الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النظام والفوضى الدولية والصراع عليهما بقلم:صابر رمضان

تاريخ النشر : 2014-10-22
النظام والفوضى الدولية والصراع عليهما .
بقلم : صابر رمضان : باحث في الشؤون الدولية .


     منذ احداث الربيع العربي عام 2011 ، ومنطقة الشرق الأوسط تشهداً تدهوراً دراماتيكيا نحو الهاوية والفوضى .  وكأن المنطقة دخلت حيز صراع عالمي وليس اقليمي كما يبدوا اليوم . وقد حاولت الدبلوماسية الدولية وقف هذا التدهور الحتمي بأساليب عسكرية و دبلوماسية شتى وأبرز أوجه لهذه الدبلوماسية الهجينة هو الصراع على السياسات والتحالفات المستقبلية لكل الأطراف المستفيدين ، في منطقة الشرق الأوسط الذي يمثل قلب النظام الدولي السياسي والاقتصادي والجيواستراتيجي  وبكل المفاهيم التي عرفتها المنازعات الدولية . وكان عنوان الصراعات على الشرق الاوسط هو التحكم بماهية وطبيعة النظام الدولي الذي سيسود العالم ويرسم الخطط والسياسات . وفي إطار الحرب العالمية والدولية المفتوحة على تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" خاصة في مناطق العراق وسوريا . علينا ان نتذكر أن تكوين النظام الدولي وسياساته وقواعده ، كانت تأتي نتاج للحروب والصراعات ، فالنظام  الدولي في عصر ما قبل الإمبراطوريات ، وما بعدها في أوروبا  وبأقطابه المتعددة جاء بفعل الصراع مع تلك الامبراطوريات الدينية والعائلية ، مما انتج نظام القومية أو النزعة القومية والثورية  والتي تسببت لاحقا في تبني مفهوم الدولة القومية . وأصبحت أوروبا تحت قبضة النظام المتعدد الاقطاب . حتى الحربين العالميين الأولى والثانية التي تحكمت بها سياسة المحاور تحت حكم نظام ثنائي الطبية، ثم الحرب الباردة والتي بدورها انتجت نظام دولي  ، آحادي القطبية وصفته الادبيات السياسية بأنه نظام القطب الحاد .
     وصحيح أن القوى العظمى والكبرى جاءت من اطراف بعيدة جغرافياً عن الشرق الاوسط ، لكن القاعدة الاساسية أن من يسيطر على المنطقة الشرق اوسطية يقود النظام الدولي  والعالم . فالشرق الاوسط هو البترول والنفط ، والغاز ، والموقع الجيو استراتيجي ، والممرات المائية وغيرها من المصالح العالمية. ويجب أن لا ننسى أن النظام الدولي ذو علاقة وطيدة بماهية السياسات الإقليمية السائدة بالذات في قلب العالم "الشرق الأوسط" ، خاصة  وأن القاعدة الجوهرية للنظام الدولي هي توازن القوى ، والوحدة السياسية (الدولة) الناشئة بفعل اتفاقية "سايكس – بيكو " عام (1916) ثم وعد بلفور ، والتي عادت لتكون في بؤرة التهديد في ظل الحرب العالمية ضد الارهاب ، والتنظيمات الجهادية الرافضة لتلك القواعد والحدود التي تحكمت بقواعد اللعبة السياسية الدولية  في عالم اليوم . بموجب التطورات اكتسبت هذه الحرب  سمة فريدة تميزها عن سابقتها من الحروب والمواجهات ، فالحروب العالمية كانت شبه منظمة بين محاور وقوى متصارعة ، اما اليوم فنحن امام حرب فريدة في مفهومها وتركيبتها وتكوينها ، فهي مبعثرة في الاهداف والاتجاهات والتوجهات ، وفاقدة لتراتبيتها المعهودة منذ قرون ، وهي موزعة ومشتتة في مشهدها الجيو سياسي . كما أن لاعبيها باتوا متعددين في مستوياتهم وفكرهم وأساليبهم . ولكن تبقى المصلحة ، والمصلحة القومية هي الموجهة لمختلف اللاعبين سواء في السعي لخلق حالة من النظام والاستقرار أو حالة الفوضى وانعدام النظام ، خاصة عندما يكون لكل لاعب حساباته الخاصة والإستراتيجية في اللعبة .  وفي ظل الحرب المستمرة على تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة والتيارات الجهادية المنتشرة عبر الشرق الاوسط ، علينا أن نعي حقائق أهمها ، أن ما يجري في المنطقة هدفه الصراع على مستقبل كل من سوريا والعراق ولبنان ، لحسم مسائل اقليمية شائكة تتعلق بايران ، وروسيا ، وتركيا . وبالتالي تكون احدى مخرجات الأزمة الحالية بروز مشهد جيوسياسي مسماه "الشرق الاوسط الجديد والكبير" . كذلك الحرب الحالية هي حرب "الكل ضد الكل" وكل الاطراف تخشى تبلور تواصل جغرافي للاعبين قدماء مثل التنظيمات الجهادية ، والاقليات القومية  المهددة لوحدة سوريا ، والعراق ، وتركيا ،وايران . ثم أن التدخل البري الاقليمي والدولي سيكون له انعكاس خطير على مستقبل الشرق الأوسط ككل ، وهو يعكس بذلك تنامي الرغبة في تقسيم المنطقة من جديد وهذا سيؤثر على قواعد النظام الدولي القائمة عليه حتى يومنا هذا  وبالتالي هو تهديد مباشر للمشهد الجيوسياسي للمنطقة منذ قرون .
    ولذلك فإن عملية بناء أو اعادة بناء نظلم اقليمي أو دولي في المنطقة تبدو محكومة بنجاح أو فشل سياسة المحاور  وأهم هذه المحاور ، محاور المواجهة كالتالي : -
-    المحور الدولي  الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم التحالف العربي و الخليجي  مع أمريكيا .
-    المحور الروسي  والايراني والسوري ، وتنظيم حزب الله اللبناني . والأقليات المدعومة من ايران في الخليج العربي. فايران تريد توسيع نفوذها في الشرق الاوسط عبر التمدد في الخليج ، لتثبت نفسها كدرع حامي للخليج . ولكي تمتلك القدرة على المساومة الدولية على برنامجها النووي ، وعلى دورها في رسم مستقبل العراق ، وسوريا ، واليمن وبقية دول الخليج . وبالتالي تسعى ايران الى امتلاك بطاقة التأهل لتكون لاعب دائم وليس احتياط الى جانب كل من مصر واسرائيل والأردن .
-    المحور التركي المنفرد . تحاول تركيا فرض احترام دورها ومكانتها كلاعب اقليمي آخر على النظام الدولي ، ومن جانب اخر تعمل على كبح التمرد الكردي على حدودها واراضيها لذلك فهي تسعى لتكون لاعب اقليمي مؤثر في رسم مستقبل العراق وسوريا ومعالجة المسألة الكردية الهم المؤرق لتركيا ومخططي السياسات فيها . ومن الناحية الاستراتيجية تحاول تركيا حسم مسألة الهيمنة على لواء الاسكندرونة السوري ، والحصول على منطقة فاصلة مع سوريا تسمح أو تمنح تركيا المساحة الجغرافية والزمنية لمواجهة التهدديات الموجه لها .
-    محور التنظيمات الجهادية ، وبالاساس القاعدة وجبهة النصرة وانصار الشريعه، ومسمياتها المتعددة .و تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). وهذا المحور غير المتناسق استراتيجيا ً وغير الموحد في مشهده الجيوسياسي ، يحاول كسر قواعد النظام الاقليمي والدولي وهي اتفاقية سايكس – بيكو المبرمة عام 1916 ووعد بلفور المبرم عام 1917،بتخطيه للحدود وعدم الاعتراف بها كأساس للنظام الدولي .وهي من اساسيات ذلك النظام وهذا أخطر ما في الموضوع. وهو في هذه الحرب يبو أنه يقدم خدمات مزدوجة لدول اقليمية بقصد او بغير قصد . مما يلحق تأثيراً سلبياً بحلفاء مستقبليين للولايات المتحدة الأمريكية  في الشرق الاوسط.
-    المحور القبلي في اليمن والحوثيين ، والعراق ، وسوريا .فالقبيلة اصبحت جزء لا يتجزأ من الصراع وطرفاً فاعلاً فيه . ففي اليمن تحارب القبيلة بشكل قوي ، وفي العراق تقوم العشائر المسلحة بدور ليس بسيطاً في اطار مجمل الصراع .

-    محور الاقليات القومية والبشمركة الكردية بالأساس . المسألة الكردية لم تنجح في افضل حالاتها في تحقيق اي طموح كياني لها ، فحاولت مراراً استغلال الظروف الاقليمية والدولية لتحقيق وحدة ترابها وتواصلها الجيوسياسي .منذ حرب الخليج ابتداء من عام 1990 وقبل ذلك ، واليوم تعود المسألة الكردية لتطرح نفسها ليس كمستقبل ممكن وإنما اداة بيد أمريكيا أملاً في مساعدتها على تحقيق اهدافها ، التي تشكل تهديداً خطيراً لكل من العراق ، وسوريا ، وتركيا ، وايران . مما يرسم مستقبل غامض وسؤال جدير بالطرح وهو هل ستتوحد هذه القوى الاقليمية في مواجهة التمدد الكردي ؟! .

-    المعارضة السورية  مقابل النظام . مستقبل سوريا لن يكون سهلاً . لتجاذبات اقليمية ودولية ومنازعات مستقبلية استراتيجية وهامة . فسوريا ستكون ساحة نفوذ اليوم وفي المستقبل لكل من روسيا ، وتركيا ، وايران ، واسرائيل  والغرب . ومحاولات دول اقليمية وضع صيغة لإنهاء الأزمة السورية وحسم الصراع على سوريا ستبوء بالفشل . اذ ستبقى سوريا اليوم وبعد ذهاب نظام الأسد ساحة هشة ومفتوحة لاستعلااض القوى الاقليمية لنفوذها  وعضلاتها .

اذن ماهو مستقبل الصراع الجاري على منطقة الشرق الاوسط ؟ سيكون تركيبة سياسية هجينة  ستعكس مصالح القوى الاقليمية في اطار احترام متبادل  لمصالح القوة العظمى أمريكيا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف