الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عشتار تبكي وحدها بقلم:كاظم فنجان الحمامي

تاريخ النشر : 2014-10-21
عشتار تبكي وحدها
كاظم فنجان الحمامي
 
فضائية واحدة فقط من بين عشرات الفضائيات العراقيات هي التي ظلت تنوح وحدها الآن مع نواح الأسر المسيحية والأيزيدية المنكوبة. بينما انصرفت الفضائيات الأخرى نحو مهاتراتها السياسية وحملاتها التسقيطية وتهريجها الإعلامي، وانصرفت فئة منها نحو إقامة حفلات الدق والرقص في بلد يعيش أبناؤه خارج منازلهم.
لا حدود لوصف المصائب والويلات التي وقعت فوق رؤوس المسيحيين. شاهدوا قناة (عشتار) لتروا بأنفسكم حجم الفاجعة، وتتأكدوا من ملامح الوجه الحقيقي للمأساة. تابعوا على شاشتها مسلسل التشريد والتهجير والظلم والاضطهاد، ثم أبصقوا بوجه الذين اغتصبوا نسائهم وباعوا بناتهم في أسواق الدعارة الدينية المتفاخرة براياتها الداعشية المحرضة على العنف الطائفي لارتكاب المزيد من المجازر باسم الدين.
إبادات طائفية وجماعية تُرتكب الآن على مرأى ومسمع العالم كله، تمثلت باستيلاء الدواعش على بيوت المسيحيين وأعمالهم ودور عبادتهم وحرقها. إجبارهم على اعتناق الإسلام بالقوة، ومطالبتهم بدفع الجزية أو الرحيل. عدم التعامل معهم سواء بالبيع أو الشراء أو بالشارع، ومنع اختلاطهم مع المواطنين الموصليين الذين انقلبوا عليهم فور سقوط الموصل. حجب بطاقاتهم التموينية. مصادرة ممتلكاتهم بعد فرارهم من منازلهم. قتل كل المسيحيين الذي تجرؤا على الذهاب إلى أعمالهم. اغتصاب أعداد كبيرة من المسيحيات (انتحرت منهن العشرات). حرمان الطالبات المسيحيات والأيزيديات من الدراسة، واختطاف العدد الأكبر منهن. تدمير قبور المسيحيين وتدمير الصلبان التي عليها. طرد المسيحيين إلى القرى النائية بلا مأوى.
المسيحيون اليوم بلا وطن يؤويهم وبلا قانون يحميهم. جميعهم يتمنون الفرار من العراق الذي كانوا هم سكانه الأصليين، وهم الذين وضعوا اللبنات الأولى لحضارته في مراحلها البابلية والكلدانية والأكدية والآشورية، فأصبحت بيوتهم اليوم أوكاراً للقتلة وملاذاً للسفلة القادمين من خارج العراق، هكذا تُقتلع جذور الأصلاء وتغرس مكانها مخالب الدُخلاء.
لقد فقدت المنظمات الظلامية آدميتها، وكشرت عن أنيابها الطائفية، وفقدت معظم الفضائيات العراقية عراقيتها بتجاهلها للمجازر والمآسي التي تعرض لها المسيحيون منذ سقوط الموصل وحتى يومنا هذا.
منظمات عراقية (اجتماعية وإنسانية وحزبية) تقف للأسف الشديد كما الأصنام متفرجة على حملات التطهير الطائفي والعرقي، ومنظمات عربية وعالمية ظلت تعبر منذ الحرب العالمية الأولى عن تضافرها مع اليهود، وتتباكى على محارقهم النازية المزعومة، لكنها لم تذرف دمعة واحدة على مسيحيي الموصل، ولم تعبأ بالمجازر التي أبيدت فيها القرى الأيزيدية. لم نسمع بفتوى واحدة تدين جرائم داعش وتستنكرها. بل على العكس تماما فقد أطلق أبو إسحاق الحويني نداءاته الموتورة التي يحث فيها شباب مصر على سبي النساء المسيحيات باعتبارهن من السبايا والغنائم البشرية.
عشتار تبكي وحدها الآن والأشرار يطاردون المسيحيين في وطنهم، بينما تتعمد الفضائيات العراقية تجاهلهم، حتى قناة (الشرقية) الموصلية الهوى تجاهلتهم هي الأخرى تماماً، وصارت تطلق عبارة (تنظيم الدولة الإسلامية) على العصابات الإجرامية.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف