الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقبول للموت مرفوض للحياة !بقلم:د. أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2014-10-25
مقبول للموت مرفوض للحياة !بقلم:د. أحمد الخميسي
مقبول للموت مرفوض للحياة !
د. أحمد الخميسي

يجب أن نعترف للبعض بأن لديه موهبة تحويل الحياة إلي جحيم. مواهب من نوع خاص تبذل أقصى جهدها في إغراق أي أمل صغير. أتحدث عن القرار الأخير لمجلس القضاء الأعلى وقف تعيين مئة وثمانية وثلاثين عضو نيابة عامة بسبب أن آباء المتقدمين غير حاصلين على مؤهلات عليا، أي أن آباءهم من العمال والفلاحين. هذا ماجرى بالضبط أيام حسني مبارك عام 2003 حين تقدم شاب اسمه عبد الحميد شتا للالتحاق بالسلك الدبلوماسي واجتاز كل الاختبارات بامتياز، ثم فوجئ بأنهم رفضوه بدعوى أنه"غير لائق اجتماعيا" أي أن والده فلاح بسيط ! لم يحتمل الشاب الإهانة وانتحر بإلقاء نفسه في النيل. وقبل الحديث عن المغزى السياسي لقرار مجلس القضاء فإن القرار يعكس أولا قبل كل شيء نظرة احتقار عميقة للشعب المصري لم يتنطع بها من قبل إلا الشراكسة والأتراك والانجليز وكل الأجلاف الوافدين لغزو مصر الذين شكلوا شريحة عليا تأكل وتشرب وتتبغدد من عرق الفلاحين والعمال ثم تتهمهم بعدم الكفاءة لأي منصب أو دور. الآن لدينا في مصر أكثر من خمسين مليون فلاح ونحوعشرين مليون عامل بفضلهم تحيا مصر. وإذا كان البعض لايصلح للتعيين في النيابة لأن والده فلاح أو عامل، فلا بأس من التذكير بأن والد طه حسين، ووالد رفاعة الطهطاوي، كانا من الفلاحين المعدمين، أما عباس العقاد بجلالة قدره فلم يكن حاصلا إلا على الابتدائية! وعندما أراد جمال عبد الناصر الالتحاق بالجيش رفضته الكلية العسكرية لأن والده موظف بريد بسيط، ولولا أن عمه خليل لجأ إلي اللواء إبراهيم خيري سكرتير المدرسة الحربية ما التحق ناصر بالكلية عام 1937. هي نظرة الاحتقار القديمة ذاتها التي ترى أبناء الشعب غير جديرين بالتعلم والمناصب القيادية. وكان المشير أحمد اسماعيل أحد أبطال حرب أكتوبر العظام أحد الذين فشلوا في دخول الكلية العسكرية عهد الملك فاروق، وظل هكذا حتى صدر قرار مصطفى النحاس بفتح أبواب الكليات العسكرية لأبناء الطبقة الوسطى عام 1936. القصة ذاتها تنطبق على المشير الجمسي الذي قالت عنه جولدا مائير" إنه الجنرال النحيف المخيف". ولم يكن من بين كل أولئك سواء من العسكريين أو من أعمدة الثقافة من حصل والداه على مؤهلات عليا!! وكلهم من أبناء الفقراء. إن قرار مجلس القضاء يخالف مواد الدستور الذي ينص على عدم التمييز، والأهم إنه يشكل صفعة لكرامة الوطن والمثقفين الذين خرجوا من القرى أبناء المعدمين ممن أفنوا أعمارهم في إطعام مصر ولم تتح لهم إمكانية الحصول على شهادات والتردد على النوادي الرياضية. والمجلس – وأمثاله – ممن يرفض تعيين الشباب لعدم حصول آبائهم على شهادات يغض النظر- عند اندلاع المعارك والحروب - عن تلك الشروط ! ويسعد لأن أبناء الفلاحين في في الصفوف الأولى، وأنهم يواجهون الموت ويفتدون الوطن! حينئذ لا تصبح المؤهلات شرطا للقبول! هذه كانت نظرة الأتراك والغزاة وغيرهم من الأنطاع العابرين إلي هذا الشعب العظيم وإلي أبنائه من المبدعين والثائرين والعلماء والأدباء. لم تنجح الدماء التي سالت في تغيير نظرة الأنطاع إلي الوطن ولا فك قبضاتهم عن ثروته. مازال الوطن عندهم مقبولا للموت مرفوضا للحياة.

***
 
أحمد الخميسي . كاتب مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف