأسيس للحكم الصالح الرشيد.

والاهم ان تكون قناعة بهذه الشراكة من جميع الاحزاب والتيارات السياسية، وان تكون العلاقة بين مختلف تلك التيارات الاسلامية وغير الاسلامية من قومية ويسارية وليبرالية وعلمانية قائمة على الشراكة وقبول الاخر والعيش المشترك، حتى البلدان التي تتنوع بها الطوائف والمذاهب المختلفة يجب ان تؤسس لتلك العلاقة القائمة على الشراكة في الوطن الواحد وليس الاقصاء.

ما جرى في تونس ما زال في بداياته لكنه اسس لمستقبل وثقافة سياسية وازنة، بعد ان توافقت القوى السياسية على وضع دستور لهم جميعا يضمن عدم تفرد أي حزب سياسي بالأغلبية المطلقة، وكانت تونس هي فخر للعرب بأنها نظمت الانتخابات على اساس مشاركة الكل وعدم اقصاء أي طرف، وسيكون من الصعب على أي حزب سياسي تشكيل الحكومة منفرداً، ومن فازت هي تونس  والشعب التونسي الذي فضل الاحتكام للقانون ومصلحة الوطن، وليس مصلحة الحزب السياسي، تونس نجحت في ارساء اسس الديمقراطية عبر مخاض عسير تخلله اغتيالات لعدد من الشخصيات السياسية وكادت تعصف بهم الاهوال لكنهم توافقوا على الشراكة عبر الانتخابات في حكم تونس.

تونس اجتازت اول الامتحانات في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتحديات مصيرية وميزت نفسها عن غيرها من الدول الاقليم الذي تكتوي بنار القتل والدمار والإقصاء، تونس اختارت طريق الحرية، فوضعت قدميها في اول طريق النصر والنجاح، وأمامها مهمات جسيمة منها الامنية والسياسية والاجتماعية، و اعادة بناء الاقتصاد والتخلص من الاستبداد و ما دمره النظام السابق والحفاظ على مكتسبات الثورة التونسية وفي مقدمته الخيار الديمقراطي وعدم الارتداد الى الوراء، الطريق ليس سهل وطويل من استكمال طريق الديمقراطية.

التحية لتونس وشبابها الذين فجروا ثورة الياسمين ومن حكم مصلحة البلاد، وأعاد التفكير في تجربته من اجل الوطن، تونس هي من فاز ولم يخسر أي حزب، فالمرحلة القادمة ليست سهلة والطريق الى تحقيق الديمقراطية و العدالة الاجتماعية طويل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف