الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاشقة في هيكل الأرز

عاشقة في هيكل الأرز
تاريخ النشر : 2014-10-25
للشاعرة اللبنانية بنت الأرز انجل
جاءت إلى الحياة لا تملك غير الحب، وبالحب يحيا الإنسان، وليس بالخبز وحده. الشاعرة جان دارك بولس الشاعر سعيد، الملقبة ابنة الأرز أنجل، سفيرة روحية للشعر اللبناني ورئيسة ملتقى المبدعين والمثقفين العرب في لبنان، ورئيسة جماعة النيل الأدبية، قدّمت الفجر مرآتي، بعب الليل، وجديدها عاشقة في هيكل الأرز، وكان من الكتب الأكثر مبيعاً في معرض الكتاب العربي الدولي، حازت جوائز عدة منها جائزة منتدى سحاب الثقافي في عمان، ومنتدى جمانة درب الحضارات الثقافي. هنا لقاء معها:
وهيب كيروز

حوار: إبراهيم عمران

ديوانك عاشقة في هيكل الأرز كان الأكثر مبيعاً في معرض الكتاب الأخير في البيال-بيروت. ماذا يحمل هذا الديوان؟ وما قصته؟

عاشقة في هيكل الأرز يحمل بوح روح تبتلت في محراب الأرز. أرز الجمال أرز الصبر، الحب، السمو، والخلود. هذا الديوان، الذي شاء الحب السامي أن تُبعَث حروفه حية تُرزق حين شاء القدر أن أسلمه إلى الفيلسوف القدير وحامي متحف جبران خليل جبران الشاعر المبدع وهيب كيروز.
قصة ديواني ووهيب كيروز رحمه الله، ستنجب مؤلفات من اشتعال الروح، بخوراً سامي العبق، أبحر وهيب كيروز في ديواني، وكان ما زال من دون عنوان، وغصت أنا في غياهب الخوف وأنا أعلم أن ذاك الجليل يقلب حروفي. ذاك الكاهن الكوني العتيق الذي يقطر حبراً أرزياً، مع كل قبلة فجر، ندمت مراراً لأنني سلمته ديواني، لأنني خفت ألا أكون بحجم كوينيته الأبجدية، وهو من أبحر في جبران خليل جبران ليبرز عطاءاته في الرسم في الحرف في المسيرة، وهو من حمى رفاته، وصلى خاشعاً في محرابه. ندمت خوفاً، وما تكلمت، انتظرت أن يسمح بأن يقلدني الحبر ألأرزي، أم يعزلني من بحور الأبجدية لعدم كفاءتي.

لزمت صومعتي، في دوامة الحيرة، كان بين الحين والآخر يتصل بي ليسأل، عن سبب كتابة هذه القصيدة أو تلك، كان يبدأ بالاعتذار، فيخجلني بقوله: اعذريني يا بنت الأرز لكن أريدك أن تعتبرينني كاهناً ولي حق أن تعترفي أمامي لتعري إحساسك لتولدي من جديد مع ديوانك.
كشف أعماقي، عراني من خجل البوح، وشاطرني مخاوفي، وسما معي في عذرية البوح، وغصنا معا في ظلام ما يحيطنا من جهل في الدين وفي السياسة، وكيفية إدراك الشاعر ببصيرته رؤى المستقبل في عيون يحملها وجدانه.
مرض ودخل المستشفى مراراً وكان الديوان يتأخر عن تاريخ إصداره، وكان يعود كل مرة إلى متحف جبران خليل جبران، ليتابع دراسة ديواني وتشريحه، وكأن القدر أراد أن تعتق حروفي في صومعة جبران على يد حاميه وصائن تراثه. هذا الجليل كان لي شرف أن يشاطرني أسرار إبداعاته، وأحلامه الأرزية التي يعمل على إبرازها من أجل الإنسانية جمعاء، حلمه تخطى الخارطة الجغرافية الأرضية، وحلق كوينياً بكيفية إعادة المسار الإنساني إلى سيره الطبيعي، وكان مقتنعاً أن ذلك لن يحدث إلا من هناك، من شموخ الأرز الذي يرشح حباً منذ الأزل.
أريد الاختصار هنا بكلمة، سنبقى على الوعد أيها المبدع وهيب كيروز، أنا وابنك المربي الفاضل والشاعر المبدع على طريق والده وصديقي الأقرب لروح الحرف بيار وهيب كيروز، وعائلته التي التفت حول ابنة الأرز وكأنها فرد منهم في حمل الأمانة الوهيبية إلى البشرية.
نعود إلى ولادة الديوان، خيرني المبدع وهيب كيروز بين عنوانين للكتاب: 1- ديوان الُّلمَع.. 2- عاشقة في هيكل الأرز.

ساعة خيرني، ما نطقت بحرف بل دموعي اغرورقت كتبت: نعم أنا هي العاشقة في هيكل الأرز.عندها، طلب مني أن أسجل له فيديو خاصاً به يفسر للجميع لما أراد تسميته ب ديوان الُّلمَع. وبالفعل الشريط ما زال موجوداً وتجدونه على اليوتيوب.
عاشقة في هيكل الأرز، ختم على الأنثى بي وأطلقها غزالة في مروج الأرز، شعلة بخور، وصلاة حرف، وقدسية رسالة.
السيد الجهل ومعنى الحب

للحب المكانة الفسيحة في ديوانك، أي عشق يكتنف هذه الشاعرة الشفافة؟

-وما أدرى العالم الحاضر أمام السيد الجهل بمعنى الحب والعشق وسكرة الهوى؟ للأسف، قليل من المبصرين قد لامست مشاعرهم وفهموا سره. الحب العظيم. أي جهل هذا الذي طرح على الحب صيغة الجنس فقط؟ يا سادة: الحب اشتعال الثالوث الإنساني-الروح-النفس والجسد. الحب هو الحل الوحيد للسلام. جبران خليل جبران غاص في أعماق المحبة ليبرز فينا الإنسان، وأنا هنا أكمل الرسالة الإنسانية، بالتركيز على الحب ورفعه من بؤرة الجنس المطلق إلى سماء الروح المطلقة. الحب لا يشتهي مقتنى غيره، ونقطة على السطر. علينا ترك الروح في حالة اختيار لتجد كل روح توأمها، وإلا سيبقى الحب ضائعا بين أرجل الأطماع وستضيع كل روح عن عشيرتها المكتوب لها في سفر الملكوت
.
كيف جئت إلى الشعر؟
يوم ولدت، قبلتني حورية فاتنة، وبثت في ثغري حبراً، لا يشبه الحبر، فكانت لي في قبلة كل فجر، قصيدة حب. ولست أدري من منا ينثر الشعر، أهو الشعر، أم أنا؟

ومن الذي عبَّد لك الطريق إلى عالم الشعر؟

-في بداياتي، كانت الأحداث في لبنان تحرك مكامن النبض، فكنت طفلة تصرخ في الكبار أبعدوا عن أحلامي. وفي مرحلة المراهقة، كنت أسيرة الديرين: الحلال والحرام. كنت أرى الانحلال يجوب الشوارع المكسورة تحت وابل القذائف، المتحضرة لحضرة الموت في كل ثانية، وكنت أرقب اليأس يتجول في أروقة النفوس، ويترك أثر الإهمال في أحلام الغد، لتتصاعد من ثنايا تلك الشوارع عفونة الموت وتشرد الإنسان معنوياً وروحياً.
سكنني الخوف وأنا أعبر ذاك النفق أبحث عمن يشبهني، فالحياة بلا رفيق مملة وقاتمة.
كتبت الغربة في سن مبكرة، وكأنه قدري الذي يلاحق أشجان وطني. اليوم وبعد انصهار أبجديتي من خلال تلك المسيرة ومن تجاربي الكثيرة في الحياة، ومن بحثي الدائم عن الإنسان الذي ينقرض من الوجود، تبنيت الحروف الأبجدية وأبحرت في عالم الانعتاق عن الحاضر لرؤى مستقبلية تولد في الغد. ومن هنا عُرِفتُ ب السفيرة الروحية للشعر اللبناني.
لماذا لقبت ابنة الأرز؟
قرائي هم من طرحوا علي اللقب، وقد يكون ذلك لشموخ في حرفي، حيث لا أقبل الخضوع أو الخنوع لا في الحب ولا في المبدأ.
في البدء ترددت وخفت كثيرا من حيازة هذا اللقب الجلل، لأنني لمست كم سيكون حجم المسؤولية على حياتي المستقبلية، اللقب أحدث شرخا في داخلي، لأنه يستأهل مني التبتل في محرابه، ولست أنكر، أنني تحولت تدريجيا إلى ناسكة في صومعة الوحدة شبه التامة، والكل يلحظ أنني لا أظهر لا على المنبر في لبنان أو على

أي منبر في العالم.
السفيرة الروحية

أنت سفيرة روحية للشعر اللبناني من أطلق هذا اللقب؟
النقاد العرب هم من أطلقوا علي لقب السفيرة الروحية للشعر اللبناني، حين بدأت الكتابة على أثير الفيسبوك، تعمدت ألا أضع ديني ولا مذهبي، لذا أتى حكم النقاد على ديواني الأول كالآتي: نحن لا نعرف ديانة ابنة الأرز ولا مذهبها، لكننا نؤكد أن حبيبها بتول وعلى الأرجح هو النبي عيسى عليه السلام.
من يكون غرامها وعشقها رسول السلام على الأرض، يشرفها حتماً أن تكون سفيرته على متن الكلمة
.
تجمعين بين الشعر، والأعمال الإنسانية، فما الذي يجمع الشعر في الأعمال؟
- ببساطة، أنا من عائلة ميسورة والحمد لله، كانت والدتي تريدني أرستقراطية بالوراثة، لكن حين عدت يوما إلى البيت حافية، بعدما تركت حذائي لسيدة فقيرة كانت في الشارع، كنت وكأنني أعلن رفضي للتوارث الأنيق هذا، ومن يومها لقبني أصدقائي بالارستقراطية الحافية القدمين.
مضحك الأمر، لكنه سبب لي فرحاً وفخراً بيني وبيني، من حسن حظي أنني اكتشفت مبكراً سر السعادة، فما من سعادة إلا بالعطاء ودون انتظار الأخذ أو الشكر. فلا العسر ولا اليسر تمكنا من منعي عن أفعال الرحمة والخير والعطاء اللامتناهي. وحالياً أنا جداً سعيدة لانتمائي إلى جمعية الناس للناس التي يعود ريع كتبي إلى صندوقها الخيري لمساعدة المحتاجين، وبخاصة في الأقساط المدرسية والجامعية، والشعر هو تخثر المشاعر الإنسانية وانصهارها بفعل العطاء الصادق لذا أرى طبيعياً الدمج بين الشعر والأعمال الخيرية، لا بل هي حالة واحدة من أجل حياة أفضل، لنكون حقا نتمم عمل الله فينا.
أين أنت من شعراء اليوم؟

-الجواب ليس عندي، فلكل شاعر نمطه وتوجهه، ولم أحاول يوما المقارنة. قد يكون تميزي الوحيد أنني قريبة إلى الصوفية في طرحي، وبالتأكيد لست الوحيدة، إلا أنني أجد روحي في ابتهالات الحروف في معبد الشعر.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف