الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في حضرة السيد عبدالملك !بقلم: راكان عبدالباسط الجُــبيحي

تاريخ النشر : 2014-10-25
في حضرة السيد عبدالملك !بقلم: راكان عبدالباسط الجُــبيحي
في حضرة السيد عبدالملك !

كان الوقت شتاءً عندما دخلتها لأول مرة بعد شهر من سيطرة الحوثي عليها وعلى المناطق والمدن المجاورة لها !
إنها صنعاء .. التي حوت كل فن ، التي كانت منزل لاحتضان الجميع ، ومعقل الأوطان .. ومراكز وجذور الدولة .. وفوق كل هذا بحر الحضارة ، والعراقة .. حتى تحولت إلى عكس ذلك تماماً وخلال فترة لا تتجاوز الشهرين .
كانت الرحلة طويلة .. إلا أنها كانت ممتعة ..
قطعنا مسـافة من الحالمة تعز .. حتى وصلنا إلى آب.. المدينة السياحية التي تشهد منذ أسابيع وحتى الآن معارك كر وفر بين رجال القبائل وجماعة الحوثي التي توسع من نقاط تمركزها واجتياحها على المحافظات .. غير مدركة أن مدن كأب وتعز وغيرهما من السنة غير مرغوبة بهم كصنعاء وعمران .
كنت أنا ورفيق الرحلة ولد العم عماد .. مررنا بنقاط كثيرة .. لم استوعب ما شاهدته من انتشار مكثَّف لجماعة الحوثي .. وظهور شعاراتهم بشكل كبير في الطرقات والأماكن والشوارع .
الطريق التي قطعتها هذه المرة من تعز إلى صنعاء ليست تلك الطريق التي مررتُ بها قبل شهرين .. كان المشهد أمامي أشبه بنوع من الخيال . أشبه بحلم لم يكتمل بعد . أشبه بعاصفة جارفة طغت على البلاد . أشبه بتمثيل على المسرح السياسي .. وبلعبة على الطاولة . وبترويج إعلامي كبير..  غير مدرك حتماً أننا أصبحنا بفضل التخاذل الرئاسي والقيادي بعد تساقط الأوراق في حضرة السيد .. وفي دولته التي تحولت نقاط الأمن التابعة للدولة والأماكن المرورية إلى نقاط تحتضن جماعة الحوثي. وما كانوا سابقاً في تلك المقاعد أصبحوا حالياً سوى جنود يتبادلون الأماكن ببضعة أموال .
حينما استوقفني الأمر . ودارت بي الأفكار في وقت الظهيرة. وأنا انظر إلى محافظة آب . ويريم وذمار . حتى مداخل صنعاء وهي شبه خالية ، ومزدحمة بأفراد الحوثي وشعاراتهم العريضة على الشوارع والأحياء وخاصة مراكز الدولة. وعرباتهم العسكرية المختلفة والمنهوبة من الدولة وهم بين مسافة وأخرى موضعين نقاط تفتيش.. أصابني نوع من الذهول والدهشة . وعدم تكذيب ما تشاهده عيناي .. وضلت غير مستوعب أن الدولة ، والسيادة القيادية قد انهارت تماماً. واستسلمت للأمر الواقع. في اتساع رقعة الفوضى.. والتوسع الحوثي إلى أماكن ومحافظات وخلال فترة زمنية قصيرة التي خلطت الأوراق من هذه الناحية المفروضة في اتحاد قوى وأطراف معهم لزعزعة الأمن ، وتحويل المسار السياسي والمرحلة الانتقالية إلى صراع ، وفوضى عارمة .
بالرغم من أن انتشار الجماعة بهذا الشكل . وبهذه الطريقة المتسرعة ليست من مصلحتهم .. إلا أن ذلك يعطي لنا أكبر قدر ممكن من الغطرسة الحوثية في مختلف المحافظات باستثناء المدن الأكثر سنية كأب وتعز .. التي لم تستطع الجماعة العبور ،وإحراز تقدم .. أو الرجوع والانسحاب. مما أصبحت نتيجة غباءها الأخير وخطواتها المتسرعة في عدم تقييم الوضع. وعدم استيعاب الأمر إلى تقديم خدمة لعلي صالح في تصفية حسابه مع خصومه من خلف الستار.. مما أعاد ترتيب الأوراق . ودفع بالحوثي إلى المحافظات السنية الغير مرغوبة بهم للتخلص عليهم .. ورميهم في حضن القاعدة في رداع. بعد أن جعلهم أمام المشهد.. ويكون هو اللاعب الأبرز من خلف الستار !
لقد كانت الرحلة طويلة .. والطريق وعرة.. لوجود الحوثي على طول مسافة الطريق للتوقف ، والتفتيش .. خشية من الخوف. وبجانب ذلك من يكونوا هم كي يحلوا محل رجال الأمن الذين خلعوا البزة العسكرية . والشرف الوطني في التخاذل والتعاطي معهم لأسباب مادية .
صنعاء حوت كل مسلح ، كل تجار الحروب ، كل رجل يحمل في قلبه حقد وكراهية ، كل رجل يتعطش إراقة الدماء ، كل قوة تنخر على جسد الوطن ، كل شخص يبحث عن مشكلة لإثارة الفوضى . وفتح ثغرات ، وإحداث صراع على جدران اليمن .
فلقد أصبحنا في حضرة السيد الحوثي وللأسف الشديد.. وأصبحت الدولة حاضرة غائبة في نفس الوقت. والرئيس هادي. والقيادة السياسية أصبحت سوى ديكور على الدولة ، وأشخاص متمركزون على الكرسي ليس إلا !!
 
بقلم/ راكان عبدالباسط الجُــبيحي
كاتب صحفي- يمني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف