الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أغرب ما عشت بقلم: مختار سعيدي

تاريخ النشر : 2014-10-27
قصة قصيرة


أغرب ما عشت

صدق أو لا تصدق ...
كنت دائما أمزح و أقول، لو كان أصل الإنسان قط لكان لي الأمل أن تتحول قطتي امرأة ، لا تضاهيها امرأة في الجمال و الدلال...هكذا بدأت هذه القصة الواقعية التي دخلت عالم الأسطورة من بابه الواسع، حتى لا يكاد يصدقها أحد في العالمين...
قطتي بسباسة كانت أجمل قطة في الحي ، ما رأت العين قبلها و لا بعدها أجمل و لا أغرب ، تتودد إلي بطريقة لا يصدقها العقل ،تلازمني في حركاتي و سكناتي، تفرح بفرحي و تحزن يحزني ، تتنبأ بأشياء كثيرة قبل أن تحدث ، كنت أشعر بذلك ، كانت حاستي السادسة ، تنام عند رأسي ، تشيعني في خروجي إلى باب الحديقة ، و تنتظرني عنده لما تشعر بموعد دخولي إلى البيت، كانت تملأ ذلك الفراغ الذي كنت أجده في ذاتي ، ذلك الفراغ الرهيب الذي تركته زوجتي التي كانت النموذج الحقيقي للمرأة المندمجة ، كانت تشارك في نشاطات مختلفة ، و جمعيات ، تناضل من أجل حقوق الإنسان ، و حقوق المرأة ، و حقوق الطفل ..و...و...كتبت عنها الصحف ، واستضافتها أشهر المحطات التلفزيونية... تخرج من البيت قبلي و لا تعود إلا بعد منتصف الليل ، متعبة تنام في أغلب الأحيان بملابسها . كانت زوجتي امرأة عظيمة جدا ، عظمة هذا الزمان الذي يتحدى بسرعته كل الطموحات ، كانت هي أسرع و أحرص ، ضحت بكل شيء في سبيل تلك المباديء الإنسانية العظيمة ، النبيلة ، ساعدتها على ذلك مهنة المتاعب كما يقولون في السلطة الرابعة، صحفبة في جريدة شهيرة ، و لها أعمدة في مجلات و جرائد أخرى ، قامت بتحقيقات و كشفت الكثير من الحقائق المذهلة و المدهشة ، واكتشفت أسرارا كبيرة و خطيرة في مجالات اهتمامها ، صنعت بذلك هيبة و منعة يحسب لها الجميع ألف حساب. في بعض المرات لا تجد من الوقت حتى فرصة لأكل لمجة، حينما كنا نلتقي في الشارع ، و هذا نادرا ما ، أقول لها ...هوني عليك يا حبيبتي ، بهذه الطريقة لن تذهبي بعيدا ، و ستنهارين في وسط الطريق ...فتقول ...إن تدارك ما فات يتطلب جهدا أكبر و تضحيات ، ليتني أسقط يوما في ساحة النضال شهيدة هذا الواجب المقدس...
ترسم تلك الإبتسامة اللطيفة و تنصرف في عجالة كعادنها ، تلتفت دائما قبل أن تختفي ، تشير إلي بحنو البعيد، و تتركني واقفا في مكاني ، أجتر جمال أيام دراستنا في الجامعة، كأني حيران في مفترق الطرق، أعاني مرارة الإختيار، لا أدري كم أمكث واقفا هناك، ثم أنصرف كالمنهزم، أتابع طريقي بنفس الخطوات المتعبة. أعود إلى البيت ، فأجد قطتي بسباسة أمام باب الحديقة ، أتحدث إليها دون حرج، كانت نظراتها إلي بلسما، تضمد جراح وحدتي و تبعث في نفسي ذلك الدفء الممزوج بالرحمة، أحس بها تشفق علي ، تحدثني بحركاتها و نظراتها ، أقرأ في عينيها كل الأشياء التي كنت أحتاجها ، و أدركت حينها سر حب العوانس للقطط ، تضحكني أمنيتي أن أكون قطا في حضن عانس...
لا زلت أذكر تلك الليلة المشؤومة التي عادت فيها زوجتي في منتصف الليل و وجدت قطتي فوق صدري ، كأنها تريد أن تحدثني ، تتمرغ بين صدري و نحري ، تداعبني بأطرافها اللطيفة ، كأنها لا تريدني أن أنام ، أنظر إليها بكل حنو ، كنت أحبها كثيرا ، لما دخلت زوجتي إلى الغرفة و رأتها قفزت ، و أرادت أن تهرب، استغربت من تصرفها ، فأخرجت زوجتي مسدسا من سفطها و أطلقت عليها النار ، هربت القطة و تبعتها زوجتي ، مفجوع تبعتهما ، أدركتهما أمام الباب، كانت قطتي مستلقية على ظهرها تصارع الموت ، و زوجتي تنظر إليها ببرودة أعصاب ، التفتت إلي ، وجهت إلي مسدسها و ضغطت على الزناد ، مرة وأخرى ، ثم أخرى ...كان فارغا الحمد لله ، أصابني إعصار الموت ...قالت ..هذا من حسن حظك أيها الخائن الجبان ؟.. تسارعت الأحداث ، و جاءت سيارة الشرطة ، و حضرت سيارة الإسعاف ، و أنا لا أزال في دوامة ، كأني أعيش كابوسا مزعجا . أخذوني إلى قسم الشرطة وبدأ التحقيق ، أذكر لما وضعوني في السيارة مقيدا سمعت المفتش يقول للمحافظ و وكيل النيابة ...هذا هو المجرم يا سيدي الذي خان زوجته مع أختها و قتلها ...
و بعد انقضاء فترة السجن رجعت الى بيتي فوجدت أخت زوجتي خارجة لا أدرى إلى أين ، قالت لي و هي تتقدم نحوي ...تزوج زوجي بزوجتك و هم في رحلة ، هل تتزوجني ؟... تراجعت إلى الوراء و أنا أشعر ببرودة تسري في شراييني ، فإذا بقطتي تصرخ تحت رجلي ، فسقطت مغشيا علي ، و لما أفقت وجدت نفسي على سريري ، و أخت زوجتي جاثمة فوق صدري ، تداعب بأناملها خصلات شعري ، تنظر إلي بعيون قطتي ، دخلت حينها زوجتي، وقفت عند رأسي و قالت ...ارمي هذه القطة بعيدا فوالله لو كانت امرأة لقتلتها و قللتك .... تجردت و دخلت بجانبي في الفراش ...نظرت إلى الساعة ، كانت تشير إلى منتصف الليل بالضبط، و اليومية بجانبها تسجل اليوم الأخير من من تاريخ عشر سنوات مرت عن الحادثة ...خرجت أخت زوجتي ، تبعتها القطة و أطفأت زوجتي المصباح .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف