الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زوجات تضربن أزواجهن بقلم:مصطفى نصر

تاريخ النشر : 2014-10-23
زوجات تضربن أزواجهن بقلم:مصطفى نصر
زوجات تضربن أزواجهن
مصطفى نصر

    كنا نسكن بيتاً في حي " سوق عقداية "  المشهور بتجارة المخدرات، كانوا يسمون بيتنا؛ بيت الصعايدة، خمسة أخوة جاءوا من الصعيد، واشتري أقاربهم الذين سبقوهم إلى الإسكندرية هذا البيت، دون أن يعلموا شيئاً عن هذا الحي. صعايدة يتحكمون في زوجاتهم، يسبونهن ويضربونهن إذا اقتضى الأمر، أحدهم ضرب زوجته في " الصباحية "  دون سبب لكي تعرف طبعه وتتعود عليه. وأصغرهم كان يسكن حجرتين في الشقة التي نسكنها، فأراه من حجرتنا وهو ينادي زوجته، وهي خائفة منه؛ كطفلة صغيرة خائفة من أبيها.
    نشأتُ في هذا الجو، وعرفت أن الرجل له حقوق على زوجته، لكن فجأة حدثت مشاجرة في البيت المقابل لبيتنا، رجل يتشاجر مع زوجته، ضربها فردت عليه بالضرب هي الأخرى، والظاهر أنها أقوى فقد فازت عليه، وكانت مفاجأة غريبة بالنسبة لي أهناك امرأة تستطيع أن تضرب زوجها؟! ( إنني لا أذكر اسم هذه المرأة الآن، وقد حاولت أن أتذكره دون طائل، استعرضت في ذهني الجيران الذين كانوا يسكنون البيوت حول بيتنا، أم حسين المرأة الصعيدية الطويلة العريضة المتزوجة من " القط " عامل المخبز، والذي يصغر أبنها حسين، وكان ابنها يبيع الفاكهة، فيرسلني أبي إليها لشراء البطيخ الذي كانت تضعه تحت السرير ذي العمدان العالية، وأم إبراهيم سوسو التي كانت تعمل في كار العوالم قبل أن تتوب، والمرأة الجميلة الطويلة العريضة، التي كانت مسيحية وأسلمت وتزوجت من تحبه... إلخ )
    تذكرتُ هذه الحادثة التي مر علي حدوثها ما يزيد عن الخمسين عاماً عندما وصلني إميل لا أدري من أين جاءني، رجل يحكي عن مشاجرة حدثت في أحد البيوت، امرأة تصرخ وتسب، فدخل مع بعض الرجال ليروا ما يحدث، ظنوا أول الأمر أن رجلاً يضرب زوجته وهي تصرخ وتستغيث، فرأوا أطفالا صغاراً ملتصقين بالحائط في ذعر وينظرون في هلع إلى باب حجرة موارب، يأتي منه صوت المرأة، فدفعوا الباب ودخلوا الحجرة، فإذ بامرأة تمسك خرطوم مياه وتضرب به زوجها القابع في ركن الحجرة في خوف، نظرتْ الزوجة  إليهم غاضبة، وصاحت فيهم:
-    ما الذي أدخلكم الشقة دون استئذان ؟!
فأسرعوا خارجين من الشقة في دهشة. 
    وتذكرتُ المرأة التي اتصلت من سوريا، لتتحدث مع برنامج   " القاهرة اليوم "، لتدلي برأيها في الموضوع الذي طرحه المذيع عن ضرب الزوجات لأزواجهن، فقالت:
-    كنتُ وأنا صغيرة مدعوة مع أسرتي لزيارة أسرة تعيش في الإسكندرية، ورأيت الزوجة المضيفة تضرب زوجها بالشبشب، وهو قابع في ذل غير قادر على الرد عليها ولا حتى بالكلام، وأطفالها يهدئونها، قائلين:
-    - خلاص يا ماما، مش حايعمل كده تاني.
قالت إن هذا المضيف كان مديراً عاما في شركة من شركات الإسكندرية.
شعرتُ بالضيق من حديث المرأة السورية، لأن ما تحكي عنه حدث في مدينتي الإسكندرية. وذلك الزوج الخانع الضعيف هو سكندري.
وحكى لي أحد الأصدقاء، إنه على صلة بأسرة، رجل مسن متزوج من امرأة شابه تصغره بكثير، يزورهم ويزورونه، وفي إحدى الليالي، اتصل به الزوج وهو يبكي صائحا:
-    ألحقني يا "......"، " فلانة "  تضربني.
لكنها شدت منه سماعة التليفون، وقالت وهي تضحك:
-    لا، ده بيهزر معاك.
ولم يكن الرجل يُهزر،إنما كان يبكي من الألم.
    ما الذي يجعل رجلاً يتقبل هذه الإهانة من زوجته؟! لا شك أن هناك أسباباً كثيرة لذلك. فقد عرفتُ رجلا ًثرياً غير وسيم، يمتلك مصنعاً صغيراً للعلب المعدنية متزوجاً من امرأة جميلة وصغيرة، تزوجته من أجل ماله، وقد قالت في غيابه: " ده شكله يشبه القرد "، كانت تحكم عليه بأن ينزل قرب الفجر ليبحث عن جزار فاتح ليشتري منه سجق، وكان ينزل ويركب سيارته ويدور في شوارع الإسكندرية ليأتي لها بما تريد.
وزميلي في العمل الذي قال لي:
-   كل شيء له ثمن، قد يتأخر السداد، لكنه لابد أن يُسدد.
حكى لي حكايته، كان يسهر لوش الصبح مع أصدقائه، وينفق أمواله على الشرب والسهر، ولم يخطر له الزواج على بال، لكن شركتنا – شركة الورق – اشترت مصنع كرافت السويس بعد أن ضربته القوات الإسرائيلية أكثر من مرة بعد هزيمتنا في حرب 67، وضمت شركتنا  إليها العاملين في المصنع، فجاءت امرأة مطلقة تمتلك أموالاً مكنتها من إيجار شقة قريبة من مكان العمل، وعرضت علي زميلي هذا  الزواج:
-     لن تغرم مليماً، كل شيء على حسابي .
 وفرح الرجل، " زواجة ببلاش " وتزوجها، كان وقتها شاباً وسيماً وقوياً، أنجب منها بنتاً، ثم شاخ، وهاجمته الأمراض، فكانت تتحكم فيه، أحيلت على المعاش قبله، فكانت تضيق من إحداث الأصوات في الصباح وهو يستعد للذهاب إلى العمل،     قال لي: لا أستطيع أن أطلب منها كوب ماء، أنتظر عندما تطلب منها أبنتنا هذا، فأقول لها، " وأنا كوباية ميه بالمرة "
 اتصلتْ به وأنا أجلس بجواره قائلة: تعالى خد هدومك وسيب البيت.
فرد عليها قائلا: هدي أعصابك يا حاجة، عاملنا أكل إيه النهارده ؟
وحكى لي أديب كبير، بأن جارًا له في بيته القديم، تضربه زوجته من وقت لآخر، لأنه يطارد النساء – جاراته – ويفعل أفعالاً مشينة متخفيا خلف النافذة، فتشتكيه الجارات إلى زوجته التي تضطر لضربه لكي تمنع مشاكل ستحدثها           الجارات وأزواجهن.
        لا شك أن الأزواج الذين يرضون بضرب زوجاتهم لهم، لديهم مشاكـل نفـسية تجعلهم يتحملون هذا، فأعرف رجلا متزوجاً من امرأة أصغر منه بكثير، جميلة وناضجة، وهو لم يعد قادرًا على شيء، فأدى هذا به إلى أن يغار عليها بشكل مرضي، يتشاجر مع أصدقاء أبنها الذين يأتون للسؤال عنه، وكل يوم مشكلة من هذا النوع، مما جعل زوجته تتجرأ عليه  شيئا فشيئاً وتسبه. وهو غير قادر على الرد عليها، ولا يستطيع البعد عنها.
ويقول الكاتب الإنجليزي الكبير برتراند راسل في هذا الشأن:
" الشيء الذي ندمت عليه، أنني رأيت سيدة تصفع زوجها على وجهه، فانزعجت وتمنيت أن أمد يدي وأضرب هذا الزوج " قلما " آخر، لأن الرجل الذي يقبل أن تصفعه سيدة مرة واحدة ولا يتحرك؛ يستحق أن تمتد إليه الأيادي؛ كل الأيادي "
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف