الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنهم يسرقون السعادة بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2014-10-25
إنهم يسرقون السعادة بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
(( إنهم يسرقون السعادة ))
قصة قصيرة
بقلم /سليم عوض عيشان ( علاونة )
================


يعتبر هذا النص انعكاساً للأحداث الدموية إثر الحرب المجنونة الأخيرة على غزة.
شخوص وأحداث النص حقيقية ولها وجود على أرض الواقع.
وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب.
( الكاتب )
___________________

(( إنهم يسرقون السعادة ))

تزوجا منذ أكثر من ست سنوات خلت ، أخيراً ؛ وقبل ثلاثة شهور فقط ، رزقهما الله بالمولود الأول ، سعدا به ، فرحا ، أقاما حفلاً أشبه ما يكون بالعرس .. بالمهرجان ، دعيا إليه كل العائلة ، الأهل ، الجيران والأحباب .
سعادتها لم يكن يدانيها سعادة ، أحست أن الكون كله لا يتسع لسعادتها ، فها هي أخيراً ترزق بالطفل الذي كانت تحلم به ، بعد أن كادت أن تفقد الأمل بالإنجاب ، وبعد أن زارت معظم الأطباء ، وكل المستشفيات والعيادات الخاصة .
في بداية العدوان اللعين من قبل العدو الغاشم ، فقدت زوجها بقصف غادر ، فشعرت بأنها قد فقدت حياتها ، سعادتها ، وفرحتها .
صبت كل اهتمامها وبقية حياتها وسعادتها على الطفل الوليد ، تهدهده ، تناغيه ، تداعبه ، ترعاه وهي تبكي بحرقة لفقدان زوجها .
طرقات متوالية على الباب الخارجي ، ارتجفت ، اضطربت ، اقتربت من الباب متسائلة بتحشرج عن الطارق ، يجيبها صوت مخنث ، يعلمها بأنهم " جيش " ، ترتعد فرائصها ، يكاد الخوف أن يقتلها ، تفتح الباب مكرهة بعد تكرار الطرقات والنداءات ، يقف بالباب ثلة من جنود العدو ، كفحيح الأفعى يهمهم كبيرهم المخنث :
- نحن نريد التفتيش ، التفتيش فقط عن رجال المقاومة .
لم ينتظروا الرد ، اندفع الجنود داخل المنزل شاكي السلاح ، قاموا بالبحث والتفتيش في شتى أرجاء المنزل المتواضع ، حاولت أن تفهمهم بأنها وحيدة في المنزل ، ولا أحد سواها هنا ، لم يكترثوا بها .
دخل الضابط حجرة النوم بعد أن أصدر أوامره لبقية الجنود بالبحث والتفتيش في أرجاء البيت .. أصدر صفيراً طويلاً سمجاً كسحنته ، بحث تحت السرير ، فتح أبواب " الدولاب " ، مد يديه وأصابعه بين ثنايا الملابس داخله ، أخرج بعض الأوراق النقدية ، اقترب من المرأة ، ناولها النقود ، تمتم بصوته المخنث :
- تفضلي سيدتي .. هذه نقودك .. فنحن لا نسرق شيئاً أبداً ؟؟!! .. إن لديكم فكرة خاطئة عنا .. تعتقدون بأننا نسرق ، هل ترين سيدتي ا؟؟ نحن لا نسرق .. تفضلي هذه نقودك بالكامل .
مد يده مرة أخرى في الجانب الآخر من " الدولاب " ، أخرج قطعة حليّ .. و" إسورة ذهبية " ، تقدم من المرأة بضحكة صفراء كلونه ، متمتماً :
- تفضلي سيدتي .. هذه الحلية خاصتك ، وهذه إسورتك أيضاً ، كي تعرفي بأننا لا نسرق أبداً ، كما كنتم تعتقدون دائماً !!.
انتهى الضابط من عمله ، أصدر الأمر لبقية الجنود بالمغادرة ، خرجوا وهم يصدرون بأفواههم صفيراً نشازاً .
أقفلت الباب الخارجي خلفهم .. تنفست الصعداء ، بصقت على الأرض ، شعرت بشيء من الراحة .. حمدت الله أنهم لم يسرقوا شيئاً ، فكل الأشياء أعادوها لها ، شبح ابتسامة ارتسمت على محياها .
أسرعت نحو سرير طفلها الوليد كي ترضعه ، كي تضمه إلى صدرها ، إلى قلبها . كتمثال من " الجرانيت " الصلد وقفت للحظات ، جاحظة العينين ، تفتح فاهها ببلاهة ، لونها أصبح شاحباً كأنه الموت ، لا لشيء .. إلا لأن السرير كان … خاوياً ؟؟!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف