فنجان قهوة
في مقهى شعبي
سادة تحويجته
إمرأة ترتدي ثوب
أسود مطرز بلون الوطن
على صدرة أنفاس الأرض
وعلى الخصر لمحة من غصن زيتونة
وفي الذيل صور القهر
ترتدي قفاز أبيض
ويغطي الرأس هم أسود
يغطي الأبيض
شيب صار من العمر
هم هموم
يعانق أمنية
أن نرى وطن
تتمتم وحيدة
خد نفسًا
بالأسى بالقهر
يستجيب الصدر
ويشكي
لرواد المقهى
قصيدة ألم
هجران
فراق
يخشى من الرقيب على الحدود
أن يعود ليحتضن صدر العشق
حيرتها بصمت رهيب
وجه وضاء باهرًا
يرفع هامتها
فتردد: معذرة يا حارس الحدود
فأنت ليس من دمي
لحمي
عرضي
أنت ليس قومي
أود أن أرفع رأسي
وأبصق بالماء المنقوع بالقهر
في فمي
في وجه الحراس
من يمنعون عني
درر وطني
أنفاس شوقي
لعشقي
فهناك لي عشيقًا ينتظرني
فلا تصادروا نبضات قلبي
وحقي
فجواز سفري
لونه اسود كلون
قلوبكم
فلا أخاف منكم
أو من الرقيب
ولكن أخشى أن يتلوث وجهي
من رؤى وجوهكم
السوداء
فعشت عمري
وكبرت بهمي
وأنتم لا زالتم ببنادقكم
تحرسون
الحدود
تمنعون عني وطني
وتحمون سلاطين الذل
في بلاد تنطق بلسان عربي
ووجوه شاخت وهي تنحب الزمن
في مقاهي شعبية
وفنجان قهوة
سادة على صحن أبيض
يمتلئ من غبار طغيانكم
حقد
فلن آتيكم مرغمة
ولن أنزع ثوبي
لتستمنوا على نهدي
وجسدي الحر
وراياتي حاملة طهري
تسحب الجراح من قلبي
وسارية وطني في اليد اليسرى
ويميني قلم ودفتر وحقيبة
وارادة شوق
تمضي وتمضي من مرافئ الموت
إلى خنادق الشتات في زمن
غاضب يمر مرغمًا
ويكفر بفصحاكم
وخطابات مهرجاناتكم
فإمرأة عربية
ترتدي ثوب أسود مطرز
تحمل وهي عاقر
من القهر
تكفر بكم وبقصائد الشعر
وضمائر تلعن كل آثار المسيرة
الثكلى من رجولة
تستلهم من الدمع خمرٍ
وتبقى لعنتي
لا ترى من فوهات بنادقكم سوى الخزي
يا حراس الحدود
رجال في المقاهي
تتلصص للنسوة
الناحبات
على كرامة الأرض
د. سامي الأخرس
في مقهى شعبي
سادة تحويجته
إمرأة ترتدي ثوب
أسود مطرز بلون الوطن
على صدرة أنفاس الأرض
وعلى الخصر لمحة من غصن زيتونة
وفي الذيل صور القهر
ترتدي قفاز أبيض
ويغطي الرأس هم أسود
يغطي الأبيض
شيب صار من العمر
هم هموم
يعانق أمنية
أن نرى وطن
تتمتم وحيدة
خد نفسًا
بالأسى بالقهر
يستجيب الصدر
ويشكي
لرواد المقهى
قصيدة ألم
هجران
فراق
يخشى من الرقيب على الحدود
أن يعود ليحتضن صدر العشق
حيرتها بصمت رهيب
وجه وضاء باهرًا
يرفع هامتها
فتردد: معذرة يا حارس الحدود
فأنت ليس من دمي
لحمي
عرضي
أنت ليس قومي
أود أن أرفع رأسي
وأبصق بالماء المنقوع بالقهر
في فمي
في وجه الحراس
من يمنعون عني
درر وطني
أنفاس شوقي
لعشقي
فهناك لي عشيقًا ينتظرني
فلا تصادروا نبضات قلبي
وحقي
فجواز سفري
لونه اسود كلون
قلوبكم
فلا أخاف منكم
أو من الرقيب
ولكن أخشى أن يتلوث وجهي
من رؤى وجوهكم
السوداء
فعشت عمري
وكبرت بهمي
وأنتم لا زالتم ببنادقكم
تحرسون
الحدود
تمنعون عني وطني
وتحمون سلاطين الذل
في بلاد تنطق بلسان عربي
ووجوه شاخت وهي تنحب الزمن
في مقاهي شعبية
وفنجان قهوة
سادة على صحن أبيض
يمتلئ من غبار طغيانكم
حقد
فلن آتيكم مرغمة
ولن أنزع ثوبي
لتستمنوا على نهدي
وجسدي الحر
وراياتي حاملة طهري
تسحب الجراح من قلبي
وسارية وطني في اليد اليسرى
ويميني قلم ودفتر وحقيبة
وارادة شوق
تمضي وتمضي من مرافئ الموت
إلى خنادق الشتات في زمن
غاضب يمر مرغمًا
ويكفر بفصحاكم
وخطابات مهرجاناتكم
فإمرأة عربية
ترتدي ثوب أسود مطرز
تحمل وهي عاقر
من القهر
تكفر بكم وبقصائد الشعر
وضمائر تلعن كل آثار المسيرة
الثكلى من رجولة
تستلهم من الدمع خمرٍ
وتبقى لعنتي
لا ترى من فوهات بنادقكم سوى الخزي
يا حراس الحدود
رجال في المقاهي
تتلصص للنسوة
الناحبات
على كرامة الأرض
د. سامي الأخرس