الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نوبل .. ذلك الأبلــه ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونه )

تاريخ النشر : 2014-10-26
نوبل .. ذلك الأبلــه  ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونه )
" نوبل .. ذلك الأبلــه " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )

*******************

تنويه :
أحداث وشخوص النص حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص.. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء :
قبلة طويلة للطفل ( بطل النص الإيجابي ) .. ولكل أطفال فلسطين الحبيبة ..
و .. صفعة كبيرة للجندي الجبان ( بطل النص السلبي ) ولكل جنود العدو الجبناء .
( الكاتب )
---------------------------------

" نوبل .. ذلك الأبلــه " ؟؟!!
اسمي " شموئيل " .. " يوسي " . " موشي " .. أيّ اسم تريد وأي اسم تختار ..
أظنك قد رأيتني قبل وقت مضى على الشاشة الصغيرة .. نعم .. إنه أنا .. لقد التقط مصور خبيث موقف غريب لي .. كل من رأى المشهد أبدى وجهة نظر مختلفة .. هل نسيت عمن أتحدث ؟؟! هل نسيت من أنا ؟؟ أنا " شموئيل .. " يوسي " .. " موشي" .. أي اسم تريد وأي اسم تختار .
ألم ترني لحظتها في الزيّ العسكري ؟؟ حسناً .. لعلك تدرك الآن من أنا ؟؟ .. دعني أوضح لك الأمر أكثر .. أنا ذلك الجندي الذي كنت ألاحق بعض الأطفال والشباب الذين كانوا يقذفون الحجارة والأشياء الأخرى .. بينما الكاميرا الخفية اللعينة للمصور الخبيث تلاحقني بإصرار .. لعلك تذكرت مشهد ذلك الطفل الجريء الذي كان يقف أمامي ويقذفني بالحجارة المتلاحقة .. يرشقني بها ويتحداني بإصرار عجيب .. رغم أنني كنت أشهر في وجهه البندقية الأتوماتيكية القاتلة .. ورغم المسافة القصيرة جداً بيننا ؟؟ .
… آه .. هل تذكرت الموقف الآن ؟؟ .. لا شك في ذلك .. لقد تبادرت إلى ذهنك لحظتها علامات التساؤل والتعجب والغرابة ؟؟!! .. فلماذا لم أقم بقتل الطفل الجريء ؟؟ الذي كان يقذفني بالحجارة بلا هوادة بينما كنت أشهر السلاح الفتاك في وجهه وأصوب الفوهة القاتلة إلى عينيه ..
لعلك عجبت أكثر – كالآخرين تماماً – عندما رأيتني في لحظة مفاجئة أفر مذعوراً من أمام الطفل كي أتخلص من حجارته المتلاحقة رغم أنه كان بإمكاني قتله بالسلاح الذي أشهره في وجهه .
لعلك صفقت – كالآخرين تماماً - للطفل الجريء هذا .. الطفل الأعزل سوى من حجارته .. الذي جعل جندياً مدججاً بالسلاح يفر من أمامه مذعوراً ؟؟ ولعلك قد أخرجت لسانك – كالآخرين تماماً – هزءاً بي ليصطدم بمؤخرتي المتقهقرة ؟؟ .. لعلك .. لعلك ..
أظن بأن الجميع قد شاهدوا ذلك المشهد والذي لم أشاهده أنا سوى على الشاشة الصغيرة في الفترة المسائية في آخر النشرات الإخبارية بعد انتهاء " نوبة عملي " المضنية المرهقة .. ولعلني بذلك كنت آخر من يرى .. آخر من يعلم .. تماماً كالزوج المخدوع .
عندما كنت أشاهد ذلك المشهد كدت أنكر شخصي .. حنقت لحظتها على الطفل الجريء هذا .. وقذفت بباقي الطعام من فمي ومن طبقي إلى وجه المصور الخبيث على الشاشة الصغيرة ، والذي عرف كيف يستغل الموقف من أجل " خبطة صحفية " يجيرها لصالحه بخبث ولؤم ؟؟ .
لقد حاولت أن أنسى ذلك المشهد اللعين خلال الفترة الماضية دون جدوى .. ويبدو بأن ذلك المشهد لن يمر مر الكرام .. فلقد تناهى إلى مسامعي بالأمس القريب بأنني مرشح لنيل جائزة ؟؟ .. تصور ؟؟‍‍ .. جائزة ؟؟‍‍ .. وهل تدري ما هي الجائزة ؟؟ .. يقولون بأنني مرشح لنيل جائزة نوبل للسلام ؟؟‍‍!!‍‍ .. غريب ذلك الأمر غرابة المشهد اللعين نفسه .
لقد تردد النبأ في الأوساط السياسية والمحافل الأدبية .. وروجت له وسائل الإعلام المختلفة ؟ .. قالوا بأنني أستحق الوسام والجائزة العظيمة لأنه كان بإمكاني قتل الطفل قاذف الحجارة ولم أفعل ؟؟ .. قالوا بأن من يفعل مثل ذلك الأمر هو إنسان حقيقي ؟؟ حضاري ؟؟.. و .. و .. وأشياء أخرى كثيرة .
ربما .. ربما تأخذ الأمور منحى أكثر جدية .. وتفكر أوساط السلام والإنسانية العالمية وتقر باستحقاقي لجائزة نوبل للسلام فعلاً .. وقد أنالها فعلاً ؟؟ .
سيدي .. دعني أهمس في أذنك بالسبب الحقيقي لعدم إطلاق النار على الطفل الجريء والذي غاب عن الجميع إدراكه .. ببساطة .. سأقول لك الأمر .. ولا تتعجل هكذا .. فقط أرجوك .. لا تذع الأمر .. لا تفش السر .. حتى لا يحجبوا عني جائزة نوبل العظيمة ؟؟‍‍!! .
أصارحك الأمر .. فأنا لم أقتل الطفل .. لأن .. لأن بندقيتي كانت متعبة لحظتها مثلي تماماً .. بعد يوم حافل بالعمل الطويل ؟؟!! .. ففي تلك اللحظة التي كان يقوم فيها الطفل الجريء بقذف الحجارة .. وفي تلك اللحظة التي كان المصور الخبيث يلاحقني فيها بإصرار .. في تلك اللحظة بالذات .. كانت بندقيتي - وجعبتي - قد أصبحتا خاويتين تماماً من الذخيرة؟؟‍‍!! .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف