الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوطن الشَّهيد وديع الصّافي في حمصَ ، خذلوهُ وما خذلهم بقلم:المحامي منير العباس

تاريخ النشر : 2014-10-23
الوطن الشَّهيد وديع الصّافي في حمصَ ، خذلوهُ وما خذلهم بقلم:المحامي منير العباس
الوطن الشَّهيد وديع الصّافي في حمصَ ، خذلوهُ وما خذلهم
بقلم : الشاعر والروائي المحامي منير العباس

الوديع الشَّهيد وديع الصافي أتى حمصَ ولم تأتِهِ حمصُ ، لكنَّ نجله أنطوان أحضرَ حمصَ واستحضرَ الوطن وفاءً للوطنِ وللوديع .
الشهيد الوديع وديع الصافي لا تحيط به الألقاب مهما سمت معنىً ولفظاً ، ولكن أعظم الألقاب التي سما بها وديع الصافي هي " الوديع الوطن "
وديع الصافي وطنٌ بقلبه وعقله ، وطنٌ بانتمائه ورجائه ، وطنٌ بأدبه وفنه ، وطنٌ بأبناءٍ أحسن تربيتهم فاستحقوا بجدارة لقب أبناء الوطن .
وديع الصافي لم يكن جغرافية لبنانية ، وديع الصافي كان حضارةً تمدُّ عباءتها على امتداد  الوطن ، " من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان " .
وديع الصافي كان ولا يزال الإنسان وسيبقى الإنسان لكل الأزمان ولكل الأكوان .
الوديع الوطن حضر إلى حمص ، حضر بذكراه السنوية العطرة ، حضر بابنه الفارس الوطني الشامخ  انطوان وديع الصافي .
ولكن ! ووا أسف الوطن الوديع .. فلم يجد الوديع حمصه التي أحب .
بتاريخ 19 – 10 – 2014 وجهت دعوة عامة من قبل حفنة من أبناء حمص ، حفنة لا بيضاء ولا سوداء ولا حتى رمادية ،  حفنة بلا لون ، وإن صدفَ واتخذت لها لوناً ، ففي أكُفِّ من اعتادوا وامتهنوا التصفيق فقط  .
وبدايةً أعترفُ أنَّ مقالي هذا جاءً مُتأخِّراً ، ولكنّي تأخرتُ بكتابتهَ لأقرأ هذا المهرجان بعيون الصحفيين الذين حضروه وكلهم صحفيون موظفون رسميون ، أيّ مأجورون ، ورغم أني أعلم أنَّ أمثال هؤلاء قد امتهنوا التصفيق و أجورهم على قدرِ تصفيقهم ، إلا أنني فضَّلتُ ألاَّ  أكتبَ قبل أن أرى أكفَّهم الرَّماديَّة يضربُ بعضها بعضاً حتى يسمع نعيقها أولياء نعمتهم .
ومن المُضحك المُبكي : أنَّ جوقة الصفِّيقة من هؤلاءِ الصحفيين الموظفين يختلفونَ في تسمية الفعالية ، فبينما يردُ - زوراً - في بطاقة الدعوة للحضور أنَّ الفعاليةَ " حفلٌ وطنيّ " نجد أنَّ صحيفة العروبة وهي الصحيفة الرسمية الوحيدة في محافظة حمص تسمّي الفعالية " حفل تكريم " في حين أنَّ الوكالة الرسمية السورية للأنباء " سانا " تسميها " أمسيةً غنائية " وسارت على شاكلتها صحيفة الوطن السورية .
هكذا ! دونَ أن تخجل هذه الجهة أو تلك من التصفيق لـ " مشهدٍ استعراضيٍّ استثماريّ " يغيبُ عنهُ الوطن بجيشه وشعبه وقيادته وشهدائه وجرحاه ، ودونَ أن تخجلَ أقلامهم الذكورية من التصفيق والإشادة بمقدمة  " المشهد الفارغ " شاعرةُ نصبِ المكسورِ والمرفوع مع التذكيربأنَّ هذا النصب " جاءَ بعدَ عناء شهرين من التحضيرات وفقاً لأقوال المقدّمة نفسها . " .
فتخيلوا رعاكم الله أيَّ تقديرٍ لفنانٍ بحجم وطن كوديع الصافي حينما نحضّر طوالَ شهرينِ لنحتفي بذكراه  ونبدأ أول عبارة في سطوره العطرة بنصبِ المكسورِ والمرفوعِ معاً من مُقدِّمةٍ قالَ عنها " المصفقون " أنها شاعرة . .
  وبعدما رأينا وسمعنا نسألُ هؤلاء الصحفيين الصّفيقين : لأيٍّ أمرٍ ولأيِّ أميرٍ صفَّقتم وتصفقون ؟
أيّها الهمج الرّعاع : دعوني أُوجزُ لكم هذه الوقائع التي عاينتموها بأمّ العين وسمعتموها ببتِ الأذن ، لعلَّكم تتفكَّرونَ فتهتدون :
1 - لم تقدم اي كلمة في المهرجان لا رسمية ولا رعوية ولا دعويَّة ، وإن تبجَّحتم بأنَّ المحافظ راعي الحفل حضر بممثِّلهِ ، فلماذا خرس هذا الممثل ولم يقدم كلمة تليق بصاحب الحضرة المكرم الشهيد وديع الصافي وابنه الوطني البار انطوان ، ثم هؤلاء السماسرة المستثمرين الداعين للحفل والممولين له أما كان يتوجَّبُ عليهم أن يقدموا كلمه في هذا الحفل الذي أسموه في بطاقة الدعوة الحفل الوطني ؟ .
2 - غياب رجال الدين الاسلامي عن الحضور واقتصار الحضور على غالبية من الطائفة المسيحية الكريمة ومن مناطق محددة وأغلبهم معروفون بالاسم اليس هذا دلالة مقصودة من رُعاة الحفل ودُعاتهِ ومموليه  على أنهم طائفيون ومناطقيون ؟ ، وإن أحسنا الظنَّ بهم ألا يعني هذا أنهم مقصرون ولا يحسنون سلوكيات توجيه الدعوات للحضور ؟ ،  وبالتالي فهم أصغر من أن يُقدموا ويرعوا ويدعوا لحفل تكريم فنان بحجم وطن كالفنان الشهيد وديع الصافي  .
اذاً لماذا ولمن صفقتم أيّها الصحفيون المأجورون ؟ .
وعوداً على بدء وللوقوف على تفاصيل المشهد بسلبياته وإيجابياته ، لابدَّ من المرور بمحطّاته الداكنة والسير بمجراه العكر ، لنتوقَّفَ أخيراً في مصبّه النقيّ العذب :
أولاً : بطاقة الدعوة الموجّهة للحضور :
ونحنُ إذ نبدأ بعنوان بطاقة الدعوة ومضمون ودلالات هذه البطاقة ، فلأننا من خلالها نُدركُ أيَّ حفنةٍ هذه التي أحسنُ القول فيها  : ( أنها لم تحترم الوطن ولا وديع الوطن ) ، ونقرأ في هذه البطاقة ونستخلصُ منها التالي :
1- المهرجان ابتدأ وانتهى بحدود بطاقة الدعوة وفق الصورة أدناه :
(( تحتَ رعاية السيد محافظ حمص المهندس طلال البرازي - تتشرف مؤسسة الصافي بالتعاون مع كورال كنيسة أم الزنار - بدعوتكم لحضور الحفل الوطنيّ للذكرى السنوية – لرحيل الفنان الكبير وديع الصافي – يحيي الحفل الأستاذ أنطوان وديع الصافي والمغنية السورية حلا نقرور – وذلكَ يوم الأحد 19 – 10 -2014 الساعة الرابعة عصراً على مسرح دار الثقافة بحمص – مع جزيل الشكر لشركة نقولا للمقاولات وللشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم )) وقد ذُيِّلتْ البطاقة لوغو الشركة والحزب.
و بقراءةٍ موجزة لسطور ومابين سطور هذه الدعوة التي تحدد هوية وبرنامج ودوافع وأهداف وغايات الفعالية ، بهذه القراءة تستوقفنا النقاط التالية :
1 - ابتداء ومن المخجل ان بطاقة الدعوى دعت زورا لحضور ما أسمتهُ " الحفل الوطني "  ولم تحمل أيّ صورة للوطن لا عَلماً ولا شعباً ولا جيشاً ولا قيادة ، واستعاضت عن صورة علم الوطن وصورة سيد الوطن بصورتينِ لشعار الشركة التجارية الممولة وشعار ما يسمى حزب الشعب الممول أيضاً .
2 - ما ورد من رعاية المحافظ ، فلم يكن للمحافظ ولا لربيبه " أمين " فرع الحزب أي وجود في المهرجان ، ولم يحضرا لا شخصياً ولا تمثيلياً ولا بكلمة ترحيبية ولا توديعية ، سوى أن السيد المحافظ دفعَ بممثل لهُ من الدرجة الثانية " لا يهشُّ ولا يمشُ " ولم يتجاوز دوره حدودَ أخذ الصور بجانب رجال الدين المسيحي الكرام الذين حضروا ولكن لا كما يحضرون في لقاءات الإرهابيين في ما يسمى "المصالحة الوطنية ".
ففي هذه المهرجانات الأخيرة يرافقهم رجال دينٍ مُسلمون ، أما في حضور الوطن الصافي  بحمص فقد حضروا عراةً من حضورٍ مُسلم ، وللأمانة فقد حضر بعض الإخوة المسلمين محاباة لابن شيخ عشيرتهم والشريك المادي في المهرجان " الملحم " .
3 - من حيث الجهة الداعية للحفل فهي مؤسسة فنية تجارية ، وعذراً " مسيحية " ، ونحن لا نعترض على مرجعيتها الاقتصادية سواء كانت  خيرية أم ربحية  ولا نعترض على مرجعيتها الدينية سواء كانت مسيحية أم إسلامية أم يهودية ، وإنَّما نعترض ونستنكر حضورها في هذا الكرنفال الوطني وهي عارية من الوطن ، فقد حضرت  مُترعةً بالبخل والجهل بإلقاء كلمةٍ وطنية بصفتها داعيةً للحفل والجهل بالكلمة والوطن ، وما جاءَ بالكلمة المقتضبة لمدير هذه المؤسسة السيد بسام العيلان لا يعدو كونه دراسةً هزيلة من دارسٍ هزيل لعملاقٍ في الفن والوطن كالوديع الشهيد ، ولم يذكر أنَّه في وطنٍ جريح وأنَّه لولا حماة الوطن ما كانَ لهُ أن يتراقص باسم الفنان الوديع .
4 - الجهة الداعية والممولة والمنسّقة لم تجد في الوطن ما يستحقّ الشكر ، بينما كانت كريمةً بتوجيه الشكر الجزيل لشركة المقاولات ومديرها السيد جهاد نقولا وهو من الطائفة المسيحية الكريمة ، وكريمةً بالشكر الجزيل للشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم رئيس حزب الشعب .
وللتوضيح والتعريف بهذين المشكورين بجزالة :
الأول :  تاجر مقاول من الطائفة المسيحية الكريمة والثاني : تاجر حزبي مُسلمٌ بدوي ، ونحن لا نعيب عليهما ما ذكرنا ، ولكن نعيب عليهما ما لم نذكر ، وهو أنهما لم يردَّا الشكر بالشكر وصاما حتى عن تقديم كلمة ترحيبية تليق بذكرى الوديع الوطن وبحضور ابن الوطن انطوان الوديع ، وصمتا جهلاً أم عمداً وما نطقا بحرفٍ نهضويٍّ يليق بجراح الوطن وبسالة جيشه العظيم وشهادة شهدائه الأبرار .
ثانياً : افتتاح الحفل وتقديمه :
بدأ الحفل بالنَّصب ، نصب المكسور والمرفوع معاً . فابتدأت مُقدِّمةُ الحفلِ حفلها ببيتِ الشعر المشهور للشاعر القروي رشيد سليم الخوري ، فنصبتْ عين " المطالع " كما نصبتْ ميم " تسليمٌ " وكانت بدايتها " خيرُ  المطالعَ تسليماً " ، فقتلت الشاعر القرويَّ مرتين ، وبين الفقرة والأخرى تقدم شعراً محلياً ربَّما يُجدي نفعاً في أمسية زجلية ، ولكنه عقيمٌ في عرس الوطن الوديع والوطن الجريح .
ثالثاً : أقمار ونجوم الحفل :
- رغم تلبّد جو المسرح بسحاباته الدائرية المفرغة إلا من الحضور الطائفي المناطقي والتجارة  المقاولاتية والحزبية ، رغم هذا وذاك تألق القمر الانطوانيّ الوديعيّ الوطنيّ ، وحلقت النجمة حلا نقرور ، أنشدا للوطن وجراح الوطن ، فاستحضرا وديع الوطن في ذكرى حضوره الغائب مؤقتاً .
- وإن كنّا لن ننسى مسحةَ السلام والأمن التي عشناها بوجودِ آبائنا الكرام من أنوار الكنيسة الموقرة ، ولن ننسى تألّقَ الفرقة الموسيقيّة وسموّ وتسامي الرَّياحين الملائكيّة في كورال كنيسة أم الزّنار ، فإنّنا أبداً وعهداً لن ننسى من كُنّا ضيوفه في حمص ، وكيفَ ننساهُ و هو وديع الوطن الشّهيد ، ولزاماً وعداً لن ننسى الأنطوان نجل الوديع ، الأنطوان الذي قدَّم الحفل فنفخَ فيه من طُهرِ روحِ الوديع الشّهيد ، وقال ما كان يجب أن يقوله الراحلون الغائبون أبداً " محافظ حمص  وأمين فرعها البعثي والتجار المستثمرين في المهرجان مقاولةً وتحزيباً " .
- لن ننسى أنطوان وديع الصافي الذي أحيا الحفل وهو يأخذ بنا إلى وطن لم يغب عنه ولا غاب عنا ، أجل أخذ أنطوان بقلوبنا إلى الوطن الجريح ، إلى جيش الوطن الباسل ، إلى قائد الوطن الحكيم ، أنطوانَ وبنقائه وصفائه ووفائه شاركنا إلقاء التحية على أرواح شهداء الوطن الخالدين ، شاركنا تضميدَ جرحاه وابتسمَ معنا لانتصار الوطن .
- أنطوان وديع الصافي : لك الشكر والحب والتقدير وعذراً أيها الفنان العربي الشامخ ، عذراً أنَّ  حمص غابت في حضورك ،  وعزاؤنا ثقتنا بأنك خير من يعذرَ حمص المشغوفة باحتضان من تبقى من أبنائها والمشغولة بتضميد جراح الوطن وتشييع شهدائه .
- حمص كما كل الوطن تحبكم يابن الوديع ، حمص أنتم ، وأنتم حمص وكلاكما الوطن .
- أما أنت أيها الغائب الحاضر ، أنت يا وديع الوطن ، أنتَ أيها الوطن الوديع : لا تطل الغياب فالوطن يشتاقكَ ويحتاجك ولازالَ لديكَ الكثير وبإمكانكَ تقدي الكثير للوطن .
- إلى اللقاء وديعنا في العام القادم وكلّ عام ،  إلى اللقاء مع حمص التي تحبّ ، إلى اللقاء في سوريا الفخورة بكم ، إلى اللقاء في سوريا المنتصرة بكم ومعكم ولكم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف