خسر كل شيء هكذا راودته نفسه , مد يده إلى خده ليمنع تلك الدموع التي انهمرت غزيرة والعبرات التي ترفض إلا أن تصبح صديقا "دائما" له في وحدته.. استرجع بذاكرته ما مر به من أحداث منذ أن رحل عن وطنه وأرضه طلبا" للمال وتحسين ظروفه المعيشية فوجد نفسه في دولة غريبة ذات تقاليد وعادات تختلف عن عادات أهله بل انه كان يستنكر بداخل نفسه كثيرا مما يراه بأم عينيه ولكن أعتقد ساعتها إن ذلك مرده للدم العربي الذي يجري في عروقه تناسى كل الأشياء التي تنغص عليه حياته مرت السنوات واختفت الشعيرات السوداء في رأسه بعدها اختفى والداه فالموت لاينتظر عندما يحين الأجل ..
لم يتوقف عن العمل ..كان يسرع الخطى والسنوات تسرع الخطى من عمره حتى زواجه ، كان زواج عمل من أجنبية تختلف عنهم في كل الأشياء .. ضحك بمرارة وهو يتذكر زواجه منها وسعادته ساعتها وهو يتحدث لأبناء عشيرته وأهله عن تلك الحسناء .. شعر كم هو متفرد أمام أبناء عمومته وشباب قريتهم الذين تزوجوا من فتيات القرية صغيرالعقل ساعتها راودته نفسه .. أصغى، كم كان عديم التفكيرعندها الى صوت العقل الآن وقد فقد السيطرة على أبناءه الشباب الذين لا يربطه معهم أي ود بل انه لا يجد نظرة عطف منهم حتى في لحظات مرضه و شيخوخته ... انه ضيف غير مرغوب فيه حتى في بيته .. أغمض عينيه وتمنى الموت حتى ينال الراحة ولكن هل سيجد الراحة حقا" والسعادة بعد الموت وهو الذي نسى أن يقوي صلاته مع ربه في خضم لهثه وراء نعيم الدنيا الزائل ..أطفال قريته من يفرط في أداء الصلاة كان يعاقب بالضرب إلا انه لم يجد في هذا المجتمع من يذكره بعبادته التي هي أهم من كل الأشياء .. ليته وجد من يضربه حتى يستيقظ من هذا الكابوس الذى كان يعيشه .. انذوى وحيدا" يبكي بحرقة قبل أن يغمض عينيه مودعا" هذه الحياة التي عاش فيها غريبا" ومات غريبا
نهى محمد الربيع
السودان
لم يتوقف عن العمل ..كان يسرع الخطى والسنوات تسرع الخطى من عمره حتى زواجه ، كان زواج عمل من أجنبية تختلف عنهم في كل الأشياء .. ضحك بمرارة وهو يتذكر زواجه منها وسعادته ساعتها وهو يتحدث لأبناء عشيرته وأهله عن تلك الحسناء .. شعر كم هو متفرد أمام أبناء عمومته وشباب قريتهم الذين تزوجوا من فتيات القرية صغيرالعقل ساعتها راودته نفسه .. أصغى، كم كان عديم التفكيرعندها الى صوت العقل الآن وقد فقد السيطرة على أبناءه الشباب الذين لا يربطه معهم أي ود بل انه لا يجد نظرة عطف منهم حتى في لحظات مرضه و شيخوخته ... انه ضيف غير مرغوب فيه حتى في بيته .. أغمض عينيه وتمنى الموت حتى ينال الراحة ولكن هل سيجد الراحة حقا" والسعادة بعد الموت وهو الذي نسى أن يقوي صلاته مع ربه في خضم لهثه وراء نعيم الدنيا الزائل ..أطفال قريته من يفرط في أداء الصلاة كان يعاقب بالضرب إلا انه لم يجد في هذا المجتمع من يذكره بعبادته التي هي أهم من كل الأشياء .. ليته وجد من يضربه حتى يستيقظ من هذا الكابوس الذى كان يعيشه .. انذوى وحيدا" يبكي بحرقة قبل أن يغمض عينيه مودعا" هذه الحياة التي عاش فيها غريبا" ومات غريبا
نهى محمد الربيع
السودان