الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ام اللغات واول الالسنة بقلم:علي عبد الجبار موقدي

تاريخ النشر : 2014-10-21
ام اللغات واول الالسنة  بقلم:علي عبد الجبار موقدي
أُمُّ اللُغاتِ وَأَّوَّلُ الأَلسِنَة
بقلم:علي عبد الجبار موقدي

منذ الطفولة وأنا أفكر بأول لغة تحدث بها البشر, وكيف أصبح اليوم هناك كثير من اللغات ,وبعدما كبرت ظل هذا التفكير يلاحقني حتى أيام دراستي الجامعية, كما واجهت الكثير ممن سألوني نفس السؤال الذي كان يخطر ببالي: ما هي أول لغة تكلم بها البشر؟ كنت أرى بقلبي ووجداني أنها العربية أم اللغات وأول الألسنة ربما حبا لها وإعجابا بعظمتها واتساعها, وكنت دائما ما اردد البيت المشهور عنها:
أنا البحر في أحشائي الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
تطور الأمر بعد ذلك عندي إلى الاعتماد على الإرث الديني الذي احمله ومفاده (أن الله أرسل الرسل لأقوامهم بلغاتهم وانزل لهم كتبهم بنفس تلك اللغات لكنه عندما جاء بالرسالة العالمية الخالدة الخاتمة اختار لها نبيا عربيا وانزل عليه كتابا يحمل النور للبشرية جمعاء باللغة العربية . فكنت أقول في نفسي إنها إشارة واضحة إلى أممية هذه اللغة وأصالتها وإشارة لسيادتها على جميع اللغات وديمومتها من بينها معتمدا في ذلك أيضا على وصف الله له بأنه لا اعوجاج فيه ولا نقصان(غير ذي عوج/ولم يجعل له عوجا) أي انه لا يصل إلى درجة الاعوجاج والشيخوخة والموت والفناء , فالإنسان يعوجُّ ويهرم ويموت , واللغات كذلك تصل إلى هذه المرحلة, فهناك الكثير من اللغات التي يطلق عليها الآن لغات ميتة أو لغات منقرضة و لغات لا يتحدث بها احد. وهذا يذكرني بقول الفرنسي إرنست رينان : "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة" أما الألماني فريتاغ فيقول:" اللغة العربية أغنى لغات العالم "

كنت ابتعد عن الكتابة في هذا الموضوع متعمدا حتى لا أبدو متعصب التفكير نحو لغتي الأم بلا أي دليل علمي لأننا في عصر غربة الدين , ولان الناس في هذا العصر من عبقريتهم اللامتناهية أصبحوا لا ينظرون إلا إلى الدلائل المادية البحتة!!
لكن أصبحت هناك كثير من المعطيات تحوم حولي في هذا الموضوع وتزداد يوما بعد يوم حين يزيد محصولي من مصطلحات اللغات الأخرى التي تتشابه مع لغتي العربية, فالانجليزية مثلاً فيها الكثير من المصطلحات التي تتشابه كثيرا مع مرادفتها في العربية (mosque مسجد/و cave: كهف/cafee:قهوة / الخ) وأثناء دراستي الجامعية تعرفت على بعض من اللغة الفارسية وعلاقتها بالعربية إضافة إلى التركية وما فيها من معاني وكلمات عربية الأصل, وعندما سجلت مرة مساقا في اللغة العبرية عرفت أن حروفها مرتبة حسب الترتيب الأبجدي العربي وان الجمع فيها مشابه تماما لجمع المذكر السالم والمؤنث السالم في لغتنا العربية إضافة إلى طريقة كتابتها وحركاتها وكثير من مفرداتها ومعانيها واشتقاقاتها, واذكر بحثا للماجستير تقدم به احد الطلبة في جامعة النجاح أثناء دراستي فيها بين1999-2005م كان عنوانه"اللغة العبرية لهجة عربية عامية" معتمدا بذلك على ما في العبرية من تشابه كبير في العربية ومفرداتها وجذورها .
وعند بحثي في هذا الأمر تيقنت أن هناك الكثير من اللغات التي أخذت من العربية ويكفي للاستدلال على ذلك ما قاله الأستاذ الدكتـور فرحـان السـليـم في مقاله عن اللغة العربية ومكانتها بين اللغات( ) "إن الكلمات العربية في اللغات الإسلامية : الفارسية والتركية والأوردية والمالاوية والسنغالية أكثر من أن تحصى. والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضاً .
لقد التقت العربية بالفارسية والسريانية والقبطية والبربرية. وكان عندها أسباب القوة، فهي لغة القرآن، وتتميز ببناء قوي محكم، وتملك مادة غزيرة .لقد حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عما جاء به الإسلام من مفاهيم وأفكار ونظم وقواعد سلوك. وأصبحت لغة الدين والثقافة والحضارة والحكم في آن واحد .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ذكر المستشرقان أنجلمان ودوزي في كتابهما (معجم المفردات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من اللغة العربية) بأن الكلمات العربية الموجودة باللغة الإسبانية تعادل ربع كلمات اللغة الإسبانية, وأن باللغة البرتغالية ما يربو على ثلاثة آلاف كلمة عربية! وهذا ينسحب أيضا على كل اللغات في العالم والتي أثبتت الدراسات الحديثة أن أمها الأصلية التي تفرعت عنها هي اللغة العربية .
رغم ذلك كله كنت ما أزال أقول في نفسي هل هذا التشابه في المفردات يعني أن هذه اللغات تفرعت عن العربية بحق من قرون طويلة وأزمنة غابرة حتى صارت لسانا مختلفا عنها رغم وجود بعض المصطلحات إلى اليوم؟؟ لكنني كنت اهرب إلى الأمام قائلا ما زال الأمر مبكرا عليك لتبحر في علم اللغة الواسع العميق ولتبدي رأيك في أمر جلل كهذا , فالزم حدَّك واعرف مقدرتك, فالأمر بحاجة إلى أبحاث مضنية يقوم بها أهل الاختصاص والعلم في هذا المجال, و ليس الأمر تواضعا مني بقدر ما هي حقيقة عشتها وأفكار عايشتها وخواطر كانت وما زالت تطرق باب الفكر والعقل لدي.
بقي الوضع عندي على حاله حتى عثرت صدفة في اليوتيوب على مقابلة مع الدكتور إبراهيم الشربيني المتخصص في علمٍ حديثٍ يعرف بعلم اللغة الكوني والذي يدرس لغات العالم مرة واحدة ويدرس العلاقات بين هذه اللغات وجذورها اللغوية . وكان ملخص كلامه أن اللغة العربية هي اللغة الأم, وهي أول لغة تحدث بها الإنسان, وهي اللغة الشابة التي لا يمكن أن تنتهي أو تموت كما يحدث مع باقي اللغات التي تموت وتنتهي كما يموت الإنسان وان العربية صفة لهذه اللغة وليست اسما لها, وأنها تعني اللغة الشابة, وهذا تصديق لقوله تعالى(عربا أترابا) . كما بين هذا الدكتور أن هناك جامعات في بريطانيا صارت تسمي أقسام اللغة العربية باسم قسم اللغة الأم وإنها أصبحت تُدَوِّنُ وثائقها المهمَّة باللغة العربية باعتبارها اللغة التي لا تموت, لان في العالم اليوم حوالي 600لغة من أصل 1000 لغة مسجلة وتم إحصاؤها , حيث مات منها 400 لغة, وان هناك حوالي 50 لغة تموت أسبوعيا , وفي فترة وجيزة -كما يتوقع العلماء- سيصبح في العالم فقط 3 لغات, لكن الدكتور الشربيني تَوَقَعَ آن تظل لغة واحدة هي اللغة العربية أمُّ اللغات وأول الألسنة.
وفي الأسبوع نفسه عثرت على مقال للدكتور مصطفى محمود عنوانه "اللغة التي تكلم بها ادم" وقد عرفت بعد قراءتي لمقاله انه مَرَّ بنفس الحالة التي مررت بها حتى عثر على كتاب يحمل عنوان "اللغة العربية أصل اللغات" لمؤلفته الأستاذة تحية عبد العزيز إسماعيل المتخصصة في علم اللغويات , وان ملخص كتابها أن اللغة العربية كانت الأصل وأنها هي المنبع وان جميع اللغات كانت قنوات وروافد منها.
لقد استقر في ذهني وعقلي بعد بحثي وتمحيصي في العلاقة بين اللغة العربية واللغات الأخرى انه لا تكاد تخلو لغة على وجه الأرض من أي مفردة عربية أو جذر عربي , فاللغات الرئيسية في العالم فيها الكثير من المفردات العربية الأصيلة التي يراها كثير من الباحثين تأثرا باللغة العربية وأخذا منها , واراها أنا امتداداً للغة العربية الأم التي تُعْتَبَرُ هذه اللغات تفرُّعا عنها, وامتدادا موغلا في القدم لها قدم البشرية على هذه الأرض, فهي لغة ادم حين علمه الله الأسماء وحين انزله على الأرض, ثم تكاثر البشر وتباعدوا وانقسموا أمما وشعوبا وتغيرت ألسنتهم وابتعدت كثيرا حتى غدت لكلِّ أمَّة لغة خاصة بها تختلف في شكلها وطريقة نطقها وكتابتها , لكنَّ آثارَ الأصل ما زالت موجودة مشتركة بينها تحتفظ ببعض المعاني والكلمات من أمها العربية الأصيلة رغم بُعدِها واختلافها عنها.
علي موقدي
السبت 12/10/2014م الموافق17/ذي الحجة/1435هـ
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف