الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٩٤) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-10-22
ذكريات من مخيم اليرموك (٩٤) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٩٤)

سميح القاسم في مخيم اليرموك
كنا ونحن فتيان في دمشق نعرف سميح القاسم من خلال أشعاره التي ملأت كتبنا المدرسية ولا سيما في كتاب الأدب للصف الثالث الثانوي إذ كان أدب المقاومة الفلسطينية يشغل حيزا كبيرا من هذا الكتاب فمن خلاله تعرفنا إلى عدد كبير من شعراء الأرض المحتلة منهم محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين وغيرهم وحفظنا هذه الأشعار كما حفظنا أسماءنا وحارات المخيم وساحاته.
ولما أطل علينا مرسيل خليفة بأغانيه الوطنية كانت الأغنية الأشهر والتي رددها الفلسطينيون والعرب كثيرا هي قصيدة سميح القاسم التي صور فيها سيرة المناضل الفلسطيني:

منتصبَ القامةِ أمشي
مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتونٍ
وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي....

قلبي قمرٌ أحمر
قلبي بستان
فيه العوسج
فيه الريحان
شفتاي سماءٌ تمطر
نارًا حينًا حبًا أحيان....
في كفي قصفة زيتونٍ
وعلى كتفي نعشي

وبقينا مع شعر المقاومة وأدبها حتى جاء اليوم الذي بقينا فيه مع الشاعر سميح القاسم في مخيم اليرموك ساعات مباركة مع ثلة من أصحابه
هذا المخيم الذي أحبه الشاعر المقاوم وأحب أن يزوره ويلتقي بأهله هناك أهله الذين يرتبطون معه برابطة المقاومة والحرية والإنسانية والعودة والزياون والبرتقال.

كان يوماً سعيداً على دمشق يوم استقبلت عشرات الشخصيات القادمة من الأراضي المحتلة، منهم النواب والكتاب والشعراء والوجهاء ، وذلك صيف 1997 وفي مخيم اليرموك بالذات احتشدت الجماهير الفلسطينية في جامع فلسطين، لاستقبال وفد عرب الأراضي المحتلة في زيارتهم الأولى لدمشق، لقد سارت الجماهير وتجاوز عددهم الآلاف مع الوفد الفلسطيني إلى مقبرة الشهداء القديمة.
التف محبو سميح القاسم حوله في حارة المغاربة بعضهم يصافحه وبعضهم يقبله وأما الذي لم يقدر على الاقتراب منه كان يلوح له بيده من بعيد أو يصرخ بأعلى صوته : أهلا وسهلا بالضيوف أهلا وسهلا بالشاعر الكبير ، وكان يرد عليهم بأحسن منها بكل تواضع ومحبة وحتى أن أحدهم أخترق الصفوف وانحنى خلفه يريد أن يحمله على كتفيه فما كان من الشاعر إلا أن اعتذر بلباقة وأدب وفضّل ألا يكون متميزا عن غيره من ضيوف الأرض المحتلة.

ولما وصلنا إلى مقبرة الشهداء القديمة زار الوفد المتحف هناك والتقى مع بعض الشخصيات السياسية والأدبية ثم أطل على جمهوره المحتشد في ساحة المقبرة حيث أقيم احتفال كبير، أُلقيت فيه الكلمات ترحيباً بالضيوف القادمين بعبق فلسطين، وبعد الاحتفال انقضَّ الأهالي على الزائرين، كل على من يعرف أنه من قريته، أو ممن يمت له بقربى؛ قريبة، أو بعيدة، أو بصداقة، عن طريق الآباء، والأجداد، أو ممن يرتبطون مع الضيف بروابط فكرية ومنهجية، انقض أهل الشجرة على الشيخ كمال الخطيب، والبدو على من قدم من النقب، ومحبو الشعر والأدب على سميح القاسم، وهكذا كلٌّ يريد أن يحظى بضيف أو أكثر.
كانت شوارع المخيم الرئيسة اليرموك وفلسطين ولوبية والقدس مليئة بعراضات فلسطينية شعبية عرضات ذات طابع خاص فبعد أن انتهى الحفل سار الضيوف مع أهاليهم ليشاهدوا المخيم الذي صار حديث العودة وأسطورة النضال خرج الناس ليستنشقوا عبير فلسطين من ضيوفهم القادمين من رائحة الزيتون والبرتقال.
يتبع.....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف