الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تغذية : خطة من خمس مراحل لإطعام سكان الأرض ترجمة : سناء الرزاوي

تاريخ النشر : 2014-10-23
تغذية : خطة من خمس مراحل لإطعام سكان الأرض ترجمة : سناء الرزاوي
تغذية : خطة من خمس مراحل لإطعام سكان الأرض

مقال مترجم عن موقع nationalgeographic.fr

مع حلول  2050 ، سيتوجب علينا إطعام مليارين إضافيين من البشر. سندرس سبل تحقيق هذا الهدف، دون تخريب كوكبنا.
عندما نحلل الأخطار التي تهدد البيئة، مباشرة نفكر في السيارات والمداخن، لا في أطباقنا. إن احتياجاتنا الغذائية تشكل خطرا كبيرا على كوكبنا. فالفلاحة تبقى أهم مسببات الاحتباس الحراري، بتحريرها الغازات الدفيئة أكثر من الشاحنات الثقيلة، السيارات، الطائرات والقطارات مجتمعة. هذه الغازات تأتي أساسا من الميثان الصادر عن الحيوانات المجترة وحقول الارز، كما تأتي من أوكسيد الآزوت الناتج عن الحقول المخصبة ومن ثنائي أوكسيد الطربون الناجم عن تدمير الغابات المدارية.
يعتبر القطاع الفلاحي أضخم مستهلك لترواثنا المائية؛ وأهم مُلوِّث أيضا، فتصريف الروث والأسمدة يُخل بالنظام البيئي الهش للبحيرات، الأنهار والشواطئ. إن الفلاحة تُسرَِع كذلك من ضياع التنوع البيولوجي. فباستبدال البراري والغابات بالضيعات، دمرنا سكانها الأصليين، مما سرع في انقراض بعض فصائل الحيوانات البرية. كما تطرح الفلاحة تحديات بنيوية هائلة، لا تلبث أن تصير أكثر استعجالية كلما حاولنا استيفاء الحاجيات الغذائية المتزايدة لسكان الأرض.
مع حلول سنة 2050، سنكون على ما يبدو أمام مليارين إضافيين من الأفواه يجب إطعامها، أي أكثر من 9 ملايير نسمة. إلا أن التزايد الديموغرافي ليس السبب الوحيد الذي يجعلنا ننتج المزيد من السلع الغذائية.
إن تطور الرخاء ( الاقتصادي) العالمي، خاصة في الصين والهند، يزيد من الطلب على اللحوم، البيض ومشتقات الحليب؛ بالمقابل، يؤدي ذلك إلى زرع المزيد من الذرة والصوجا لتغذية الأبقار، الخنزير والدجاج. إذا تأكَد هذا الاتجاه، سيتوجب علين مضاعفة كميات الزراعة الحالية لحل المشكل المزدوج للنمو الديموغرافي ولتغذية أفضل.
للاسف، فالنقاش حول سبل مواجهة هذا التحدي الغذائي يعرف انقساما، واضعا الفلاحة المألوفة والتجارة الدولية في مواجهة الفلاحة البيولوجية وشبكات القرب. مؤيدو الفلاحة الاعتيادية يقولون أن المكننة، الري، الأسمدة والتغييرات الجينية يمكن أن تزيد في المردودية. وهم محقون. من جانبهم، يرد المدافعون عن الفلاحة البيولوجية بأن صغار الفلاحين يمكنهم تحقيق الغاية نفسها - والقضاء على الفقركذلك - بتبني تقنيات تحسن من خصوبة الاراضي دون حاجة لا للأسمدة الكيماوية و لا للمبيدات. وهم ايضا محقون.
كلتا المقاربتين تقدمان حلولا حاسمة، إلا أن إحداهما لا تكفي دون الأخرى. وبعد التحليل، إليكم خطة قادرة على حل المعضلة الغذائية العالميمع التقليل من الخسائر البيئية.
المرحلة الأولى:  تجميد تأثير الفلاحة على البيئة.
 ظللنا لقرون، كلما احتجنا لانتاج مزيد من المواد الغذائية، نكتفي بتدمير الغابات أو بحرث البراري لإنشاء ضيعات جديدة محلها. لقد حولنا ما يماثل مساحة أمريكا الجنوبية من براري إلى أراض مزروعة. ولتربية القطعان، مسحنا أراض أكبر، ما يفوق مساحة إفريقيا.
 إن تأثير الفلاحة على البيئة أدى إلى انقراض أنظمة بيئية كاملة، كالغابة الاطلنطية البرازيلية وبراري أمريكا الشمالية. ويستمر اجتثات الغابات المدارية بوقع مخيف، إلا أننا لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بزيادة الإنتاج الغذائي باللجوء الى التوسع الفلاحي. فتحويل الغابة المدارية إلى أراض مزروعة ليس أكثر الأعمال تدميرا للبيئة فحسب، بل إنه نادرا ما يستفيد منه ال 850 مليون شخص ممن مازالوا يعانون من سوء التغذية في العالم. فأغلبية الاراضي المقتطعة نت المناطق المدارية تُستغل لانتاج لحم البقر، الصوجا للقطيع وخشب وزيت النخيل. إن وقف اجتثات الغابات صار أولوية ملحة.

المرحلة الثانية: زيادة مردودية المستغلات الحالية.
 عند إطلاقها في ستينات القرن الماضي، كانت الثورة الخضراء مكلفة بيئيا إلا أنها سمحت بزيادة الإنتاجية الفلاحية في آسيا وأمريكا اللاتينية بفضل استعمال أفضل لمختلف الزراعات، الآلات، الري ومزيد من الأسمدة. منذئذ، صار بإمكان العالم زيادة مردودية الأراضي ذات الإنتاجية المنخفضة : في إفريقيا، أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، حيث يُلاحَظ  "تباين في المردودية" بين مستويات الإنتاج الحالي وبين ما يمكن أن تحققه إذا تم اللجوء إلى أننظمة فلاحية عالية الدقة والتقنية، و كذا إلى الطرق الممستعارة من الفلاحة البيولوجية. ما سيسمح بمضاعفة مردودية هذه المناطق بتلاث بل أربع أضعاف.

المرحلة الثالثة: استعمال الموارد بفعالية أكثر.
 لقد شرعت الفلاحة التسويقية في تحقيق تقدم هائل : فقد صاغت اساليب حديثة لاستهداف أفضل في استعمال الاسمدة والمبيدات، وذلك بمساعدة جرارات مبرمجة تتوفر على نظام التموضع  العالمي GPS وعلى مستقبِلات متقدمة. سيستخدم عدد من المنتجين خلائط من الأسمدة الملائمة لطبيعة أراضيهم، ما يقلل من تسرب المواد الكيماوية في مجاري المياه المجاورة.
الفلاحة البيولوجية بدورها، يمكن أن تقلل بشكل كبير من استهلاك الماء والمواد الكيماوية باستخدام الزراعات المغطاة، القش وتقنيات تحويل المواد العضوية إلى تربة خصبة لتحسين جودة الأراضي، الاحتفاظ بالمياه وتكوين العناصر المغذية. وعدد مهم من الفلاحين يستخدم الماء بشكل أفضل، عن طريق استبدال أنظمة الري غير الفعالة بأساليب اكثر دقة، مثل التنقيط تحت السطحي.
إن التقدم الذي تعرفه كل من الفلاحة المألوفة والبيولوجية يمكنه أن يمنحنا مردودية أفضل "نقطة بنقطة" من الماء  والعناصر المغذية.

المرحلة الرابعة : تغيير نمطنا الغذائي.
 سيكون إطعام 9 ملايير إنسان أسهل بكثير إذا كانت المزيد من الزراعات ينتهي بها المطاف في بطونهم. حاليا، فقط 55 بالمائة من الكالوري (الوحدات الحرارية) الفلاحية العالمية تُغذي البشر أمام ما يقرب 36 في المائة الموجهة للقطعان. التسعة بالمائة المتبقية تُحول إلى محروقات عضوية ومنتوجات صناعية. وإذا كان الكثير منا يستهلك اللحم، مشتقات الحليب والبيض الآتي من حيوانات رُبيت في حظائر التسمين، فإن جزءا فقط من الكالوريات المُحتواة في علف القطيع تتواجد في اللم والحليب الذي نستهلكه. فلكل 100 كالوري من الحبوب المُقدَمة للقطيع، لا نحصل إلا على حوالي 40 كالوري من الحليب، 22 كالوري من البيض، 12 من الدجاج، 10 من لحم الخنزير و 3 من لحم البقر.
إننا بتحسين طرق إنتاج اللحم و بتبني أنماط  تغذية مختلفة - ولو باستبدال لحم البقر المغذى بالحبوب بلحوم مثل الدجاج، الخنزير أوالبقر المربى في الهواء الطلق- سيمكننا توفير كميات هامة من الطعام للبشر. ويتحقق ذلك أيضا إذا خفضنا استخدام الزراعات الغذائية الموجهة للوقود الحيوي.

المرحلة الخامسة :  خفض التبذير.
 يُقدر أن حوالي 25 بالمائة من الكالوريات الغذائية العالمية، وحتى 50 بالمائة نت الوزن الكلي للمواد الغذائية تتعرض للتلف أو التبذير قبل استهلاكها. في الدول الغنية، تصدر نسبة هامة من هذا الضياع عن المنازل، المطاعم والمتاجر الممتازة. أما في الدول الفقيرة، غالبا ما يضيع الطعام بين الفلاح والسوق، بسبب سوء ظروف الحفظ أوالنقل.
إن المستهلكين من الدول المتقدمة يمكنهم خفض التبذير باتخاذ أجراءات بسيطة، كتقديم حصص طعام أصغر، أكل ما تبقى وتشجيع المقاهي، المطاعم والأسواق الممتازة على تبني إجراءات تخفض من كميات المخلفات. فمن بين كل الحلول لتوفير الطعام، يُعتبر تدبير المخلفات أكثرها فاعلية.

 إن المراحل الخمس مجتمعة، يمكنها أن تضاعف الموارد الغذائية وتخفف بشكل ملحوظ من التأثير البيئي للفلاحة علو كوكب الأرض. لحسن الحظ، نحن نعرف مسبقا ما يجب فعله؛ ما علينا سوى إيجاد الوسائل لتحقيقه. فأمام تحدي الأمن الغذائين الكل ملزم بأن ينتبه لما يضعه في صحنه.
يجب علينا خلق روابط بين طعامنا والفلاحين الذين ينتجونه، لكن أيضا بين طعامنا والأرض، المجاري المائية والمناخ  والتي بفضلها نعيش. عندما نتبضع، تساهم اختياراتنا في تقرير مستقبلنا.    انتهى
ترجمة : سناء الرزاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف