الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحجاج بقلم مخلص محجوب الحاج حسن

تاريخ النشر : 2014-10-21
الحَجـّاج
بقلم مخلص محجوب الحاج حسن
عضو لجنة البحث والتوثيق بمكتبة بلدية جنين العامة
تعريفه:- هو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عـُقيل بن الحكم الثقفي من مواليد الطائف سنة 41هـ /660م، كان اسمه كُـليباً، وأمّه الفارعة بنت همام بن عروة الثقفي سمّـته حجاجاً تفاؤلاً أن يكون ورعاً كثيرَ الحج، كان فصيحاً وخطيباً و معتداً بنفسه وبشخصيته رغم أنه كان أنقر دميم المنظر، تزوج من أربع نساء وله ثلاثة أبناء محمد وعبد الله وعبد الملك، ومات ابنه محمد في حياته في غداة يوم جمعة حيث نُعي إليه أخوه محمد الوالي باليمن في العشيّ.
انخراطه بالحكم:- عمل معلماً للصبيان في بلده، ثم انتقل إلى دمشق العاصمة، فولي أمرَ الشرطة الحربية لدى أبي زرعة روْح بن زنباع الجذامي صاحب شرطة الخليفة عبد الملك الأموي، ثم أصبح هو صاحب الشرطة فشارك الخليفة بمحاربة أبي عبد الله مصعب بن الزبير بن العوام الأسدي في معركة دير الجاثليق شمالي بغداد على ضفة دجلة اليسرى سنة 71هـ /690م، ثم انتدبه الخليفة لمحاربة منافسه أبي بكر عبد الله بن الزبير وهما ولدا أسماء بنت الصديق رضي الله عنه فهزمه بعد أن حكم الحجاز تسع سنوات وقتله وصلبه على جدار الكعبة يوم الثلاثاء 17 جمادى الأولى سنة 73هـ /692م فولاه عبد الملك الحجاز ثم استدعاه فولاه العراق المضطرب بالساخطين والشيعة والخوارج عشرين عاماً ، ومعه ثمانية رجال من النجائب (النخبة) يستعين بهم .
سياسته:- كان يرى وجوبَ إطاعة الحاكم أمراً دينياً فلذا علا نجمُه لمّا أظهر انضباطاً وحماسة وعـُرف بتعصّبه للعنصر العربي وبسياسته الداخلية الحازمة المتمثلة بالمقولة" وعـْد ٌوَ وعيد تهديدٌ وتنفيذ " ، فكثر كارهوه وناقدوه، فهذا عبد الله ابن الجارود تزعم المعارضة محاولاً تحجيمه فقضى عليه في ربيع الآخر سنة 76هـ ، ومنهم من يتـّهم ومنهم من يتفاخر ومنهم من يتروى. .
أعماله:- (1) اتخذ المناظر بين مدينة واسط وثغر قزوين عن طريق التدخين نهاراً وإشعال النيران ليلاً، وهذا ما عُرف فيما بعد بالمناور والمرابط بفترة الحروب الصليبية . (2) ونظراً لفصاحته وذكائه وممارسته مهنة التعليم وحبه للعربية لغة القرآن الكريم فقد سبقَ وعهد إلى نصر بن عاصم الليثي (صاحب ترتيب الألفباء المتوفى بالبصرة عام 89هـ ) بضبط المصحف الشريف وتنقيطه، ومثلِه أبي سليمان يحيى بن يعمر العَــدْواني المتوفى بالبصرة 129هـ ، ولا ننسى بهذا الصدد الدوْر الهامَّ لأبي الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد الفراهيدي .
(3) بنى مدينة واسط بين البصرة والكوفة سنة 84هـ .(4)أدخل عدة إصلاحات وتنظيمات في مجالات متنوعة كالريّ والمقاييس والنقد والأمن والضرائب وإدارة الدواوين وتعريبها.
(5) القضاء على الثورات الداخلية كالخوارج والزنج وعبد الرحمن بن الأشعث الكندي بمعركة دير الجماجم قرب القادسية في شعبان سنة 83هـ ، ثم عمل على تسيير جيوش الفتوح بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي لفتح بلاد ما وراء النهر مثل بخارى (في أُوزبكستان اليوم) وبلخ (في أفغانستان اليوم) ،والقائد محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند(الباكستان) وما حولها من بلاد الهند.
قالوا عنه:-
1- قال عبد بن شوذب "ما رُؤي مثلَ الحجاج لمن أطاعه ولا مثلـَه لمن عصاه".
2- قال زبّان بن عمار التميمي المعروف بأبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة بمكة والمتوفى سنة154هـ" ما رأيت أحداً أفصح من الحسن البصري والحجاج بن يوسف ".
3- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان كما ورد في الأعلام للزركلي ج2 ص168 " ذ ُكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء، فغضب وقال:إنما تذكرون المساوئ! أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهماً عليه (لاإله إلا الله محمد رسول الله)، وأول من بنى مدينة بعد الصحابة، وأول من اتخذ المحامل، وأن امرأة ً مسلمة سُبت في الهند فنادت يا حجاجاه فوصله الخبر فجعل يقول: لبيك ِ لبيكِ" ثم أنقذها الخ " ..
وقد ألّـّفوا فيه كتباً منها الحجاج المفترى عليه، ومنها الحجاج في الميزان، ومنهم من شهد بسياسته الإدارية، ومنهم من اعتبره طاغية، كما لا ننسى قسوته في تنفيذ نهج الحكومة فقد قيل إنه قتل عبد الله بن الزبير لاحتجاجه على نظام الحكم الوراثي، وقيل إنه قتل التابعي سعيد بن جـُبيرالأسدي في 21/ رمضان/95هـ فقال الإمام أحمد" قتل الحجاج ُ سعيداً وما على وجه الأرض أحدٌ إلا مفتقرٌ إلى علمه"، وقيل إنه أيضاً هدّد أنس بن مالك الصحابي .
4- ويحضرني يوم كنا على مقاعد الدرس في الصف الثانوي المنتهي لدى إجراء الفحص النهائي والتجريبي بمدرسة جنين الثانوية للبنين والمشترك للشُعـَب الخمسة من قبل الأستاذين المرحومين عبد الهادي جرار (أبو الأديب من جنين) وعبد الله العناسوة (أبو عاصم من السلط) بمادة التاريخ العربي للإ جابة عن السؤال التالي " لم يكنِ الحجاجُ خيراً كله ولا شراً كله، برهن على صحة القول بما تحفطه من أدلة تاريخية ".؟ وذلك استعداداً للتقدم لامتحان الدراسة الثانوية الأردنية القطري العام سنة 1958م .
ماذا قال في خطبته:- حين ولي العراق جعل الجيش خارج الكوفة وسار بنفر ٍ قليل قاصداً جامعها عصراً فدخله معتمـّاً مغطىً بعمامته أكثرَ وجهه متقلداً سيفـَه متنكـّباً قوْساً، فصعد المنبر ملثماً وأعطى نصتة ًبوقفةِ مطوّلةً ثم حسر اللثام عن وجهه وقال خطيباً:-
أنا ابنُ جلا وطلاع الثنايا ***** متى أضع ِ العمامة َ تعرفوني
يا أهل الكوفة! أنا والله إني لأحمل الشرّ بحمله وأحذوه بنعله وأخزيه بمثله وإني لأرى أبصاراً طامحة وأعناقاً متطاولة ًو رؤوساً قد أينعت وحانَ قطافها وإني لصاحبُها، وكأني أنظرُ إلى الدماء بين العمائم واللحى. إني والله يا أهل العراق ما يـُقعقعُ لي بالشـنان ولا يـُغمزُ جانبي كتغماز التين، ولقد فـُررْتُ عن ذكاءٍ وفـُتـّشْتُ عن تجربة، وإنّ أميرَ المؤمنين - أطال الله بقاءه – نثرَ كـِنانته بين يديْه فعجمَ عيدانـَها ، فوجدني أمرّها عوداً وأصلبها مكسـِراً فرماكم بي لأنكم طالما أوْضعتم في الفتنة واضطجعتم في مراقد الضلال، واللـــهِ لأحـْز ِمَنّكم حزْمَ السّـلمة ولأضربَنّكم ضرْبَ غرائب ِالإبل، فإنكم لكَأهـل قرية ٍ كانت آمنة ً مطمئنـّة ً يأتيها رزقــُها رَغـَداً من كلّ مكان ٍ فكفرت بأنعـُم ِ الله فأذاقها الله لباسَ الجوع ِ والخوف ِ بما كانوا يصنعون، وإني والله ِ ما أقولُ إلا وفيْتُ ولا أهمّ إلا أمضيت .
الشرح والتعليق:- توجّه الوالي الجديد إلى مسجد الكوفة الجامع ضمن وفدٍ مهيب من الشخصيات الإعتبارية فدخل المسجد واعتلى فوْراً المنبر متلثماً فاشرأبـّت إليه الأعناق مستغربة واشتدّت إليه النظرات حائرة ً، فأعطى الوقفة الأولى نصتة زادته رهبة وهيبة، وابتدر الخطبة مقتبساً متمثلاً ببيت ٍ من الشعر العربي الجاهلي لسـُحيم بن وثيل الرياحي قائلاً:
أنا ابنُ جلا وطلاع الثنايا : متى أضع ِ العمامة َ تعرفوني
كأنه يردّ على نظرات الإستغراب والإستخفاف والتغافل والحيرة بإعلان ٍ جازم ٍ ينمّ عن مفاخرته بمكانته وشخصيته فأماط اللثام عن وجْه ٍ متكدر ٍ متحدّياً مهدداً أهل الكوفة بأنّ الأمن المحقق سيكون وليدَ القضاء على رؤوس الفتنة والفساد باستعمال السيف الصارم ليعمّ التأديب والإنضباط مشيراً بأُسلوب البادية الجاف وبألفاظٍ فظة منتقاة إلى كونه لا يجفلُ من محاولات التفلـّت و الزعزعة ولا يُجس نبضُه ولا يُفتّ عضده، وأنه لم يأت عبثاً أو مصادفة ً وإنما تسنّم الأمر عن جدارةٍ واقتدار، إذ إنّ ألخليفة أمير المؤمنين بعد دراية واعية ودراسة شاملة وتفحـّص وتصميم ٍ خرج بقراره الحازم وعزمه الآكيد على ضبط الأمور وتصويب الأحوال فكلفني بهذه المهمة الشاقة فقد جاء وقت تنفيذ العقوبة لأنكم تشرّبتم عناصر الفساد والفوضى واللهو وتعوّدتم على التمرّد والتردّد والتسيّب فأنتم تنكرون النعمة وتتجاهلون الفضل مضمناً آية (112) من سورة النحل من القرآن الكريم، واختتم الخطبة بالتهديد ولن أتعامل معكم إلا بيدٍ من حديدٍ، وإني بعون الله مأمورٌ بالوفاء لما جئت به ومن أجله ومصممٌ على سرعة التنفيذ بقوة، وقوموا إلى الصلاة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف