الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مساحة الاختلاف والخلاف بقلم:حسني محمد العطار

تاريخ النشر : 2014-10-23
مساحة الاختلاف والخلاف بقلم:حسني محمد العطار
مساحة الاختلاف والخلاف
من الغريب والعجيب أن يكون محصلة الإختلاف بين اثنين هي التكفير والتخوين والتجريم, واعتبار كل طرف في الحوار نفسه هو الحق وصاحب الفرقة الناجية, وأن غيره على باطل أنه من الفرقة الضالة, ومن هنا لا يمكن أن يقبل بعضنا بعضاً, والأخطر من ذلك أن هذا الأمر لا يقف عند حدود قضايا الدين والعقيدة إنما يتعداه إلى القضايا المجتمعية المتعددة, والسياسية منها على الخصوص.
فيوم أن يجري حوار بين معلمين على سبيل المثال في شأن الرواتب المقطوعة عن بعض موظفي غزة تجد فيهم من ينتصر لموقف حكومة الضفة, والآخر يتبنى موقف حكومة غزة السابقة, ويثور بينهما الجدال والسبب بعيد كل البعد عن الحق والحقيقة, إنما هو الإنتصار للتنظيم والجماعة فقط ليس إلا, وترتفع الأصوات ويعلو الضجيج, ثم تنهال الاتهامات بالتكفير والتخوين.
إن من أصعب وأخطر ما أُصيبت به مجتمعاتنا العربية والإسلامية والفلسطيني منها على الخصوص هو داء الفئوية والحزبية والتنظيمية, وإلغاء الفرد لعقله وتفكيره أمام رؤية وتوجه التنظيم والحزب والجماعة, ومن هنا أصبح لهذه الجهات الأولوية على كل مقدس, دينياً وأبوياً, ومن هنا لم يعد عندنا دين واحد نزل من عند الله, بل أديان كثيرة جاء بها أصحاب الغايات والأهواء والمصالح الضيقة, فكل جماعة ظهرت أو تظهر لها دينها الذي يختلف عن دين الجماعات الأخرى في قليل أو كثير, والكل يعتقد في نفسه الفرقة الناجية, والكل يعتقد في غيره الفرقة الضالة, كلامي هذا لا يندرج على المسلمين وحدهم فقط وإنما هو عام يشمل كل صاحب رؤية دينية, مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً, أو مجوسياً, أو أي دين أو معتقد فكري أو سياسي.
ليس معنى هذا أن لا يكون الحاكم متديناً, بل يجب أن يكون الحاكم هو قدوة الناس في دينه وأخلاقه, وأن يعمل على تطبيق قيم الدين في المجتمع, هكذا كان الخلفاء الراشدون ومن سار من غيرهم على نهج محمدٍ عليه الصلاة والسلام.
إلا أن التاريخ يحدثنا أن أخطر من حكم على مدار تاريخ الإنسانية هم أصحاب الرؤا الدينية الفئوية والحزبية والتنظيمية الضيقة, فقد أساؤوا وظلموا وسفكوا الدماء وفرضوا التخلف على شعوبهم, وجروهم جراً إلى الخلافات والفتن, وضيقوا عليهم في حياتهم تحت مسميات وحجج لا علاقة لها بالدين وإنما هي الأهواء والمزاج العكر والفهم الخاطئ لهؤلاء الأفراد عن الدين, بتروا الدين بتراً فأخذوا منه ما يُعجب هواهم وسياساتهم وتركوا ما يخالفهم, جعلوا المندوب فرضاً, والفرض متروكاً, فالحق هو ما هم عليه, والباطل والضلال ما كان عند غيرهم, مجرم من يخالفهم ويعارضهم فهو كافر حلال الدم, وكما قال لي أنا شخصياً أحد الزملاء المعلمين الفضلاء "أنت تنطق بكلمة الكفر بكلامك هذا", لهذا نجد أتباع هذه التنظيمات والجماعات والفرق مارسوا ويمارسون دوماً في وجوه مخالفيهم فزاعة التكفير والتخوين واستحلال الدم والردع واطلاق الرصاص على الأرجل والسجن والتعذيب والإقصاء والتشويه والعمالة, والتاريخ والواقع خير شاهد على ما أقول.
اسألوا التاريخ (على المستوى الإسلامي), ماذا فعلت المعتزلة لما حكموا زمن العباسيين, حينما تبنوا رؤية عقائدية وفكرية خاصة (قضية خلق القرآن), جروا الأمة إليها جراً, سجنوا العلماء المعارضين لهم وعذبوهم وقتلوهم, وارغموا البقية على أن يقولوا بقولهم, فأساؤوا للدين شر إساءة, واسألوا التاريخ ماذا فعل الفاطميون لما أقاموا لهم دولة, واسألوا أهل السنة في العراق الأن ماذا فعلت الحكومات الشيعية التي تولت الحكم بعد انهيار حكم صدام, كم من عشرات الألاف قتلوا وشردوا من منطلق طائفي ضيق ومجنون, ليس له بحقيقة الدين والأخلاق صلة, واسألوا دولة الإسلام في العراق والشام ماذا يفعلون باسم الدين, والدين من كثير مما يفعلونه برئ, مأساة أن يكون لأصحاب هذه الرؤا الضيقة الحكم والتسلط على رقاب الناس والأمة, هم لا يعترفون اطلاقاً بقوله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ), ولا يعترفون بقوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم).   
يستطيع أن يقول أي مسيحي أو يهودي أو مجوسي مثل ما أقول عن تأله رهبانهم وقساوستهم وكهانهم, وعن مدى تلاعبهم بدينهم لمصالحهم الفئوية والحزبية والتنظيمية, ولا أستطيع أنا كمسلم أو غيري من غير المسلمين أن أعارضهم وإلا فأنا أقف أمام إرادة الله وفعله وكلامه ودينه, وبالتالي استحق ما يحكمون عليّ به وفي الغالب يكون القتل والذبح.
لقد أساء رجال الدين في فهمهم للدين كثيراً وكذلك الجهل في فهم مقاصد الدين وغاياته, فنحن نعيش في زمن كثر فيه العلم وكثر في العمل لكنه قل فيه الفهم, لهذا فإن الإسلام وغيره من الأديان حائر بين عجز أبنائه وجهل علمائه عن الفهم والفقه, هذا ما يحدث بين الجماعات ذات الوجهة الواحدة, والرب الواحد والقبلة الواحدة والكتاب الواحد, فما بالنا لو كانت الخلافات بين المختلفين في الرؤا والاعتقاد, الشقة ستكون أوسع.
يجب أن يقدم أهل السلطة والسلطان ورجال الدين مصلحة الدين والأمة على مصالحهم أن أردنا وأرادوا أن ننجح وأن ننهض بالأمة والناس, وأن نخرج من النفق الضيق الذي وضعنا فيه هؤلاء وأن يكون لنا كلمة تحت السماء وفوق الأرض.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف