الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اربعون عاما يكفي..سقوط مريع للبرنامج السياسي الفلسطيني بقلم:صابر عارف

تاريخ النشر : 2014-10-25
اربعون عاما يكفي..سقوط مريع للبرنامج السياسي الفلسطيني  بقلم:صابر عارف
صابر عارف
بعد ان تحدثنا الاسبوع الماضي عن فشل وسقوط النظام السياسي الفلسطيني برمته وبكافة مكوناته ومرتكزاته الاساسية والفرعية ، من سياسية وتنظيمية وادوات تنفيذية ..بعد ان تحدثنا بشكل عام عن الفشل الكلي وليس عن مازق او ازمة يمر فيها النظام . فاننا سنتحدث اليوم  عن فشل وسقوط الرؤيا والاستراتيجية السياسية الفلسطينية كاحد اعمدة ومرتكزات النظام التي مضى على تبنيها واعتمادها اربعون عاما ولم تحقق اي هدف ، ولم تحقق سوى الخيبات والفشل الذريع بالرغم من مرور عشرات السنوات . وسنتناول بقية مفاصل النظام الفاشل في قادم الاسابيع .
        اعتمد المجلس الوطني الفلسطيني الخامس الذي عقد في القاهرة  في شباط فبراير 1969 م مبادرة الشهيد القائد صلاح خلف ابو اياد التي اطلقها في العاشر من تشرين اول عام 1968 م اثناء لقاء له مع وفد اوروبي من الداعمين للثورة عندما سالوه عما تريد الثورة وما هو هدف النضال حتى نجيب من بسالنا في بلادنا الاوروبية ، فقال لهم نريد تحرير فلسطين واقامة الدولة الديمقراطية بدون طرد اليهود المهاجرين اليها ، هذه المبادرة تحولت الى اول برنامج سياسي فلسطيني للثورة المعاصرة بعد اقرارها من المجلس الوطني في الدورة المذكورة .
وللاسف الشديد ، وقبل ان يمضي اقل من خمس سنوات على اعتماد واقرار هذا البرنامج  وقبل ان يختبر في الحياة العملية والنضالية ، وقبل ان نستنفذ الوسائل والسبل لتحقيقه ، تم الالتفاف عليه واستبداله بما سمي بالبرنامج المرحلي عام 1974 م،كتعبير ساطع وواضح عن قصر نفس وضيق افق القيادة الفلسطينية ،  وسرعة استجابتها للضغوط كما سنرى بعد قليل ، وسرعة الاستجابة هذه اصبحت سنة فيما بعد عن الغالبية العظمى من القيادة الفلسطينية وتطورت الى مرض مزمن وخبيث.
يبدو ان المثل او المقولة  ،، من اول غزواته كسر عصاته  ،، تنطبق تماما على ثورتنا ، فما ان منيت الثورة باول هزيمة لها في الاردن اثر مجازر ايلول الاسود عام 1970 م ومعارك احراش جرش وعجلون عام1971 التي ادت لخسارة المقاومة للساحة الاردنية واخراجها منها ، التي تعني الكثير الكثير بالنسبة للثورة ،حتى بدا العد العكسي للمسار الثوري ، وبدا البحث في البدائل والمسارات الاخرى الى جانب استمرار الخيار العسكري المقاوم والذي تمثل بتعزيز الوجود الفلسطيني المقاتل في لبنان وفي جنوبه بشكل خاص ، لقتال العدو الصهيوني .
فما ان بدا الحديث العالمي عن ضرورة عقد مؤتمر دولي في جنيف لحل ازمة الشرق الاوسط في اعقاب حرب اكتوبر عام 1973 م التي ابتصر فيها الجيش المصري على اسرائيل ، وما ان رمي بصنارة المشاركة الفلسطينية في المؤتمر  ، من بعض الاطراف الدولية ، حتى بدات هرولة المهرولين ، وساد قول القوالين ، فللمشاركة في مؤتمرات كهذه اسس وقواعد واصول ﻻ يمكن تجاوزها ، فلكل مقام مقال ، وعليه قال القوالون ، ﻻ بد من خطاب وبرنامج جديد نخاطب فيه العالم حتى يقبل مشاركتنا في مؤتمر جنيف الذي يجري التحضير لانعقاده . وما زال الواحد فينا يتذكر وبالتفصيل ما جرى من نقاس ساخن في الساحة الفلسطينية حول المشاركة في المؤتمر واستحقاقاته ، وعلى عجل تمت الدعوة لعقد الدورة الثانية عشر للمجلس الوطني في حزيران 1974 م الذي اقر وتبنى رغم وجود المعارضة الرافضة ، البرنامج المرحلي الذي عرف ببرنامج الدولة المستقلة على حدود ال 1967 م، كبديل عن تحرير فلسطين واقامة الدولة الديمقراطية وتحول الكفاح المسلح الى شكل وجزء من النضال وليس الشكل الوحيد للنضال ، او كما قيل حينها بانه تحول الى كفاح مشلح .  وللتاريخ فانني اشهد على الدور البارز الذي لعبه الاخ ابو مازن وخاصة مع الدول العربية لتمرير المشروع عندما حمل نقاط البرنامج العشرة ودار بها على الدول العربية قبل ان تعرض على دورة المجلس الوطني  وهذا ما قاله لي مباشرة في حوار ساخن وامام العشرات من طلبة فلسطين من كل العالم اثناء محاضرة له في معسكر طلابي في احد معسكرات حركة فتح في غوطة دمشق في سوريا عام 1975 م ، وامعانا في الغرق وتاكيدا لتغيير المسار ، اتخذ المجلس الوطني في دورته الثالثة عشر عام 1977 م قرارا ،، باهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهوديةالديمقراطية  ،، الذي فتح الباب واسعا لما نشهده اليوم من مآس وكوارث سياسية وامنية وتفاوضية مع محتلينا ومغتصبينا ، ارجو ا ن ﻻ يزعل وينزعج الشرفاء منا من كلمة مغتصبينا  !! . وبمجرد تحديد البرنامج بتحرير اراضي ال 67 انقسم الشعب وفقد اهالي وابناء الداخل واللاجئين اندفاعهم وحماسهم للثورة ، فحتى الموقف من حق العودة  كان غامضا ، وكان وما زال عصيا على الفهم ان يتم التنازل عن 78 % من فلسطين ، مقابل اقامة دولة على 22% فقط من فلسطين ، دولة غير قابلة للحياة والتطور ، حيث تفتقد الى اى مقومات وامكانيات ومصادر الدولة .
لقد مضى على تبنى واقرار هذا الخيار اربعين عاما ويزيد ، نصفها استنفذ في اعتماد الكفاح المسلح اسلوبا وشكلا رئيس لتحقيق هدف البرنامج المرحلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 م وسقط خلال هذه السنوات عشرات الاف الشهداء في الداخل والخارج وخاصة في لبنان وملحمة بيروت الخالدة عام 1982 م رغم خسارة المعركة في التقييم النهائي .وقدم الشعب الفلسطيني طيلة هذه المدة ثضحيات جساما ﻻ حصر لها . والنصف الثاني من الاربعين عاما ونيف استنفذ في اعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية ، لتحقيق هدف البرنامج المرحلي واقامة الدولة المستقلة ، ولم نترك بابا الا وطرقناه ، ولم نرى سبيلا الا سلكناه ، وقدمت خلال السنوات المشار اليها عشرات المبادرات والمشاريع السياسية الفلسطينية والعربية والدولية ، خاصة بعد ان ادعى الرئيس الامريكي جورج بوش الصغير تبني حل الدولتين في 24 حزيران عام 2002 م  ، ولم يبق دولة في العالم الا وبادرت باي شيء ، الا دولة الاحتلال والعدوان التي لم تقدم في اي يوم من الايام اي مبادرة ،لانها ﻻ تريد اي حل يتجاوز الحل القائم على الارض الان ، الذي حول الثورة الى اداة بل ادوات لحمايتها وحماية احتلالها ،
الشعب الفلسطيني يرى بأم عينه عمليات تهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية والثقافية والدينية، والحفريات التي تجري تحت المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك إضافة إلى مشاريع الاستيطان اليهودي الجارية على قدم وساق ، دون أن يلقى ذلك كله أي ردود أفعال جادة، الأمر الذي أوصل كثير من الأوساط السياسية والثقافية الفلسطينية إلى قناعة مبكرة مفادها أن إسرائيل قد شرعت فعلاً في قتل مشروع حل الدولتين، وأنها قد نفضت يديها المدججتين بالقوة من كل تعهد شكلي سابق، بقبول مثل هذا الحل الذي ظل مجرد حبر على ورق .
ﻻ أظن انني بحاجة لتقديم اي دليل على صحة قولي بسقوط البرنامج السياسي غير العتيد ، فاربعون عاما بلا نتيجة  ، كافية لكل ذي بصيرة ولكل من عنده القليل من العقل ان يعرف الحقيقة المرة والمآل الذي وصلنا اليه نتيجة اختراع هذا البرنامج البائس الذي  ،، ودانا بستين داهيه ،،  واعتقد جازما بانه ﻻ يوجد احد في الشعب الفلسطيني ما زال مؤمنا بحل الدولتين ، بما فيهم ،بل وعلى رأسهم كل من في السلطة ، وعلى راس راسهم الرئيس ابو مازن محمود عباس . اما لماذا يستمرون بنفس السياسة والمسار  ؟؟  فانا وانتم تعرفون الاسباب الحقيقية …وفي مطلق الاحوال فان كل ما يقال عن حل او حلول ما هو الا لفك رقبتنا او لتلهينا بلهاية كالاطفال  ، لهاية التسويات والحلول والمفاوضات  المباشرة وغير المباشرة والزيارات والاجتماعات والمؤتمرات………الى ما ﻻ نهاية من مسلسلات الكذب والخداع  والتضليل والتوهيم  – من زرع الاوهام  – ….الخ
نعم والف نعم ، لقد سقط البرنامج السياسي الفلسطيني ، بل مات وشبع موتا ، واكرام الميت دفنه ، وكلما اسرعنا بدفنه كلما حافظنا على بيئة ومحيط نقي قابل للاصلاح والتطور ، وقبل ان نخطوا هذه الخطوة سنبقى متعلقين بالاوهام التي دمرت القضية والشعب معا .
ان الحلال بين والحرام بين ، وإزاء تفاقم المصاعب الحقيقية، وضآلة الخيارات المتاحة، واشتداد المخاطر المحيقة بالمصير الفلسطيني، يبدو أنه لا مفر أمامنا من محاولة الخروج، مرة واحدة ، من هذا النفق المظلم، والكف عن التعلق بالأوهام الساذجة ، والرهانات المعلقة في سماء بعيدة، والمكابرات التي لا طائل من ورائها، ومن ثم الشروع في إجراء حوار داخلي شامل يبدأ على شكل عصف فكري في الدوائر الصغيرة، قبل أن يتم عرضه على نقاش وطني أشمل، نتوصل فيه إلى وجوب إحداث استدارة كاملة عن حل الدولتين بعد أن تعطلت آلياته وفقد مقوماته، والتحول من ثم إلى خيارات بديلة، وأساليب عمل جديدة، وخطط وبرامج كفاحية مختلفة.
وبالتالي فتح نافذة أخرى تتسلل عبرها أشعة الشمس وخيوط الأمل، ونضيء شمعة بدلا من الاستمرار في البكاء ولعن الظلام ، وهذا ما سنحاول تقديمه من افكار وبرنامج في الاسبوع القادم  .
كاتب فلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف