الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

للحب بصيرة حادة.. يا هشام..

تاريخ النشر : 2014-10-21
للحب بصيرة حادة.. يا هشام..

"ما أخطأتك النائبات إذا أصابت مَنْ تُحب "
الشريف الرضي
ما أفدح الأخطاء التي يجُّرنا لها الفقدان..
وأنت يا "شريف علي*" على الطريق السماوي..
حدائقه وجناته فوق الُغمام..
أم أنت في البيرة الجميلة تطل على القدس
التي أحببت.. ومسقط رأسك عمواس..
في دمشق الياسمين.. وبيت لحم..؟!
تدوّنُ الحيوات والإلتياعات والفرح في كنيسة المهد..
هنا حديقتنا وجنتنا..
يزيدها ألقاً.. زرقة الضوء الأخير للقمر..
كما شاهدته بأشعة بنفسجية.. في أعياد الميلاد..
ولكن.. ماذا نكتب عنك.. وأنت الكتاب..؟!
أنت الكلمات وشجرة الزيتون الفلسطينية..
ومَنْ يعرف الدرب جيداً..
أنت حيث أنت..!
في الأعالي.. ولم تحصل الأرض على السلام..!
والمجد لكَ ياربُّ.. خيراً وبركة..
لماذا هذا الفقدان المبكر الموجع..
ونحن نُستثنى من كتب الضلال..
كُتبنا مرافيء المحبة.. العزّة والكرامة..
وابتلينا بالإجرام.. وشتى ألوان الكيّد باسمك..!
واسلاموي مبتلى بـِ "الايبولا".. لا يحارب الوباء..
ينفق تريليوناته النفطية الدولارية على التسلح..!
والقدس في المرمى.. أُولى القبلتين وثالث الحرمين..
إنتهاكات لحرمات الله.. وعباده..
لماذا.. يا هشام لم تؤجل الرحيل..!
أم امتلكت الفكرة بكل المعاني..
واشتقت جداً إلى رفيق دربك القائد الشهيد خالد نزال..
وقد قالت الرفيقة ريما نزال: أَنكَ مازلت تُشرف على الحشود وتنظمها..
في التياعك لصديق العمر خالد نزال..
أتذكر آخيل الذي فقد صديقة في الحرب..
وهوميروس كذلك.. الذي اطلق حزنه في وزن سداسي التفاعيل..
وتستمر المعاناة الفلسطينية... التكرار لم يجعل الإلتياع أقل..
لأنه مواساة "تطبيعية".. طالما أنها المقابل اللغوي لزوغان البصر..
وتوحيش الجموع..
وأنت يا هشام الكلمات والمعنى..
وها نحن نتحول إلى بريد اليكتروني.. نسافر خلاله اليكم..
أتذكر حين كنا معاً في دورة خارجية طويلة.. منتصف السبعينيات في بلاد السوفييت..
وكان يدعوك أحد المدرسين للعب الشطرنج.. وهو محترف وعلى مستوىً دولي.. وكنت تُهزم معه.. اعاتبك فترد بابتسامة: "لن أقتل الجنود لينتصر الملك".. كش ملك..
وبالروسية "مات".. وعديد الذكريات على السياق.. قلت للمدرس: الموقف لينيني بوجه الطغاة الكواسر.. وضحك كثيراً..
ما أفدح الأخطاء التي يجرنا إليها الفقدان..!
كنت تقول مثلما يقولها نيتشة: "حين تطارد الوحوش حذارٍ أن تتحول إلى وحش"..
أيها الربُّ..
نرفض أي مكان آخر..
أي وطنٍ آخر..
لن نركب البحرِ.. أو الغيوم..
أو أن تحتضننا أذرع الحواري..
الأرض لنا..
السماء لنا..
القدس لنا..*
القدس أقرب نقطة إلى الله..
بين الأرض والسماء..
ونسورنا فوق قمم جبال النار..
وجبال الخليل..
وينمو أطفالنا بين دمعتين.. وزيتونتين.. وأَرضين هي أرض واحدة..
ما شاء الانقسام والاقتسام بين رام الله .. وغزة..
أطفالٌ يبحثون عن فراشات وملائكة.. قصبتهم القذائف..
وقصبت أُمهاتهم..
على صدر الله بكوا.. أطفال عرجوا للأعالي.. يؤذنون للحبِّ من على منائر الله.... يتلون آيات لله.. يريدون زيتوناً بلا دود وطغاة.. يريدون بحرهم.. بحراً للأسماك وللإنسان..
مليئون نحن بالحسنات التي تسجل لنا يا الله.. يريدون وطنهم.. كي لا يجوب الموت في أزقة مخيماته.. ومدنه..
نحُجُ للناس.. نعيش للحب.. نسير مثلما الأَنبياء التي أحبّت أوطانها.. ودون ذلك جاهلية..
يا هشام..
تومضُّ الأفكار معك..
ويا حشد الأحياء .. أيها المحبون..
أطبقوا أعينكم على دمعةٍ..
لا تذهبوا لتناموا على شجنٍ..
فقدانٌ يشفع في تجديد الحياة..
أتأمل بالحشد فأرى طيفك..
يمنحني الحشد حزناً وفرحاً وفخراً..
فلا أقول وداعاً..
وهذا الكأس سنشربه فرداً .. فرداً
لن تنتهي الرحلة إلا بالحرية..
والربُّ هو الحرية الكبرى..
أنت يا هشام مثل قصص الحب..
فيها الحزن والابتهاج.. والكبرياء.. والصعود للعلا..
هناك نَنَظرُ إلى أنفسنا من بُعْدٍ..
ما يجعل الذاتي يصبح فجأة موضوعياً..
وأنت فرع نديٌّ.. والشعب مكبلٌ بالأرض..
فمن له مثل هذا الحب..! مثل هذا العبق..!
الحشود  للتعزية هي واقع.. يعني أنني غير حيّ..
لكن لا يعني أنني غير موجود.. بل موجود..
يا هشام.. يا بلسماً.. ويااا.. وجعاً يرهق.. لن ترحل بعيداً.. لأن من يحبَّ..
اضلاعه غضّة.. والروح مثل شفيف أجنحة الفراشات..
وأنت مَنْ يقول: "نحب لنكون أرق من نسمات الربيع"..
وللحبِّ بصيرة حادة..
حتى تغُشى العيون..

رشيد قويدر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف