الدولة الاسلامية في العراق و الشام .. و عضوية نادي الارهاب
انسحاب أية دولة غازية من بلد سيطرت عليه بالقوة ؛ لا يتم تنفيذه الا بعد
توقيع الرموز المرشحة للحكم في البلد المغلوب ؛ على املاءات تضمن مصالح محددة للمعتدي ؛ قبل أن يلبس رداء المنقذ و رافع لواء الحرية للشعوب المستضعفة.
تعددت الأسباب للظهور الأول للدولة الاسلامية في العراق ؛ حتى تعددت الأسباب لتطفو على السطح صحوات العشائر؛ لتحيلها الى خلايا نائمة متدحرجة في العراق و غيره من البلدان المجاورة أو البعيدة .
لم تكن صحوات العشائر صناعة امريكية حديثة ، بل كانت رافداً من روافد استهداف العراق ؛ باحياء أمجاد شيعية و كردية وهمية ، و التحريض للنيل من أتباع حزب البعث .
تفجرت الأحداث في العراق و اشتعلت التناقضات ؛ حتى طالت جنود الغزو الامريكي ، الذين وقعوا في دائرة الاستهداف ، من القوى المتصارعة على الساحة العراقية ، ثم لاذوا بالفرار ، بعد أن أملوا على الرموز الحاكمة شروطاً تضمن لهم مصالح في مستقبل قادم .
بقي جمر الصراع ملتهباً تحت رماد الديموقراطية المزعومة ، و انتخابات الرئاسة و مجلس النواب و المحاصصة الطائفية و الدينية و العرقية .
تدحرج الجمر الى أرض الجوار في سوريا ، وهي تضيق أرجاؤها على أشواك الطائفية القابلة للاشتعال ، تفجرت الأحداث و اشتعلت نار حرب ارتدت رياحها الساخنة مرة ثانية الى العراق .
سطع نجم الدولة الاسلامية في أرض العراق و الشام ، من جديد ، و أغار على كثير من الاهداف التي اعترضت سبيل توسعة حدود الدولة ؛ حتى تزعمت أمريكا تحالفا" عربيا دوليا" ، و تم زجّ الحشود الشعبية الطائفية و العشائرية من أجل القضاء على الدولة الاسلامية ، و من ثم توفير الأمن لدول ترتجف خوفاً من هبوب رياح التغيير الى اعماقها .
هيمن الاعلام العالمي المضاد للدولة الاسلامية ؛ على تغطية الأحداث في داخل الدولة الاسلامية ؛ و على تخومها ؛ حتى استطاع أن يشوّه صورتها المحاصرة من كل الاتجاهات ؛ بنشرات الاخبار و التقارير و المقالات .
وسلطوا الأضواء على تنفيذ أحكام قضائية ؛ غريبة على الحداثة الغربية و الشرقية في القرن الحادي و العشرين (بيع الجواري و رجم الزانية و قطع يد السارق ) ؛ حتى فازت الدولة الاسلامية بالتحية من أحد الكتاب ؛ على أنها كشفت له حقيقة أهل ( الاسلام هو الحل ) . لا بل تأسست بعض تنظيمات حرب العصابات أحدها ( الكفن الأبيض ) الذي يعمل في منطقة شمال سوريا ، و يهدف الى نشر الرعب بين صفوف الموالين للدولة الاسلامية .
عين العرب ( كوباني ) ثالث المدن الكردية السورية ، و هي مدينة استراتيجية ليس الى امريكا ؛ التي تتزعم تحالفاً عربيا دوليا لتطهير المدينة من سيطرة الدولة الاسلامية فحسب ؛ بل الى تركيا كذلك ؛ التي تحمل العصا من الوسط و الموازنة بين الحرية و الأمن .
الدولة الاسلامية ما زالت تسيطر على خمسين بالمئة من مساحة مدينة (عين العرب ) ؛ من الجهة الشرقية ؛ منذ دخولها في السادس من تشرين الأول . و قد اصبحت رمزاً لمقاتلة الدولة الاسلامية ؛ التي أعلنت عن قيام الخلافة في سوريا و العراق أواخر حزيران . و هي ما زالت متماسكة تحشد المجاهدين من (80) دولة في العالم حتى وصل تعدادهم الى (15) ألف جهادي حسب تقرير الاستخبارات الامريكية CIA نشرته صحيفة ( واشنطن بوست ) ، و تعتمد هيكلية تنظيمية دقيقة تبدأ من الخليفة - أبو بكر البغدادي - و نائبيه - ابي مسلم التركماني - المسئول عن ادارة اعمال الارهاب ، و السيطرة على اراضي تحت حكم الدولة في العراق ، و- أبي علي العنبري - المسئول عن أعمال الدولة و أنشطتها في سوريا ، و كذلك هيئات ادارية ثانوية ؛ مثل مجلس الوزراء و مجلس الشورى .
أمام صلابة و ثبات مجاهدي الدولة الاسلامية ، و أمام تكلفة واشنطن يوميا (6,7) مليون دولار ، جراء القتال الدائر في العراق و الشام ، و رغم ارتفاع قيمة الدولار الامريكي على انقاض الخسائر العربية الاقتصادية و البشرية ، و تضافرجهود صندوق النقد الدولي و البنك الدولي من جهة و الحملة العسكرية الدولية من جهة أخرى ؛ لاخضاع العالم العربي و الاسلامي ؛ الا أن دولاً عربية تترنّح تحت وطأة الديون المتراكمة لصندوق النقد الدولي . تندفع صاغرة لتنفيذ املاءات تغطي
تكاليف الحرب ؛ و بالدولار الأمريكي المرتفع ، و المساهمة في شن هجمات قتالية من الجو أو على الأرض ؛ رغم أن هذا التداعي العربي الدولي و مساهمته في تواصل القتال ؛ لم يحرز لهم نصراً ؛ في كسر شوكة الدولة الاسلامية ، لا لشيء الا لان تهمة ( الارهاب ) التصقت بها كما التصقت من قبل ؛ بغيرها من التنظيمات المناهضة للاستكبار العالمي و الاستبداد ؛ واذا كان التقدير غير ذلك ، ماذا يعني الاصطفاف السعودي الايراني في محاربة الدولة الاسلامية من جهة ، و تردي العلاقة بينهما ؛ عندما تدعم السعودية تنظيمات المعارضة العلمانية و الاسلامية لمحاربة الأسد ، و تدعم ايران الأسد في محاربة المعارضة السورية ؟ و كلا الطرفين المتصارعين ارهابيان من زاويتين متقابلتين ؟
ماذا يعني الاصطفاف السعودي التركي في محاربة الأسد ، و تردي العلاقة بينهما ؛عندما تقف تركيا الى جانب الرئيس المعزول و جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، و تدعم السعودية الرئيس السيسي ؛ في تثبيت حكمه وملاحقة جماعة الاخوان المسلمين والزج بهم في السجون ؟
الارهاب : لا يحدد تعريفه الا الغاية التي يتفجر من أجل تحقيقها ..
يتحقق الارهاب عندما يندلع ليقتل (25000) طفلاً سنوياً من الجوع ، و يشعل حربين عالميتين الأولى و الثانية ، و يقتل (20) مليون نفس بشرية من سكان استراليا الأصليين ، و يرسل القنابل النووية لتضرب هيروشيما و ناجازاكي ، و يقتل ( 100 ) مليون هندي من الهنود الحمر في امريكا الشمالية ، و(50 ) مليون هندي من الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية ، و يقوم باسترقاق حوالي (180) مليون افريقي كعبيد ؛ و قد توفي (88 % ) منهم ؛ و تم القاؤهم في المحيط الاطلنطي ؛ عندها يكون الارهاب قد تحقق ، و لن يوفر الأمن للارهابيين ؛ مهما علا جبروتهم و ارتفع طغيانهم .
أمام هذه الحقائق ؛ أين تكون الدولة الاسلامية في العراق و الشام من الارهاب ؟ اعتقد أن التحالف العربي الدولي المتصدع ؛ و الذي لم يحقق أهدافه حتى الآن ؛ يعرف تمام المعرفة ؛ أن الدولة الاسلامية لم تتأهل بعد للفوز بعضوية الارهاب .
بقلم : بديع عويس
انسحاب أية دولة غازية من بلد سيطرت عليه بالقوة ؛ لا يتم تنفيذه الا بعد
توقيع الرموز المرشحة للحكم في البلد المغلوب ؛ على املاءات تضمن مصالح محددة للمعتدي ؛ قبل أن يلبس رداء المنقذ و رافع لواء الحرية للشعوب المستضعفة.
تعددت الأسباب للظهور الأول للدولة الاسلامية في العراق ؛ حتى تعددت الأسباب لتطفو على السطح صحوات العشائر؛ لتحيلها الى خلايا نائمة متدحرجة في العراق و غيره من البلدان المجاورة أو البعيدة .
لم تكن صحوات العشائر صناعة امريكية حديثة ، بل كانت رافداً من روافد استهداف العراق ؛ باحياء أمجاد شيعية و كردية وهمية ، و التحريض للنيل من أتباع حزب البعث .
تفجرت الأحداث في العراق و اشتعلت التناقضات ؛ حتى طالت جنود الغزو الامريكي ، الذين وقعوا في دائرة الاستهداف ، من القوى المتصارعة على الساحة العراقية ، ثم لاذوا بالفرار ، بعد أن أملوا على الرموز الحاكمة شروطاً تضمن لهم مصالح في مستقبل قادم .
بقي جمر الصراع ملتهباً تحت رماد الديموقراطية المزعومة ، و انتخابات الرئاسة و مجلس النواب و المحاصصة الطائفية و الدينية و العرقية .
تدحرج الجمر الى أرض الجوار في سوريا ، وهي تضيق أرجاؤها على أشواك الطائفية القابلة للاشتعال ، تفجرت الأحداث و اشتعلت نار حرب ارتدت رياحها الساخنة مرة ثانية الى العراق .
سطع نجم الدولة الاسلامية في أرض العراق و الشام ، من جديد ، و أغار على كثير من الاهداف التي اعترضت سبيل توسعة حدود الدولة ؛ حتى تزعمت أمريكا تحالفا" عربيا دوليا" ، و تم زجّ الحشود الشعبية الطائفية و العشائرية من أجل القضاء على الدولة الاسلامية ، و من ثم توفير الأمن لدول ترتجف خوفاً من هبوب رياح التغيير الى اعماقها .
هيمن الاعلام العالمي المضاد للدولة الاسلامية ؛ على تغطية الأحداث في داخل الدولة الاسلامية ؛ و على تخومها ؛ حتى استطاع أن يشوّه صورتها المحاصرة من كل الاتجاهات ؛ بنشرات الاخبار و التقارير و المقالات .
وسلطوا الأضواء على تنفيذ أحكام قضائية ؛ غريبة على الحداثة الغربية و الشرقية في القرن الحادي و العشرين (بيع الجواري و رجم الزانية و قطع يد السارق ) ؛ حتى فازت الدولة الاسلامية بالتحية من أحد الكتاب ؛ على أنها كشفت له حقيقة أهل ( الاسلام هو الحل ) . لا بل تأسست بعض تنظيمات حرب العصابات أحدها ( الكفن الأبيض ) الذي يعمل في منطقة شمال سوريا ، و يهدف الى نشر الرعب بين صفوف الموالين للدولة الاسلامية .
عين العرب ( كوباني ) ثالث المدن الكردية السورية ، و هي مدينة استراتيجية ليس الى امريكا ؛ التي تتزعم تحالفاً عربيا دوليا لتطهير المدينة من سيطرة الدولة الاسلامية فحسب ؛ بل الى تركيا كذلك ؛ التي تحمل العصا من الوسط و الموازنة بين الحرية و الأمن .
الدولة الاسلامية ما زالت تسيطر على خمسين بالمئة من مساحة مدينة (عين العرب ) ؛ من الجهة الشرقية ؛ منذ دخولها في السادس من تشرين الأول . و قد اصبحت رمزاً لمقاتلة الدولة الاسلامية ؛ التي أعلنت عن قيام الخلافة في سوريا و العراق أواخر حزيران . و هي ما زالت متماسكة تحشد المجاهدين من (80) دولة في العالم حتى وصل تعدادهم الى (15) ألف جهادي حسب تقرير الاستخبارات الامريكية CIA نشرته صحيفة ( واشنطن بوست ) ، و تعتمد هيكلية تنظيمية دقيقة تبدأ من الخليفة - أبو بكر البغدادي - و نائبيه - ابي مسلم التركماني - المسئول عن ادارة اعمال الارهاب ، و السيطرة على اراضي تحت حكم الدولة في العراق ، و- أبي علي العنبري - المسئول عن أعمال الدولة و أنشطتها في سوريا ، و كذلك هيئات ادارية ثانوية ؛ مثل مجلس الوزراء و مجلس الشورى .
أمام صلابة و ثبات مجاهدي الدولة الاسلامية ، و أمام تكلفة واشنطن يوميا (6,7) مليون دولار ، جراء القتال الدائر في العراق و الشام ، و رغم ارتفاع قيمة الدولار الامريكي على انقاض الخسائر العربية الاقتصادية و البشرية ، و تضافرجهود صندوق النقد الدولي و البنك الدولي من جهة و الحملة العسكرية الدولية من جهة أخرى ؛ لاخضاع العالم العربي و الاسلامي ؛ الا أن دولاً عربية تترنّح تحت وطأة الديون المتراكمة لصندوق النقد الدولي . تندفع صاغرة لتنفيذ املاءات تغطي
تكاليف الحرب ؛ و بالدولار الأمريكي المرتفع ، و المساهمة في شن هجمات قتالية من الجو أو على الأرض ؛ رغم أن هذا التداعي العربي الدولي و مساهمته في تواصل القتال ؛ لم يحرز لهم نصراً ؛ في كسر شوكة الدولة الاسلامية ، لا لشيء الا لان تهمة ( الارهاب ) التصقت بها كما التصقت من قبل ؛ بغيرها من التنظيمات المناهضة للاستكبار العالمي و الاستبداد ؛ واذا كان التقدير غير ذلك ، ماذا يعني الاصطفاف السعودي الايراني في محاربة الدولة الاسلامية من جهة ، و تردي العلاقة بينهما ؛ عندما تدعم السعودية تنظيمات المعارضة العلمانية و الاسلامية لمحاربة الأسد ، و تدعم ايران الأسد في محاربة المعارضة السورية ؟ و كلا الطرفين المتصارعين ارهابيان من زاويتين متقابلتين ؟
ماذا يعني الاصطفاف السعودي التركي في محاربة الأسد ، و تردي العلاقة بينهما ؛عندما تقف تركيا الى جانب الرئيس المعزول و جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، و تدعم السعودية الرئيس السيسي ؛ في تثبيت حكمه وملاحقة جماعة الاخوان المسلمين والزج بهم في السجون ؟
الارهاب : لا يحدد تعريفه الا الغاية التي يتفجر من أجل تحقيقها ..
يتحقق الارهاب عندما يندلع ليقتل (25000) طفلاً سنوياً من الجوع ، و يشعل حربين عالميتين الأولى و الثانية ، و يقتل (20) مليون نفس بشرية من سكان استراليا الأصليين ، و يرسل القنابل النووية لتضرب هيروشيما و ناجازاكي ، و يقتل ( 100 ) مليون هندي من الهنود الحمر في امريكا الشمالية ، و(50 ) مليون هندي من الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية ، و يقوم باسترقاق حوالي (180) مليون افريقي كعبيد ؛ و قد توفي (88 % ) منهم ؛ و تم القاؤهم في المحيط الاطلنطي ؛ عندها يكون الارهاب قد تحقق ، و لن يوفر الأمن للارهابيين ؛ مهما علا جبروتهم و ارتفع طغيانهم .
أمام هذه الحقائق ؛ أين تكون الدولة الاسلامية في العراق و الشام من الارهاب ؟ اعتقد أن التحالف العربي الدولي المتصدع ؛ و الذي لم يحقق أهدافه حتى الآن ؛ يعرف تمام المعرفة ؛ أن الدولة الاسلامية لم تتأهل بعد للفوز بعضوية الارهاب .
بقلم : بديع عويس