هناك بعيداً عن متاهة الزمن، جلست على ربوة الخيال عند قمة منتهى الكون ،أغمضت عينى على عدسات عقلى فى حدود بؤرة الرؤية على متن شراع الذكريات ،ومضات تأتى كبرق السماء لتتجلى جملة أشياء ، أحكمت إطباق جفنيى لأرى أعماق الصورة ، كانت هى شجرتى العتيقة ، تلك التى ذرفت عند جذورها الدموع على أعتاب مذبح الحقيقة ، كانت تلقانى ملوحة بأغصانها ن لا أدرى إن كان فرحاً أم حزناً لأجلى ، أم حنيناً لإرتواء بعد ظما بالمزيد من الدموع !!! ، كانت تحفنى بظلالها عندما يقدح القيظ ، وتبثنى همومها نسمات طرية ، وحدنا كنا والخيال ثالثنا ، كنت أسمعها حين يداعبها الريح ، تردد نجواى كأنها تقرأها من ورقة خضراء ، أحست ألمى رسالة إلى السماء يحملها الريح على بساطه ، لابد وأن قلبها القابع فى جمار اللب يتألم لأجلى ، راحتى أن أستند جذرها فيحتوينى ، يمتص منى بعضاً من همومى ، كنت مستسلماً للدفء الذى يسرى من أوصالها لكيانى، كأنى أسمع أنفاسها مع أنفاسى ، هالة مغناطيسية تحيط بنا كجدار عازل عن حركة الحياة، روح ترتوى بالماء ، وروح تنتشى بالسكينة والصفاء ، كنت حين تقهرنى الأفكار ويجنح بجموحى الخيال ، فينطق الحال بألف سؤال وسؤال !!!، أهيم فكراً ،وينطق اللسان ماكان أمراً ، كيف ومتى وأين ولماذا ؟؟؟؟ ، قد نتغاضى عن الكثير من الأسئلة مع إجاباتها إن كانت من عابر سبيل !!!! لكن كيف هو السبيل إن كانت من رفيق للدرب الطويل ؟؟؟حينها تفترق بنا الطرق لتسحق الأقدام ظلاً كان يتبعنى كلما توهجت فى سمائى بعضاً من شموسى !!!كان يتبعنى فريق تشارك معى فصيلة الدم !!!لم أبح لأحد بأسرارى سوى شجرتى العتيقة وأغصانها ، كانت تصفق مع هبوب الرياح ، حاملة صوتى إلى فضاء البراح ، حتى جمعت بعضاً من نداها ومالت بالغصن كى تنحدر قطرة على وجهى المحتقن بحمرة الغضب ، فبكيت لبكائها ، فقد بح صوتى على جملة واحدة ، لماذا ؟ وكيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟ .