الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نحن وإسرائيل... نحو مقاربة مختلفة بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-10-24
نحن وإسرائيل... نحو مقاربة مختلفة بقلم:عريب الرنتاوي
الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى مستمرة منذ عدة سنوات، وبوتيرة متسارعة ومتعددة الأشكال والأدوات، حتى أننا بتنا معتادين عليها، تماماً مثلما اعتادت إسرائيل على التعامل مع "ردّات" أفعالنا" التي صارت معروفة ومتكررة، يمكن العيش معها واحتواء تداعيتها، والقفز من فوقها.
 
هذه المرة تبدو الصورة مختلفة قليلاً، حديث الملك عن "تطرف صهيوني" أمر غير مألوف في قاموس الملك والحكومة والسلطات الرسمية ... هذا التطور، أطلق سلسلة من التكهنات، ودفع دبلوماسيين وباحثين وصحفيين، غربيين في الأساس، للهرولة لـ "تقصي" الأمر، ومعرفة حقائقه وأبعاده، والسؤال عمّا يمكن أن يترتب على الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة الأقصى والمقدسات، من تداعيات على راهن العلاقات الأردنية – الإسرائيلية ومستقبلها.
 
وإذ تزامنت الموجة الأخيرة من التعديات الإسرائيلية، وعودة "الصهيونية" إلى الخطاب الرسمي الأردني، مع الذكرى العشرين لتوقيع معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية، فقد استدرج التوتر الأخير في العلاقات بين الجانبين، اهتماماً سياسياً وإعلامياً دولياً أكثر من أي وقت مضى، حيث تنهال الأسئلة عليك عن مغزى التصريحات الأردنية ودلالة توقيتها، والذكرى العشرين للمعاهدة وصفقة الغاز الفلكية ووعود السلام والرخاء وأشكال التطبيع في العلاقات، وغير ما هنالك من عناوين ومحاور.
 
اللافت وأنت تتحدث إلى الدبلوماسيين بخاصة، ما يحمله هؤلاء إليك، وربما من خلالك للأردن والأردنيين، من رسائل محمّلة بالدلالات والمعاني: أولى هذه الرسائل، أن الإسرائيليين باتوا يعرفون تمام المعرفة، حدود ردّات أفعالنا، الشعبية منها والرسمية (بضعة تظاهرات واعتصامات متناقصة العدد، فيض من البيانات التي لا يقرأها أحدٌ سوانا، تصريح أو أكثر لمسؤول حكومي، قد يتبع بدعوة السلك الدبلوماسي لاطلاعه على آخر التطورات، وقد لا يتبع بأي فعل آخر يذكر) ... مع هكذا قدر، محسوب ومضبوط، من ردود الأفعال، ليس على إسرائيل أن تقلق ... وطالما أن إسرائيل تعرف مسبقاً ما سنقوم به رداً على أفعالها المشينة في القدس الشريف، فلابأس من الاستمرار في مسلسل الانتهاكات والاعتداءات، وإلى أن تصل القيادة الإسرائيلية إلى مرحلة يصعب معها التكهن بردود أفعالنا، فليس من المتوقع أن تعدل عن ممارساتها الاحتلالية هذه.
 
ثاني هذه الرسائل، تقول إننا لا نستطيع مساعدتكم ما لم تساعدوا أنفسكم، فإذا كان الأمر يتعلق ببيان شجب وإدانة، فليس من الصعب إصداره عن بروكسل أو أي عاصمة أوروبية أو حتى غربية ... لكن حين نتمكن نحن في الأردن أو في فلسطين، من تحويل الأمر إلى "أزمة"، عندها سيكون الغرب مضطراً للتدخل لوقف التداعيات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن ننتظر من أوروبا أو الولايات المتحدة، أكثر مما نتخذه نحن من خطوات وإجراءات في مواجهة سياسات "الأسرلة" و"التهويد" التي تتبعها إسرائيل بصورة منهجية منتظمة.
 
ثالث هذه الرسائل: أن الأردن فقد منذ زمن "قوة التأثير" في المشهد الداخلي الإسرائيلي، وفي معادلاته وحساباته ... أتى زمنٌ، كان للأردن تأثير أكثر فاعلية على الداخل الإسرائيلي وخريطة القوى وتوزعها على السلطة والمعارضة، وعلى مختلف ألوان الطيف السياسي / الحزبي في تل أبيب، هذا الوضع لم يعد قائماً، والأردن لم يعد يُحسب له حساب وازن لدى الفاعلين في المشهد الإسرائيلي، كما كان عليه الحال قبل سنوات عديدة فائتة.
 
رابع هذه الرسائل: لو أننا تصرفنا حيال كثير من القضايا التي واجهتنا في علاقتنا مع إسرائيل، كما تصرفنا زمن محاولة اغتيال خالد مشعل، لما تجرأت إسرائيل على المضي في انتهاكاتها للمعاهدة (بند الرعاية) أو استخفافها بحياة المواطنين الأردنيين (المحامي الشهيد رائد زعيتر)، وهذا ما يسمعه على أية حال دبلوماسيون كثر من نظرائهم في إسرائيل، وهم يجهدون لاحتواء التقلبات المتعاقبة في العلاقات الأردنية – الإسرائيلية.
 
التصعيد في نبرة الخطاب الرسمي الأردني، مهم وضروري، لكنه ينبغي أن يرتبط بإجراءات وتهديدات من جانبنا ... يجب على إسرائيل أن تدرك أننا جادون في أمر رعاية الأقصى وحمايته ... "الأقصى في كفة والمعاهدة في كفة"، ذات المعادلة التي أنقذت رئيس مكتب حماس السياسي (حياة ابننا مشعل في كفة والمعاهدة في كفة) ... "التنسيق الأمني الذي تعوّل عليه إسرائيل في كفة، ومعاقبة قتلة زعيتر" في كفة ثانية ... لو أن رسائل من هذا النوع تصل بقوة إلى إسرائيل لاضطرت لأن ترعوي، ولأن تأخذ غضبنا بكثير من الجدية.
 
أما أن نحمل على إسرائيل بالبيانات والتصريحات من جهة، وأن نوقع معها "صفقة القرن" بالحسابات الأردنية: صفقة الغاز، ولا نقدم على اتخاذ أية خطوة عملية أو حتى التلويح باتخاذها من جهة ثانية، فإن من الطبيعي ألا تؤخذ ردات أفعالنا على محمل الجد، وأن تمضي تل أبيب قدماً في تحديها للأردن قيادة وشعباً وحقوقاً ومصالح.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف